" كُن رحمةً " ..
قُم يا صغيري، لا تحزن، فالحياة مريرة أبداً..
تبدو هادئ الطبع،
أهوَ هدوءُ ما قبل العاصفة ؟
أمْ هدوءُ الاستسلام ؟
أنتَ حُرٍمتَ أبسطَ حقوقِكَ لاشك، لكنّك تحاول، وهذا هو إكسيرُ الحياة .
كيفَ يسطعُ مِن قلبك ذلكَ النور ؟
أهوَ نورُ الطمأنينة !
لا أظن..
كيفَ يطمئن من فقد اباه !
كيف يطمئن الطفل الذي تتسابق ُ الهمومُ إليه !
و تجري دموعُ اليُتمِ في خديه !
تُرى حياةُ البؤسِ في عينيه،
ظمأ وجوعٌ في اللّيل البهيم،
قلبٌ مفطور موجوع..
من ذا يضيء الحياة له شموع !
من ذا يواسي ؟ ومن يأويه !!
لعلّه الشغف..
الشغفُ في الحياة، في التغيير..
أو هو الحنين ؟
الحنايا و الحنين إلى العائلة ؟
الحنينُ إلى الحب ؟
إلى الدفء ؟
ما الذي يجولُ براسِكَ الآن ؟
تسألُ أين الإنسانية !
تبحثُ عن الرحمة !
يخطرُ في بالكَ قول نجيب محفوظ عندما رأى طفلاً يبيعُ الحلوى عندَ إشارةِ المرور، بكى ثمَّ قال:
" أحلامُ الأطفالِ قطعة حلوى، و هذا الطفلُ يببعُ حلمه " ..
أليسَ كذلك !!
أنتَ تجاوزتَ الحلم في قطعِ الحلوى
بتَّ تحملُ هموماً بثقل الكون..
تتلعثمُ الكلماتُ في فمكَ..
ما بالُ فخّارتكََ يا صغيري ؟
كُسِرتْ ؟
أظنّكَ أنت من كسرها ..
لماذا ؟ تعبيراً عن فؤادك المكسور !
هذا ما يجولُ في خاطرك !
ليسَ عبثاً بالتأكيد، إنّما عملاً بالعرفِ المعمول به عندَ العرب، عندما كانوا يكسرون الجرار بعدَ مغادرةِ أحدٍ من أصحابِ النفوذ الذين يخشونَ سطوتهم..
هل بوسعِ الإنسان أنْ يحطّم سويداء قلبِ طفلٍ بهذه الطريقة البشعة !؟
و يحملُ لقب الإنسانية ؟
هلْ أنت شقيقُ كوزيتْ ؟
أم هارباً من رواية البؤساء ؟
قُم و اقتله.. اقتل الفَقْرَ و اليُتمَ و الجوعِ و الظمأ ..
نور شيخ الغنّامة..