نبضات مضطربة
بينَ قلوبٍ دفنَتها الحياة،
وبينَ آفاتِ الأُفُق، نظرَتِ الدَّقائق لقَلبي، وزدادتْ دهشتَها تعجُّبًا من صُمودي حتَّى الآن، فأمطَرتِ الحياةُ الخيباتِ على قلبي، لتُنهي رِحلَتي وتوقِفُ مَسيري حتَّى هُنا، لتَطرُق أبوابَ الرَّحيل. تناغَمَت النَّبضات، ووَقَّعت الحكايات على شهادةِ وفاتي، فأعلَنتُ النَّهاية، وحضرَتِ الدَّقائق، تذكَّرتُ قِطاري، فحَزمتُ أشواقي وحبِّي في حقائبِ الهمِّ والحُزن، لأنه أطلق صافراتِ الرَّحيل، ويجبُ الذَّهاب لا مَحالة.
اضطربتِ الأنفاس، وتصادمتِ الدُّموع غارقةً في أَلمِها، تنزِفُ صِورًا وأصواتًا تُناجيها البقاءَ لِلَحظات، ولكنَّها قد غادرَت مُنهارةً تَروي دُموعها قِصَّة خوفِها من الوِحدة وعَتمةِ ذلِك القَبر، فالحياةُ قد اغتصَبَت رُوحَها وأيَّامها جَميعها غدرًا، ففَرَّ قَلبُها يَطيرُ باحثًا عن سلامٍ وأمان، هَربَ شابًا فشابَ على أنفاسِها اللَّعينة، توقَّف مُستسلِمًا يَرقُد بين يديها مُرغَمًا، يُشاهِد وَقائِع الدَّفن وهي تُشارِك السَّاعات بتناغُمِ ثَوانيها تَجهيزاتُ زائِرِها الجديدُ، تنبُضُ دقائِقَها إيقاعَ الحُزنِ في عَينينِ قد أحرقَتهُما الأحلام حتَّى ابتلَّتِ العَينين، وفاضَتِ الدُّموع نبعًا يَروي حُلُم ماضي لفتاةٍ نامَت على خُذلانِ أحدِهِم، ماتت داخلَ حسرةِ ابتِسامةٍ واحدةٍ على الأقلّ.