موضوع الرواية هو نقد النظام التعليمي المصري القائم على حشو عقول التلاميذ بمعلومات نظرية دون محاولة فهمها، وزجرهم عن السؤال حتى أو محاولة الفهم، وأثر ذلك عليهم في تكوين شخصيتهم وحياتهم العملية بعد ذلك
وهذا من خلال يحيى بطل الرواية الذي يتمرد على أستاذه تقاوي منذ نعومة أظافره ويرفض هذا الأسلوب في التعليم، مقارنة بزملائه الثلاثة الآخرين الذين استجابوا لهذا الأسلوب وكانوا تلاميذ مطيعيين ومن بعدها متملقين دائمين لمن هم في مواضع السلطة المختلفة وطائعين دائماً لأي أوامر توجه إليهم في سبيل الحفاظ على مصالحهم
وعلى الرغم من كون أسلوبهم ذاك منطقياً غير مقبول عند أي شخص ذو طبيعة سوية إلا إنه للأسف يؤتي ثماره دائماً معهم ويجعلهم يتولون المناصب العليا ويكدسون الثروات في حين يحيى ذو العقل الواعي والضمير اليقظ هو من يعاني دوماً في حياته
لذا تكون نهاية الرواية عبارة عن تساؤلاته المرهقة التي تجعله يتشكك في نفسه هل اختار الصواب بالفعل أم كان عليه أن يسلك طريق الطاعة العمياء والتملق لينجح مثل رفاقه؟
وعلى الرغم من كون الرواية تجسد واقع نعيشه ونعاني منه جميعاً في مصر إلا إنها افتقرت للأسلوب السردي المشوق؛ فقد كانت مباشرة جداً في عرضها للأفكار ونحت نحا وعظي أكثر منه أدبي وروائي
كما كانت بعض إسقاطات الرواية فجة وتشير إلى أشخاص حقيقيين بعينهم، وأبسط مثال على ذلك هو شخصية خطاب التي هي في جزئها الإعلامي نسخة كربونية من توفيق عكاشة بما عُرف عنه من كلامه عن تزغيط البط وظهوره في قناته طوال الوقت إما متحدثاً رئيساً أو ضيفاً في برامج مذيعات القناة التي أسسها بأموال عائلته
في النهاية فكرة الرواية جيدة، ولكنها كانت تحتاج إلى جهد أكبر وخط درامي مختلف ليبرز الفكرة في إطار تشويقي
#حشو_أدمغة للكاتب #محمد_مهنا
#جولة_في_الكتب #روايات
#سارة_الليثي
التعليقات