بعض الأدباء يكون لهم أسلوب مميز قد يجذب الواحد منا ربما لأن طريقته في الكتابة تعجبنا أو لأن المواضيع التي يتناولها ذلك الكاتب هي من النوع المفضل لدينا أو لأنها تفتح لنا عوالم لم نكن ندري بوجودها، في النهاية الأسباب مختلفة لكل شخص لكن قد يكون لكل منا كاتبه المفضل، فأنا مثلًا أحب القراءة لعدد من الكتاب على رأسهم د. مصطفى محمود وخاصة كتاباته التي تناقش الأشياء المسكوت عنها في الغالب وفلسفته في تناول المواضيع الهامة وتفسيرها بطريقة بسيطة إلى حد ما، كما أفضل قصص د.يوسف إدريس لشدة واقعيتها وتسليطه الضوء على قضايا اجتماعية هامة بطريقة شديدة التعبير والتأثير لدرجة تجعل من يقرأ النص يتخيله أمامه ويتفاعل معه ويتأثر به.
من أكثر كاتب تحب القراءة له؟
كنت أواظب القراءة لأكثر من كاتب لكن في النهاية أجدني لا أستقر على كاتب بحيث يمكن أن أقول عليه هو كاتبي المفضل..
فقد كنت أحب أنيس منصور بسبب أسلوبه السلس السهل فهو يستطيع أن يكتب 10 صفحات مشوقة في نفس واحد كما نقول دون فواصل أو خروج عن الموضوع، لكن كتاباته تقترب من التسلية أكثر من الفائدة..
سيجمند فرويد يتحدث للقراء بأسلوب أستاذ محبوب ويخاطبهم مباشرة دون ملل أكاديمي ولديه أسلوب إقناعي أدبي قوي جداً لدرجة أنه يمكنه أن يدفع بأكثر الحجج لا منطقية كأنها منطقية تماماً، وطبعاً هذا سبب كافي أن لا يكون كاتب مفضل..
العقاد يذكر معلومات قيمة ولديه رؤية ناقدة عميقة، لكن أسلوبه وألفاظة صعبة ومتراكبة وتحتاج ضعف التركيز العادي حتى يستطيع القارىء أن يستمر في القراءة..
فعلاً الكاتب اللي بنفضّله بيتغيّر مع الوقت لأننا إحنا كمان بنتغيّر وكل مرحلة في حياتنا بتخلينا نميل لأسلوب مختلف.
أنيس منصور يبهرك بخفة كلامه، والعقاد يرهقك بعمقه، وفرويد يجذبك بتحليله الغريب.
بس الجميل إن كل واحد فيهم بيضيف لك جزء من نفسك وكأنهم مرايا مختلفة بتكشفك من زوايا متعدّدة.
الكاتب هو من يبحث عنك كقارئة و لست انت ما تبحثين عن الكاتب . المدارس و الفلاسفة و الكتاب
ارادوك انت لكن المهم ماذا تريدين و لو نجح اح فى الاستحواز على الانسان فهو قمة الفشل
الكاتب يكتب لقطاع عريض من القراء ولا يبحث عن قارىء واحد، ولأن لكل منا تفضيلاته نظل في رحلة البحث عن الكاتب المناسب، عندما نذهب لمعرض الكتاب أو المكتبة إن لم يكن لدي كاتب جربته وأعرفه أظل أبحث وأجرب وأطلع حتى أصل للكتاب المناسب، احيانا الاختيار يصيب ويكون موفق وأحيانا لا.
صحيح يا جورج أسلوب العقاد صلب نوعا ما ولكن العقاد لا ينصح بان نقرأه لنزجي الفراغ او للتسلية أو قبل النوم ونحن في الفراش والنوم يداعب أهداب جفوننا. لابد ان نحشد كامل تركيزنا ونتوفر على ما نقرأه وقتاً طويلاً نوعا ما.
وهل هناك من يقرأ للعقاد وهو ينام؟ في العادة ربما ستحتاج لقدحًا من القهوة والشاي ومعلمًا للغة العربية بجانبك. 😅
ما أكثر كتاب أعجبك له؟
سارة فهى اكثر الكتب لة حسية و رومانسية فى نفس الوقت لكنى لا اقراء قبل النوم بل احاول الابتعاد عن اى شىء
برأيي أن عبقريات العقاد تتفوق على رواية سارة رغم ما بالرواية من جمال وحتى لو كان العقاد أجاد وصف المشاعر والعلاقات برواية سارة.
