اتصالات مباشرة بين إسرائيل وحكومة دمشق: انفتاح سياسي أم تمهيد للتطبيع؟
تتداول بعض المصادر والتقارير السياسية معلومات تشير إلى وجود اتصالات مباشرة تجري بين إسرائيل والحكومة السورية الجديدة في دمشق، بقيادة الرئيس أحمد الشرع. ورغم ما يحمله الخبر من حساسية سياسية، إلا أنه لا يبدو مفاجئًا في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية، خاصة بعد التصريحات المتكررة للرئيس الشرع التي أكد فيها أن سوريا منفتحة على الجميع ولا ترغب في العداء مع أحد.
هذه المعطيات تفتح الباب أمام جملة من الأسئلة الجوهرية:
🔹 أولاً: ماذا تريد إسرائيل من الحكومة السورية الجديدة؟
هل تسعى تل أبيب لضمان استقرار حدودها الشمالية؟ أم أن هناك ملفات أمنية واقتصادية وسياسية يتم التفاوض حولها بعيدًا عن الأضواء، كملف الجولان المحتل، أو إعادة تنشيط العلاقات الأمنية التي كانت قائمة بشكل غير معلن قبل سقوط النظام السابق؟
🔹 ثانيًا: كيف سيتعامل الشارع السوري مع هذه الاتصالات؟
الشارع السوري، الذي عانى لعقود من الاحتلال والحرب والتضليل الإعلامي، قد يجد نفسه أمام واقع سياسي جديد يتطلب مراجعة الأولويات. هل سيُنظر إلى هذه الاتصالات كخطوة نحو إنهاء الصراع، أم سيتم رفضها باعتبارها تنازلاً مرفوضًا؟
🔹 ثالثًا: ما مصير الجولان والأراضي المحتلة؟
في حال استمرار الحوار بين الجانبين، هل سيكون ملف الجولان مطروحًا على طاولة المفاوضات؟ وهل يمكن أن نشهد تحوّلًا في الخطاب الرسمي السوري تجاه هذا الملف التاريخي؟
🔹 رابعًا: هل نحن أمام مشهد تطبيع جديد في المنطقة؟
التساؤل الأكبر: هل هذه الاتصالات مقدمة لمرحلة تطبيع رسمي بين دمشق وتل أبيب؟ وإذا حدث ذلك، فما انعكاساته على العلاقات السورية – الإيرانية، وعلى توازنات القوى في المنطقة؟
في ظل غياب تصريحات رسمية تفصيلية من الطرفين، تبقى هذه الأسئلة مفتوحة، بانتظار ما ستكشفه الأيام القادمة من مواقف وتحولات... وما وراء الحدث دائمًا يحمل أبعادًا أعمق مما يبدو على السطح.
التعليقات