عندما كتبت مساهمة سابقة عن قلة شهرة الكاتبات، قال أحد الأعضاء أنه ربما يرجع السبب لخوف الكاتبات من الحكم عليهن بسبب ما يكتبن وربما لهذا كانت تلجأ بعضهن للكتابة تحت اسم رجل مستعار، وهذه بالفعل مشكلة تحدث مع عدد كبير من الأدباء سواء أكانوا إناثًا أو ذكورًا، فبمعنى آخر قد يتصور القارئ أن الكاتبة أو الكاتب يعتقد في كل الأفكار التي يكتبها أو أن هذه هي شخصيته الحقيقية أو أنه يكتب عن نفسه وتجارب الخاصة!

كثير من القراء يخلطون بين الكاتب وبين ما يكتبه، مع أن الكاتب قد يكتب عن أي شيء أو أي ظاهرة أو أي شخص وليس بالضرورة عن نفسه فقط، كما أن هناك فئة أخرى تتأثر بكتابات الأديب ذات الطابع المعرفي أو الأخلاقي أو حتى الحالم وتضعه في مكانة عالية تكاد تقترب من المثالية، خاصةً إذا كانوا يقرأون للكاتب فقط ولا يعرفون شيئًا عن حياته الخاصة.

تحدث الصدمة عندما يكتشف القاريء بعض المعلومات الشخصية عن الأديب فيجد أنه ليس هذا الكائن المثالي الذي كان يتخيله، وتزداد هذه الصدمة إذا اكتشف القارئ أن الأديب مختلف عنه في الفكر كثيرًا على أرض الواقع أو يتبنى آراء ومعتقدات ينبذها أو يكرهها القارئ، فقد يكتشف أن أديبه المفضل على سبيل المثال كان سكيرًا أو متعدد العلاقات النسائية أو مزدريًا للأديان أو مواليًا لسلطة ظالمة وهكذا. فكيف يمكن الفصل بين ما يقدمه الكاتب وبين حياته الشخصية؟ وهل هذا ممكنًا بالأساس؟