يتسلل إلى قلبي عند النظر إلى هذه الصورة مشاعر الحزن والأسى على حال هذا الفتى، الذي انهكه الفقر والجوع، وخرت قواه وأصبح غير قادر على متابعة المسير أو حمل الاشياء، ولا على التفكير فيما سيحدث له ولا لما سيؤول اليه مصيره، فنظراته تأتي من العدم، وثيابه بالية مقطعة لا تكاد تغطيه، قد تم ترقيعها في العديد من المرات دون جدوى ، وقدماه الحافيتين التي قد عانت من تعب المشي على الأرضية الخشنة والباردة للشوارع والأزقة ليل نهار دون الحصول على مئوى يلجأ إليه . أما يداه فليست باحسن حال عن قدماه فعلامات الكدح والعمل الشاق بادية عليهما حيث أصبحت قاسيتان مليئتان بالتشققات الجراح لا تمد لعمره بصلة. فكلها مناظر تدعوا الى الحزن والشفقة على حاله، افبهذا العمر يمكن أن يتحمل كل هذا العناء والشقاء ، ويمكن أن يكون وحيدا في الليالي المظلمة دون وجود أحد يساعده أو يرأف لحاله أو يسد جوعه وضمأه، فكم أصبح هذا العالم مكانا قاسيا للحياة
الفتى الضائع بقلم الهام قيدوم
تسلل إلى قلبي عند النظر إلى هذه الصورة مشاعر الحزن والأسى على حال هذا الفتى، ... فكم أصبح هذا العالم مكانا قاسيا للحياة
صدقتي يا فريق العنقاء، فالمؤسف حقا ان صورة هذا الفتى أمر واقع، وقد قرأت مؤخرا في تقرير الأمم المتحدة للطفولة الصادر عام 2016 ان عدد الأطفال المشردين بسبب النزاعات المسلحة حوالي 28 مليون طفل حول العالم، أي شعب من الاطفال يفترشون الارض ويلتحفون بالسماء.
وتتوارد على الذهن اسئلة كثيرة، منها : لماذا الحروب ؟ لماذا لا نلتزم في صراعاتنا المسلحة بأخلاقيات الفرسان التي تقتضي في المقام الأول الابتعاد عن ضرب الأماكن المدنية ؟ ماذا تفعل اليونيسيف حيال هذا الامر؟ وما هو دورنا نحن كمواطنين نعلم بهذا الامر ونعصره؟ هل يمكننا تقديم شيء لهؤلاء الاطفال بخلاف الشفقة ؟
ليس لدي اجابة عن اي سؤال مما سبق، وهو ما يزيد الألم والوجع.
التعليقات