"قصص رعب" الصرخة الأخيرة - بيت الرعب والفانتازيا

الصرخة الأخيرة

صرخ الشاب المسكين بقوة وهو يستغيث بالواقفين حوله في هذا المكان المخيف لاكنهم ظلوا ينظرون أليه وعلي وجوههم أبتسامة خبيثة مجنونة،كان الشاب مقيد اليدين والقدمين الي طاولة حديدية كالتي يستعملها المرضي في المستشفيات.فجأة تحرك أحدهم وأمسك بمشرط طبي وأقترب من الشاب الذي نظر أليه في فزع وأغرس المشرط في ذراعه فصرخ الشاب المسكين من الألم ثم سحب المشرط فسالت الدماء علي ذراعه وتساقطت علي الأرض.

ثم بدء في تقطيعه ..... تقطيع الشاب.

صرخات ألم أطلقها الشاب المسكين والرجل ينحر في جسده بمشرط صغير،قمة القسوة والعذاب،جسد بشري ينتفض من الألم الرهيب والدماء تسيل علي جسده من أماكن متفرقة،صرخات ألم أسمعت الدنيا كلها،كان كمن يذبح حيوان بسكين بارد.الحاضرين يضحكون للمشهد الدموي وهم يصدرون همهمات غير مفهومة. ثم تحرك أحدهم وأمسك المشرط الصغير من الرجل الأول وبدء هو الآخر في تقطيع الجسد الصغير ثم .......

ثم قام بذبحه ...... ذبح الشاب المسكين من الوريد الي الوريد.

فسالت الدماء من رقبته وهو يصدر صوت خوار مخيف وجسده ينتفض في عنف الي أن هدء تماما.وبعد أن أنتهوا منه ذهب أثنان منهما وغابا قليلا ثم حضرا ومعهما فتاه شابه مرهقة الجسد صرخت عندما رآت الجثة

" زوجي"

أخذت الفتاه تصرخ في هستريا ورعب غير مصدقة ما حدث لزوجها فأقترب أحد الرجال ذو الوجوه البشعة وصفعها علي وجهها بقسوة ثم قيدوها مكان زوجها الذي أصبح قطع لحم كبيرة بعدما تم تقطيعه بمنشار كهربائي. ظلت تبكي بشدة وهي تتذكر بداية الاحداث والرحلة الرهيبة التي أتت بهما في هذا المكان المخيف مع زوجها.

فالبداية عندما فاجئها"سمير" زوجها بتذاكر رحلة خاصة لأحدي الجزر في أمريكا اللاتينية. كانت هي فرحتها كبيرة جدا لا توصف وأستعدا للسفر في اليوم التالي ثم طارا في الي الجزيرة المقصودة.

كانت مفاجأة كبيرة من زوجها الذي يعشقها بجنون،كان شابا طويل القامة خمري الملامح ممتلئ الجسد قليلا ويمتلك روح طيبة.أما "أميرة" فكانت متوسطة القامة نحيلة الجسد بيضاء البشرة ذو عينان خضراء ذادت من جمالها .

وصلا الي الجزيرة بعد ثمانية عشر ساعة كانت طويلة جدا وملئت جسدهما بالأجهاد،انبهرت"أميرة"بروعة المكان،فالمياه صافية تعكس لون السماء الأزرق والرمال الصفراء التي تتلألأ عليها أشعة الشمس الذهبية وجمال الفنادق التي بنيت علي الشاطئ مباشرة فكانت تحفة معمارية من يد فنان،الي جانب مشهد الأشجار الرائعة والتي تتخللها طرق يسير فيها السائحون ويستظلون بظل أشجارها.أرتاحا من عناء السفر في اليوم الأول بينما في اليوم التالي أنطلقا يسبحان في مياه الشاطئ ويستمتعا بالأشعة الذهبية الرائعة،وفي منتصف اليوم أنطلقا الأثنان يتجولان في الجزيرة تحت الأشجار وبين المتاجر التي تبيع أدوات الصيد والمطاعم السياحية وماشابه ذلك.وأثناء تجوالهما لاحظت الزوجة وجود حواجز حديدية تقسم الجزيرة الي نصفين ولافتات كتب عليها

" ممنوع عبور الحواجز نهائيا "

ظل الفضول يقتل "سمير" في معرفة سبب وجود الحواجز في منطقة سياحية كهذه.