بالطبع لقد أجاد العقاد وصف المشاعر والكلمات وصور لنا المشاهد من الشوارع والأصوات بطريقة تجعلنا نشاهد الرواية تمر أمام أعيننا ونشعر بتفاصيلها.
مما لاحظتة فى كل مناقشاتى هو عدم التفرقة بيت الشعور و الفكرة و الكلمة و الكاتب
تفرقة جيدة ...الكاتب حين يكتب يكون فى حالة غير طبيعية من الشعور و التوتر الحميد
يريد اخراج معنى و تداهمة فكرة و تمنعة كلمات الى ان يصل الى الكلمات و يمكن ان يكون الصمت فى الورقة هو المعبر بنقطة او كلمة واحدة ليتنفس و بمجرد الانتهاء كل هذة المشاعر تنتقل الى القارىء لذلك احيانا يقراء القارىء الكتاب مرتين او ثلاثة
مما لاحظتة فى كل مناقشاتى هو عدم التفرقة بيت الشعور و الفكرة و الكلمة و الكاتب تفرقة جيدة
كيف تفرق من وجهة نظرك بين الكاتب والشعور والفكرة والكلمة؟
ممكن من نظرة او لون او موسيقى ياتى الشعور ما و بعدها من هذا الشعور موهبة الكاتب فى الوعى تترجم الشعور الى فكرة قد تلمس اللاوعى او لا طبقا لمستوى خيال الكاتب فتكون الفكرة و تبدأ معاناة الكاتب مع لغتة فيصطدم تارة بتقاليد و تارة يبعد عن الفكرة و تارة تتطور الفكرة الى ان يصل الى حالة الذروه ثم يهدأ طبقا للسرد فى
الكتابة و يحاول بعدها التعديل لتكون الحبكة الدرامية او لا تكون طبقا لما يتبع من مدرسة . و تنتقل بعدها هذه المعاناه الى القارىء
وصفك للكتابة كأنها عملية صراع نفسي أرجح أنه مأخوذ من علم النفس وهو يطابق الكتابة مع الأعراض المرضية رغم أنهما غير متطابقين، وفي الحقيقة قد تكون الكتابة عملية سهلة على البعض ولا تحتاج لصراع بل تفكير عقلي عادي..
كما أن الكاتب الذي يعتمد على مشاعره فقط لخلق الأفكار ستكون لديه مساحة ضيقة عن الكاتب الذي يعتمد أكثر على فكره، لأن المشاعر من ناحية العدد أقل من الأفكار..
جزء من كلام سيادتك سليم ... بالنسبة لى الكتابة ليست مهنة انا مجبر عليها بل عملية معقدة
و لكن مع غزارة الاحساس قد تكون سهلة فى استحضار المشاعر اذا توافرت
الموهبة فى فهم الواقع و الشعور لما حولى و هى ليست حالة مرضية بل حالة
شفافية مع النفس .
فى البداية كانت الكتب مع د . مصطفى محمود عندما كنت صغيرا ثم الكتب التاريخية من امهات الكتب اليوم كتبى المفضلة تتمحور حول المدرسة الصوفية الوجودية مثل هايدغر او سارتر تجذبنى الكتب التى تحمل الغموض الروحى للانسان و علاقتة الحياة و ايضا هيرمان هيسة فى سيدهارتا واحد من الكتب التى تحمل التأمل فى المعنى و الغموض و اقرب ايضا الى المدرسة االصوفية
أعتقد أن أسلوب سيجموند فرويد هكذا يتلاعب بالقارئ وبعقله لإقناعه بفكرته الخاصة.
لكن على أي حال إذا أمكنك ترشيح كتاب لفرويد ماذا سيكون؟
ميزة فرويد ومشكلته في نفس الوقت أنه لم يكن يتلاعب، كان فرويد مؤمن جداً بنظرياته ومنطقيتها، وهذا يبين لنا قوة الإيمان بشيء حتى لو كان خاطىء، مع العلم أنه عدل نظرياته أكثر من مرة مع مرور عمره فقد كان مخلصاً في عمله كذلك، لكن كما قلت هذه هي قوة الإيمان والإخلاص ولو كانت الأفكار خاطئة ونرى النتيجة أنه من ألمع الأسماء في عالم التحليل النفسي وصاحب مجلات ومدارس ومؤسسات.
