منَ النظرةِ الأولَى لهَا قدْ تظنُ أنهَا مجردُ صورةٍ لصبيٍ يبكِي علَى حطامِ آنيةِ الفخار منْ يتعمقُ فِي التفاصيلْ فقطْ سيرَى كيفَ أنَّ هولَ الموقفِ بالنسبةِ لهذَا الطفلِ أجبرهُ علَى السقوطِ متخاذلاً متكئًا علَى جدارِ أحدِ المنازلِ فِي أحدِ الأزقَة سيرَى نظرةَ الطفلِ الكسيرةِ خلفَ غمامٍ منَ الدموعِ سيرَى ثقلَ رأسهِ إنحناءَ كتفيهِ كشيخ أهلكتهُ الهمومُ سيرَى أنَ تلكَ الآنية لَا تمثلُ فقطْ حطام بلْ تمثلُ كنزًا ثمينًا كانَ سيسدُ بهِ رمقَ جوعِ اخوتهِ ببيعهِ سيرَى طفلًا لمْ يعشْ طفولتهُ فتحملَ المسؤوليةَ باكرًا بكتفهِ المتهادلْ وثيابهِ الرثَة وشعرهِ الأسودِ الحالِك بسوادِ الأفكارِ التِي تعصفُ برأسهِ ، رغمَ كلِّ الكلماتِ التِي تصفُه لَا أحدَ يمكنهُ أنْ يعرفَ دواخلهُ كذلكَ نحنُ البشرْ لَا أحدَ يمكنهُ أنْ يعرفَ دواخلنَا إنْ لمْ نفصحْ نحنُ عنهَا فالعينُ ترَى مَا تبصرهُ والقلبُ يرَى ببصيرتهِ .