أهناك مناطق وعرة؟ أم حيوانات مفترسة؟

وبعد مناقشة طويلة قررا عبور الحواجز وصارا بين الأشجار الكثيفة ينظران يمينا ويسارا في ترقب مخيف بحثا عن أية حيوانات مفترسة يمكن ان تنقض عليهما وفجأة أنطلق سهم من مكان ما وانغرس في ذراع الزوج المسكين فصرخ ألما وسقط أرضا بينما فزعت هي وأسمعت صرختها الجزيرة كلها و.........

وأصطدم شيئا ما برأسها فسقطت مغشيا عليها.

لا تدري كم من الوقت مر عليها أفاقت"أميرة" بعده علي ألم كبير في رأسها ونظرت حولها لتجد نفسها في غرفة صغيرة متسخة والدماء تملئ جدرانها وأرضيتها." أين زوجي؟ "

نطقتها الفتاه في خوف وهي تبحث عن زوجها،ثم فزعت وأتسعت عيناها في رعب فهناك في أحد أركان الغرفة كانت جثة مقطعة وملقاه بعشوائية والدماء تسيل منها.فجأة أنفتح باب الغرفة وظهر رجل ضخم الجثة ذو هيئة بشعة،كانت بشرته زرقاء ورأسه ذو حجم كبير علي غير الطبيعة وفمه يأخذ نصف وجه تقريبا، ولاكن الأكثر بشاعة هي الأنياب الكبيرة التي ظهرت في فمه جعلته أشبه بأسد مفترس جائع.

"ياألهي ما هذا؟" ......... نطقتها الفتاه في رعب وفزع.

جذبها الرجل من شعرها أرضا وهي تصرخ عاليا ودخل بها غرفة أخري لتري عائلة بأكملها بنفس المواصفات البشعة.

هل هي من عالم آخر؟ لا ..... ان هيئتهم الجسمانية تشبه الانسان كثيرا.

ربطها الرجل علي طاولة حديدية ملطخة بالدماء ثم أحضر مشرطا وأبتسم للفتاه في خبث.تعلقت عيني أميرة بالمشرط،يد الرجل تقترب،ثواني قليلة وتذهب للعالم الاخر.فجأة دخل شخص مثل هؤلاء المرعبين وهتف بكلمات غير مفهومة،عبارة عن همهمات عصبية،هنا ظهر الغضب علي وجه الاشخاص وغادروا الغرفة مسرعين.

نظرت "أميرة" حولها لتجد المشرط الصغير بالقرب منها،فكرت قليلا ثم مدت يدها في صعوبة نحو المشرط ...... كان الوقت يمر سريعا،تساقطت قطرات عرقها علي الأرض كالندي،هيا فبعد قليل سيدخل الرجال المرعبين في أي لحظة، أخيرا أمسكت المشرط وظلت تحرك يدها سريعا وثنتها لتقرب المشرط من رباط القيد ثم بدئت بتحريكه بصعوبة، ملئ الألم ذراعها من جراء ثني يدها وتحريكه،تساقط عرقها علي أرضية المكان.ألقت نظرة سريعة علي الباب لتري القادم،انقطع القيد الأول فمدت يدها سريعا لتقطع الثاني،سمعت أصوات المسوخ تقترب فذادت من سرعة يدها حتي تخلصت من القيد الثاني فقامت جالسة لتقطع قيد قدميها.

أخيرا أستطاعت أن تخلص نفسها فقفزت من علي الطاولة لتتعثر في شيئ ثقيل وعندما نظرت لأسفل وجدتها جثة زوجها أو المتبقي منها.