فعلًا د. مصطفى محمود له أسلوب مميز يجعل القارئ يفكر في أمور ربما لم ينتبه لها من قبل وطريقة شرحه البسيطة تجعل القراءة ممتعة ومفيدة وأيضًا د. يوسف إدريس قصصه قريبة من الواقع وتشعرك كأنك تعيش الأحداث بنفسك. أحب قراءة أعمال نجيب محفوظ خاصة الروايات التي تتحدث عن المجتمع المصري وتفاصيل الحياة اليومية لأنها واقعية وتجعل القارئ يفكر ويتعلم في نفس الوقت وأيضًا أستمتع بروايات الطيب صالح التي تعكس الصراع بين التقاليد والحداثة في المجتمعات العربية بأسلوب يجعل القارئ يعيش جو النص ويتفاعل مع أفكاره ومشاعره
روايات نجيب جيدة في العادة وله عالمه الخاص، وربما من أكثر ما يجذب اهتمامي من كتاباته هي الكتابات العبثية أحيانًا وقصصه القصيرة رائعة في الغالب.
أستمتع بروايات الطيب صالح التي تعكس الصراع بين التقاليد والحداثة في المجتمعات العربية
ما أكثر ما ترشحيه لنا من كتاباته؟
رواية "موسم الهجرة إلى الشمال" هي أشهر روايات الطيب صالح توضح الصراع بين التقاليد والحداثة أيضًا تتكلم عن الهوية والانتماء. يمكنك أيضًا قراءة بعض قصصه القصيرة مثل "عرس الزين" و"الساعة الخامسة" للاستمتاع بأسلوبه الجميل وفهم المجتمع العربي من منظور مختلف.
بالنسبة لي أنا لست قارئ منتظم لكن في الكتب أحب أحمد خالد توفيق للغاية وأراه من أفضل من كتبوا، وفي الشعر أحببت الأبنودي والجخ ومن المجهولين كنت أحب أحمد الطحان كان شاعر شاب رحمة الله عليه لم تكن قصائده احترافية لكن كانت صادقة وتلقائية وبرأيي هذا نفتقده اليوم للغاية
وما كتابك أو روايتك المفضلة لدكتور أحمد خالد توفيق؟ أعجبتني يوتوبيا كثيرًا بالرغم من اعتبار البعض لها رواية سوداوية لكنها تلامس الواقع في رأيي بطريقة ما، كما أن أسلوب وأفكار د. أحمد في الرواية جيد للغاية.
أنا أتفق معكَ تمامًا أعتقد أن الكاتب المفضل بيكون هو اللي يلمس فينا شيء ما.
بالنسبة لي، أكثر من تأثرت بهم مصطفى محمود ونجيب محفوظ، فالأول يأخذك للتفكير في أعماق النفس والوجود ببساطة، والثاني يجعلك ترى الناس والحياة كما هي بلا تجميل ولا مبالغة.
أحيانًا أشعر أن الكاتب لا يغيّر أفكاري فقط بل يعلّمني كيف أنظر للعالم من زوايا لم أكن أراها.
طريقة الكاتب مثل التردد، ولكل منا تردد معين يلتقطه لينير جزء ما في أدمغتنا وفي روحنا كذلك، لذلك أنا بعد قرائتي للكثير من الكتاب لم أجد ما أهيم به إلا كتابات إبراهيم السكران.
أحسست أنه يتحدث بلسان العصر وينظر معي من نفس الزاوية ولكن بخبرته ورؤيته الشاملة يصل بي وبفكري لحدود بعيدة جدا، لدرجة أن بعض أعماله الفكرية كانت هي البادئة التي جعلتني أبدي مشروع ثقافي اسمه الصالون الثقافي لكلية التمريض، الكلية التي كنت أدرس بها ومن ثم تطوير ا الصالون ليكون لكل الجامعة.
من أعماله الرائعة والفريدة كتب الماجريات، ملكيات، مآلات الخطاب المدني، سلطة الثقافة الغالبة،التأويل الحداثي للتراث
مواضيع أغلبها تتناول الشأن العام والقضايا المجتمعية التي تعد من أهم قضايا العصر.
