غفوت يا أمى على ذكراكى وكيف كنت تدللينى وتداعبنى حتى أغفو بين يديك ،فلا أمان بعدك يذكر ولا راحة ولا طمأنينة سواك .. كنتى أنتى العالم والمحيط وقلعتى المحصنة دائما ضد الأعداء وأنا فى أحضان غفوتى بدونك شاهدت كابوسا أبكانى ولا أعلم أكان حلم أم حقيقة ؟! أرانى مشرد وتائه وحيد ..شارد الذهن باستمرار ،لا قيمة لوقت يدونك ولا مذاق لطعام سوى من يديك ، أتعذب بدونك ، أبحث عن الرحمة فى طريقى كأنى أبحث عنك بين الحشود وكأنك كنتى الرحمة من الله ،عابس وليس بيدى فلو تعلمى يا أماه ،خائف الآن ولا أريد أنا أحكى سوى معك عن كيف وبخنى أحدهم فقط لإسقاطى دلو فخار ولو يعلم أن أهميته لى أكثر منه لأنه يروى ظمأى وأنا أبحث عن طعام وأنا أبحث عن ملابس وأنا أبحث عن رحمة وأنا أبحث عنك ،وبخنى لأننى أسقطته وقمت بكسره ولا يعلم كم كسرنى كل مرة طلبت منه القليل من الطعام ،كم ذكرنى أننى يتيم بلا مأوى مشرد بلا هدف ..