                                              **********  

داخل واحدة من المطاعم السياحية علي الجزيرة جلس رجلا في العقد الخامس من العمر وهو يرتدي سروالا من القماش وقميص من نفس النوع ،كان من الواضح من ملامحه أنه من السكان الأصليون هنا. فجأة دخل سائح أجنبي أجنبي يرتدي شورت قصير وتيشرت أنيق فذاد مظهره من وسامته التي بدي عليها. تسائل السائح عن شخص ما فدله النادل علي طاولة الرجل الأول فأتجه أليه ثم أبتسم قائلا: - مساء الخير يا سيدي. رفع الرجل الكبير عينيه من الطعام وتأمل السائح قليلا ثم قال بأقتضاب: - مساء الخير - هل تسمح بدقائق قليلة من وقتك؟ - تفضل. جلس السائح وقال بحماس: - أنا "سام بيل" مقدم برامج أمريكي، أعمل في تقديم برنامج عن الحياه البرية بكل ما فيها وقد سمعت عن الغابة الكبيرة هنا في هذه الجزيرة وأتيت مع فريق العمل الخاص لنصور أحدي الحلقات في غابتكم،ولقد نصحني مدير القناه التي أقدم برنامجي عليها بأن أستعين بأحد من السكان الأصليون لدخول الغابة لمعرفته الكبيرة بها وقد دلني بعض الأشخاص هنا عليك. كان الرجل قد أنهي طعامه فأراح ظهره للخلف ونظر للرجل بلا معني ثم قال له بهدوء: - أنا هنا رئيس الصيادين في الجزيرة ولست أعمل كدليل في الطرق. أبتسم السائح له وهو يجيب قائلا: - أعلم هذا يا سيدي ولاكن من دلني عليك قال ان عائلتك من أوائل البشر الذين سكنوا هذه الجزيرة لسنوات طويلة وهم أعلم الناس بها. أرتسمت أبتسامة ساخرة علي شفتي الرجل وهو يقول: - أذا دعني أخبرك بشأن المكان الذي جئت من أجله. ثم أقترب بجسده للأمام وضاقت عيناه وبدء كلامه قائلا بصوت رصين: - منذ سنوات قليلة مضت جائت حملة عسكرية تابعة للجيش الأمريكي،وكان بينها مجموعة من العلماء،لم نعرف وقتها سبب مجيئهم الي بلادنا ولاكننا رآينا الشرطة المحلية تتعاون معهم بشكل كبير. وقد قسموا الجزيرة الي نصفين وأتخذوا غابتها مقرا لهم وتم عمل حاجز حديدي كبير. سعل الرجل فجأة فرشف بعض الماء من زجاجة صغيرة كانت أمامه ثم عاد ليكمل حديثه قائلا: - وفي أحدي الأيام رآيت عربات مصفحة تحمل بعض المساجين من الرجال والنساء وعبرت بهم الي المنطقة المحظورة.وفي بعض الليالي كنا نسمع صرخات عالية تأتي من هناك والغريب أن كل من ينقل الي الغابة لم نراه يخرج منها أبدا. ولاكن في يوم ما حدث انفجار كبير و شب حريق رهيب في الغابة ثم رآي بعض السكان الجنود والعلماء وهم يندفعون هاربين محذرين من شيئ ما. توقف الرجل قليلا ليلتقط أنفاسه ثم أكمل حديثه: - وبعد رحيلهم حاول بعض الأشخاص دخول الغابة مع رجال المطافئ لمعرفة ما كان يفعله هؤلاء الملاعيين ولاكنهم لم يعودوا جميعا...... لم يعودوا أبدا. كان السائح يتابع كلام الرجل بأهتمام كبير الي ان وصل لتلك النقطة فدب الخوف والقلق في قلبه وتسائل بهدوء: - لماذا؟ - لا أحد يعرف لماذا؟ فبعد أن هدأ الحريق بعد ساعات طويلة أغلقنا تلك الفتحة الكبيرة في الحواجز الحديدة ووضعنا اللافتات عليها لتحذير السكان والسائحين. ولاكن حدثت أمور غريبة فكان الناس يتناقلون قصص مرعبة رواها بعضهم وأنتشرت بصدي كبير في الجزيرة،فمنهم من قال أنه رآي بعض الأشباح تسير ليلا بين أشجار الغابة والبعض يقول أنه رآي رجال ونساء لهم هيئة بشعة مخيفة يسيرون بين الأشجار وهم يأكلون حيوانات ميتة.ولاكن الأغرب من هذا أن الشرطة المحلية لم تهتم بهذه الحوادث أو ما جري هناك وكأنها تتكتم علي هذا الفعل الرهيب مما قادني الي أستنتاج واحد فقط. حاول السائح أن يلتقط أنفاسه وهو يستمع لكلام الرجل ثم تسائل في خوف حاول أن يداريه: - ما هو؟ - أن الجيش الأمريكي كان يصنع سلاح جديد ورهيب ...... سلاح بشري ..... ولاكن فشلت مهمتهم وتحول هؤلاء المساكين الي مسوخ بشعة تتغذي علي اللحم والدماء. ثم نظر الي عيني السائح مباشرة وقال بصوت يخرج من أعماق الجحيم: - أسمع يا بني،أيا كان ما يوجد في هذه الغابة اللعينة فلن أخاطر بحياتي ولا بعائلتي من أجل بضع دولارات، لن أذهب هناك ....... أبدا. وفي تلك اللحظة طارت فكرة البرنامج من عقل السائح طارت نهائيا. **********