ما سردته يوضح كيف أن بعض الكتابات وبعض الكُتاب يمكن أن يؤثروا في حياتنا تأثيرًا كبيرًا لدرجة أن ينتقل هذا الآثر للآخرين أيضًا، لذلك الكتابة في رأيي مسئولية كبيرة جدًا.
لكل قارئٍ كاتبه المفضّل الذي يجد في كلماته صدى لروحه، فاختلاف الأذواق الأدبية أمر طبيعي وجميل في الوقت نفسه. نحن مجموعة من الأصدقاء يجمعنا حب القراءة، نتبادل الروايات ونتناقش حولها، وأحيانًا نختار عملًا أدبيًا نقرأه معًا لنتشارك تفاصيله وأفكاره.
أتذكّر أنني ذات مرة نصحتُ إحدى صديقاتي بقراءة روايات دان براون، بل وأهديتها واحدة منها، لكنها لم تُكملها لأن أسلوبه لم يرق لها. عندها أدركتُ أن لكل قارئ طريقته الخاصة في التفاعل مع النصوص، فما يجذب أحدنا قد لا يثير اهتمام الآخر.
أما أنا، فدان براون وكارلوس زافون هما كاتباي المفضلان بلا منازع، فقد أسرتني أعمالهما إلى حد أنني قرأت جميع مؤلفاتهما. أسلوب دان براون المليء بالألغاز والرموز التاريخية يثير شغفي، بينما تأسرني لغة زافون الشاعرية وأجواؤه الغامضة التي تمزج بين الواقع والخيال.
بالنسبة لي
- د. غازي القصيبي رحمه الله (أعشق كل مايكتبه ، حتى أعمدة الصحف والمقالات القصيرة)
- ليو توليستوي (تترك كل رواياته أثرا عجيبا في نفسي مدى الحياة)
- ستيفان زفايغ (خاصة : لاعب الشطرنج ، وحذار من الشفقة)
فى البداية سألت لماذا يكتب الناس .... بعدها الى اى المدارس ينتمون ...... عرفت ان التناقض لابد من معرفتة و القيم المطلقة هى التى تحكم فى النهاية ..... ليس عندى مدرسة او كاتب محدد انما
الفكرة فى الانسان قد تولد من اى شخص فمثلا نجيب محفوظ فى ثلاثياتة كانت القيم و التقاليد و العرف اشبة فى فكرتة عكس ثرثرة فوق النيل ..... و الامثلة كثيرة
طبعا كيف تعرفت على روايات زفايغ كانت عبر مجتمع قراء.
كنت أسأل و أبحث عن روائيين عاشوا حياة استثنائية أو أحداث كثيرة أو مثيرة للجدل مثل (المتطرف يوكيو ميشيما ، ,والشبح وليام شكسبير ، والعنقاء المخمور أرنست همنغواي ، الجاسوس سومرست موم ، وطبعا ستيفن زفايغ ، إلخ)
فقرأت له عدة روايات وأنبهرت بطريقته الرائعة وأنا أنصح بهذا الترتيب في حالة أحببتم قراءة بعض من أعماله
- 24 ساعة في حياة امرأة
- لاعب الشطرنج
- حذاري من الشفقة
لو تلاحظين فى دكتور مصطفى محمود مثلا يمكن ان تكون المدرسة الصوفية الوجودية
لكن بقوانين القرآن الاكثر ثقة و بساطة بين الناس لهذا هو الاقرب . و قد يلجأ الى استفزاز العقل
ببعض كتابات و اراء الفلاسفة و العلماء لكن يعود بك الى نفس الدائرة لتزدادى ثقة و اقناع
من الواضح انك تحبين المغامرة فى الكتابة و المدرسة المجردة لكن الصوفية التى لا تخرج خارج الدين فهو قد يضع جملة فى اول الكتاب تضعك على الحافى بين الكفر و الايمان مثلا ثم يعود فى النهاية ليثبت بقانون الاهى صدق القانون الكونى بوجود الله تعالى و هو استخدمة اكثر من مرة
طريقة جميلة بسيطة لكن تحتاج الى علم جيد بالموضوع
التعليقات