ما وراء الحدث | تحليل سياسي

بعد أن تناولنا في تحليلنا السابق أحداث 7 أكتوبر ودلالاتها العميقة، ننتقل اليوم إلى الحدث الثاني المتصل بشكل وثيق بسيناريو الحرب: دخول حزب الله على خط المواجهة إلى جانب حركة حماس.

مع تصاعد العمليات في غزة، أطلق حزب الله سلسلة من الهجمات الصاروخية تجاه الشمال الإسرائيلي، في خطوة اعتُبرت بمثابة محاولة لتخفيف الضغط العسكري عن حماس. الرد الإسرائيلي جاء سريعًا وقويًا، مستهدفًا جنوب لبنان بضربات جوية مكثفة.

رئيس الوزراء الإسرائيلي حاول احتواء الموقف عبر رسائل وتحذيرات مباشرة إلى السيد حسن نصر الله، في محاولة لردعه عن توسيع دائرة الحرب. لكن هذه التصريحات لم تلقَ أي استجابة من قيادة الحزب، لتدخل المنطقة فصلًا جديدًا من التصعيد.

إسرائيل انتقلت من الردع إلى التصعيد النوعي، عبر سلسلة من عمليات الاغتيال الدقيقة لقادة الصف الثاني في الحزب، تلتها ضربات استهدفت قيادات الصف الأول. ومع تصفية السيد حسن نصر الله، بدا أن محور المقاومة كما عرفناه قد دخل مرحلة الاحتضار.

لقد غابت عن قيادة الحزب حقيقة أن المعركة الحالية تختلف جذريًا عن سابقاتها، فالمعادلة تغيرت، والقرار الدولي – على ما يبدو – قد حُسم: نهاية النفوذ الإيراني في المنطقة وإعادة تشكيل الشرق الأوسط وفق رؤية جديدة.

تصفية قيادة الحزب لم تكن مجرد رد فعل، بل خطوة حاسمة ضمن مشروع أوسع لتفكيك البنية الإقليمية التي شكلت تحديًا للهيمنة الإسرائيلية الأمريكية لعقود.

ما جرى في الجنوب اللبناني لم يكن معركة حدود… بل تصفية حسابات كبرى، وإغلاق ملف استُخدم طويلاً كورقة ضغط في ميزان القوى الإقليمي.

في تحليلنا القادم، سنتابع كشف الحدث الثالث المتصل بخيوط هذه المسرحية الجيوسياسية المحكمة.

شاركنا رأيك… وساهم معنا في سبر أغوار ما وراء الحدث.