أخذت"أميرة" تنظر يمينا ويسارا في خوف ثم تعلقت عيناها بباب الغرفة الفرعي الذي جاء بها الرجل منه. أقتربت بحذر وهي تلتفت كل بضع ثواني لتلقي نظرة علي الباب الرئيس للغرفة والذي غادر منه هؤلاء المسوخ. أسترقت السمع قليلا فتأكدت أنه لايوجد أحدا خلف هذا الباب،فجذبته برفق وقلبها يكاد ينفجر من الرعب،نظرت برأسها أولا فلم تري أحدا فدخلت سريعا وأغلقت الباب ثم دفعت أحدي الطاولات الحديدية لتضعها خلف الباب. نظرت للغرفة التي كانت مقيدة بها ،الدماء تلطخ جدرانها وبقايا عظام بشرية ورائحة عفنة جعلتها تتقيئ بشدة. تذكرت هؤلاء المسوخ الذين سيعودون في أي لحظة.نظرت حولها فرآت نافذة وحيدة في الغرفة،كانت مرتفعة كثيرا ولاكنها لم تكن بها قطع حديدية لتسدها. فكرت سريعا ثم جذبت الطاولة الأخري بمشقة كبيرة من شدة أرهاقها حتي قربتها من جدار النافذة ثم صعدت فوقها و ولاكن مازالت الأرتفاع كبيرا نوعا ما عن طول قامتها القصيرة. هنا سمعت أصوات المسوخ تقترب من الجهة الاخري فذاد رعبها وقررت أن تقفز لتتعلق بالنافذة وتخرج منها حتي لا تلقي مصير زوجها المسكين بالفعل قفزت ولاكنها لم تستطع الأمساك بها لشدة أرهاقها وألآلآم جسدها الصغير فسقطت ثانية فوق الطاولة ولاكنها تماسكت حتي لا تسقط أرضا. الأصوات تقترب تعلقت عينها بباب الغرفة قفزت مرة ثانية و وتعلقت بها هذه المرة وهي تشعر بألم رهيب في رأسها وجسدها،رفعت جسدها لأعلي لتضربها أشعة الشمس فجعلتها تغلق عيناها لثواني،لاكنها لم تعطي لنفسها وقتا كثير فرفعت جسدها لتدخل برأسها عبر النافذة ثم دفعت نصفها العلوي داخلها و " يا ألهي " نطقتها الفتاه الضعيفة ففتحة النافذة ضيقة علي جسدها قليلا فتجد صعوبة في تحريكه. هنا سمعت باب الغرفة الأخري يفتح وأصوات أقدام المسوخ تدخل منه لم تنتظر هي ثانية واحدة فأخذت تدفع جسدها سريعا من النافذة.سمعت صوت يشبه الصراخ من المسوخ في الغرفة الأخري،بعدها صوت طرقات ودفع علي باب الغرفة التي فيها. كانوا أشبه بالمجانين في غضبهم وثورتهم.أخذت تدفع جسدها حتي أستطاعت أن تخرج نصفه من النافذة وتري الغابة الكبيرة والأشجار العالية. الوقت يمر المسوخ تضرب الباب في قوة مازالت تدفع جسدها بصعوبة و وأستطاعت أخيرا أن تسقط خارج الغرفة علي مجموعة من الحشائش الخضراء الكثيفة خففت من ألم سقطتها، ولم تنتظر"أميرة" ثواني حتي قامت وأطلقت ساقيها للرياح في نفس اللحظة التي دخل فيها المسوخ الغرفة وأطلقوا غضبهم في صرخاتهم التي تشبه فحيح الأفاعي المخيف.

