سنين الدهر
بأي حروفٍ أنعتُ حيلة قلبي، إن كان الحزن قدره و حاله. أرسم بأناملي البسمة آملًا بيومٍ تتبدل فيه بسمة.
كان ظني ان ولادتي كانت خلاصي و أخر معاناة احبتي، ما أبصرت قبلة النور الاولى و الدمع سارٍ على وجنتي و مقلتي بالدمع أغرورقت. قلت دمع فرحٍ ليس إلا؛ ما لبثت حتى بعثرتني رياح الايام في الأرجاء سالكةً طريقها دون اكتراثٍ لحالي.
خضت الايام عقود رأيت بها الصخر يملك من الحقوق ما فاقني. أرتديت الاوراق و الاغصان لتجملني، لربما رأيتها اكثر جمالًا من قماشٍ بالٍ كشف اكثر من ما ستر.
شقاء العقد المتقّلد ليظهر بهيئة الدهر بعثر شوارعي على اطراف مدائني في سراب وهمٍ امطارَ دمًا و كأن جروحي غيوم تنزف و عين معذبي و مغتصبِ موطني تراه عيدًا اختلطت ألوانه بقطرات ٍ من المطر.
العقد من عمري يعبر و كأنه دهر، و في اليوم أرثي من الدمع و القهر اسبوع.
لم تكن روحي اقل تعبًا من جسدي ، لقد فاقته أعوام ألم. روحي أبصرت صريخ ذاك المهدِ الذي شهد بين الشهداء والديه يوميًا ولم املك غير حيلتي لألقي اللوم عليها. أنصعقتُ بلياليَّ بردًا و رصاصًا. روحي ذات فمٍّ نازف و حرقته تصرخ، تصرخ : آهٍ يا بلادي ، و آهٍ تجاريها تندب حالي.