                                            **********  

كانت تجري بين الأشجار في هلع،لاتعرف أين تذهب؟ أو في أي طريق تسلك؟ وقعت عيناها علي مبني آخر لاح لها من بعيد بين الأشجار فأتجهت أليه مسرعة.في نفس اللحظة كانت المسوخ البشعة تغادر المنزل المخيف وهي تنظر يمينا ويسارا ثم أشار كبيرهم وأضخمهم جسدا بيده في غضب وهو يصيح بصوت الفحيح المخيف. هنا أنطلقت المسوخ – رجال ونساء وصغار – بهيئتهم البشعة تبحث عن الضحية المسكينة. بينما في تلك اللحظة وصلت" أميرة " للمبني المكون من طابق واحد والذي أخذ مساحة كبيرة نوعا ما وسط الغابة. ثم دارات الفتاه حوله خشية أن تكون هناك مسوخ أخري يلتهمونها، ولاكنها وجدت بجانب المبني وعلي بعد حوالي عشرون مترا بحيرة صناعية صغيرة غطت معظم سطحها أوراق الشجر المتساقطة. أقتربت من المبني بحذر شديد حتي رآت باب حديدي كبير كان قفله الموصد به مكسور. هنا سمعت من بعيد أصوات همهمات المسوخ البشعة فدفعت الباب سريعا ودخلت أليه، كان أمامها ممر صغير ينتهي بباب آخر دفعته ببطئ وهي تنظر خلفها في خوف ودلفت أليه و وشحب وجهها كالموتي فأمامها مباشرة كان المكان عبارة عن معمل تجارب كبير ولاكنها ليست تجارب علي الحيوانات .......... بل علي البشر. فأمامها كان المكان مليئ بأسطوانات يتعدي طولها المتران تمتد علي صفوف حتي آخر المكان ولاكن معظمها مكسور و جف سائل ما كان بمحتواه بينما البقية كان بداخلها أجساد بشرية أو المتبقي منها أجزاء من هياكل عظمية بشرية داخل الأسطوانات ودماء كثيرة جفت ولطخت هذه الأسطوانات التي كانت موصلة بخراطيم بلاستيكية كثيرة تم ايصالها بأسطوانات أخري كبيرة يتعدي طولها الخمسة أمتار وذات حجم كبير،كانت مليئة نوعا ما بسوائل غريبة ملونة وبجانبها رآت أسطوانة أخري غير شفافة كبيرة الحجم كتب عليها " هيدروجين "أضافة الي ان كل هذا موصول بأسلاك متصلة بأجهزة كمبيوتر تحطم بعضها وظل الآخر كما هو. أتسعت عيني الفتاه وهي تري هذا الجحيم والدماء الجافة والأتربة تملئ المكان مع بقايا عظام بشرية. " يا ألهي ..... ماذا كان يفعل هؤلاء ؟ " نطقتها "أميرة " وهي تنظر للمكان حولها الذي بدي أليها كالجحيم الجحيم في أبشع صوره. أقتربت المسوخ في تلك اللحظة من المبني الكبير،كانوا قد أنتشروا سريعا بحثا عنها حتي أشار أليهم كبيرهم نحو مبني التجارب فتحرك الجميع أليه. في تلك اللحظة كانت الفتاه قد رسمت بعيناها معظم المكان الذي تقف فيه، وجدت نافذة أخري تطل علي البحيرة الصغيرة،كانت مرتفعة قليلا وكسر حاجزها الحديدي فبحث عن شئ تضعه تحتها حتي وجدت منضدة حديدية صغيرة عليها بعض أدوات التشريح،جذبتها علي الفور ووضعتها تحت النافذة ثم صعدت لتقيس طول قامتها مع النافذة. وبعد أن تأكدت أن الوضع مناسب لها نزلت من عليها وقد أرتسمت علي وجهها علامات الغضب الشديد والحزن الكبير علي مافعله هؤلاء الوحوش بزوجها المسكين. لمحت بندقية آلية صدآت من مرور السنوات عليها فأخذتها وهي لاتعرف أبدا طريقة أستخدامها ولكنها رآت بجوار بقايا الجثة قداحة صغيرة ملئتها الأتربة، كانت من نوعية خاصة وهي التي تلمئ بسائل الكيروسين حيث أنها حين تشعلها تظل مشتعلها حتي تغلق جزئها العلوي الصغير. أخذت تفكر قليلا وهي تنظر لأسطوانة الهيدروجين ثم أخذت تبحث عن شئ آخر،شئ يصلح لغرض ما.ثم تذكرت أدوات التشريح فنظرت أليها لتجد من بينها مطرقة صغيرة ومشارط طبية و وأداة أخري رفيعة ذات مقدمة كالهرم،أمسكتها علي الفور وأخذت المطرقة وعادت الي أسطوانة الهيدروجين ثم وضعت الأداة المعدنية علي جسم الأسطوانة ونظرت بعينيها نحو الباب الكبير و وبدئت بالطرق هنا سمعت المسوخ أصوات الطرق فأندفعت سريعا في غضب نحو المكان.كانت هي قد أحدثت فتحات صغيرة في جسم الأسطوانة أندفع منها الغاز في المكان وقبل دخولهم مباشرة تحركت الفتاه سريعا وصعدت فوق المنضدة الصغيرة لتلقي بالبندقية والقداحة خارجا ثم قفزت متعلقة بالنافذة الصغيرة وحاولت عبورها للخارج، ولاكن ذراعها جرح من قطع الحديد المتبقية في النافذة ولاكنها لم تهتم بها ودفعت جسدها بقوة حتي سقطت خارج المكان فوق الحشائش الخضراء الصغيرة. في تلك اللحظة دخلت المسوخ كلها الي المعمل الكبير الذي أنتشر فيه غاز الهيدروجين ونظر كبيرهم يبحث عن الفتاه يمينا ويسارا بينما البقية يندفعون في المكان بعصبية وغضب وهم يطلقون الهمهمات المخيفة. لمح المسخ الكبير المنضدة وأدوات التشريح الواقعة أرضا فتحرك بعصبية نحوها وهو يسعل – كما هو حال الآخرين – من الغاز المنتشر في المكان ثم صعد فوقها و ....... وصاح في غضب فأمامه مباشرة وعلي بعد حوالي عشرة أمتار كانت " أميرة " تقف ناظرة أليه في برود وغضب وهي تمسك بالبندقية الآلية وتوجهها نحو النافذة التي يقف فيها المسخ الذي ألتقت عيناه بعيناها في تحد وغضب كبيران. ثم قالت الفتاه بصوت يملئه الغضب والآسي علي زوجها المسكين " لقد قتلت زوجي أيها الوغد، فلتذهب أنت ورفاقك اذا الي الجحيم " وضغطت بيدها علي البندقية و ولاكن لم يحدث شيئا ....... لم تخرج رصاصة واحدة منها. ضغطت مرة أخري وثانية وثالثة ولاكن لاشئ. نظرت نحوه لتجده يبتسم لها بخبث.هنا ألقت البندقية وأخرجت القداحة من ملابسها وأشعلتها فلم تستجب فحاولت مرة أخري وثانية وثالثة و وأشتعلت القداحة أخيرا فنظرت للمسخ الذي ظهرت عليه علامات الغضب وقالت وهي تصيح عاليا " لن تهزمني أبدا أيها المسخ اللعين " ثم أندفعت " أميرة " نحو النافذة وبسرعة البرق أشعلت القداحة التي انطفأت في يدها أثناء ركضها سريعا ثم قذفتها في وجه المسخ الذي حمي وجهه وهو يتراجع للخلف ليسقط وسط الآخرين في نفس اللحظة التي عبرت فيها القداحة المشتعلة لداخل المكان ويتفاعل اللهب مع غاز"الهيدروجين" و ......... وتحول المكان الي جحيم . فبسرعة البرق أنفجرت أسطوانة الغاز لتهب النيران في كل مكان ويحدث أنفجار رهيب يسمعه كل من في الجزيرة كلها وتلتحم النيران مع أوراق الشجر لتزيد من أرتفاع النيران التي تشتعل في جزء كبير من الغابة. وفي تلك اللحظة تحركت سيارات الشرطة والمطافئ وسيارة اسعاف وحيدة نحو الغابة، نحو الجحيم.

                                            **********   

فتحت "أميرة" عيناها لتجد نفسها داخل مستشفي كبير علي الجزيرة وخراطيم كثيرة متصلة بجسدها مع شاشات عدة خلف رأسها. حاولت تحريك جسدها فلم تستطع،كانت تشعر بألم كبير في رأسها وهي تتذكر اللحظات الأخيرة قبل الأنفجار مباشرة. فعندما قذفت القداحة في وجه المسخ أستدارت سريعا لتركض نحو البحيرة لتقفز فيها وتحمي نفسها من نيران الأنفجار،كانت هذه هي خطتها التي وضعتها وهي تقف داخل المكان.ولاكن النيران كانت أسرع فلفحت ظهرها ودفعتها قوة الأنفجار لترمي بها داخل البحيرة و ولم تري شيئا بعد ذلك ولاكن لا يهم الأن المهم أنها أنتصرت عليهم علي المسوخ والجزيرة اللعينة. ظلت تتذكر هذه الأحداث ودموعها تسيل بحرقة علي فقدان زوجها العزيز،انها لن تنسي هذه الرحلة لن تنساها أبدا.

                                         تمت بحمد الله

بقلم الكاتب: اسماعيل محمد

لمزيد من القصص الحصرية علي مدونة ( بيت الرعب والفانتازيا )