فتاة في مقتبل العمر تعرضت للإختطاف من قبل عصابة مجهولة، بحث عنها اهلها في كل مكان ولا اثر لها، بعد اسبوع استطاعت الفتاة الهرب وعادت لعائلتها، توقعت الفتاة استقبالا حارا وفرحا شديدا من اهلها، تفاجأت عند عودتها حيث تلقت ضربا مبرحا من ابيها واخيها، ولم يحاولو سؤالها اذا كان هنالك شيئا تحتاجه او عن اكلها وشربها و صحتها لاشيء، بل سارعو الى اخذها للطبيب للكشف عليها، أحقا! احقا هذه الفتاة ابنتكم؟! هل كل همكم اذا ما كانت عذراء ام لا، لنفرض انها لم تكن فهل الذنب ذنبها؟ هل هي من طلبت من الخاطفين خطفها؟ انها مجرد فتاة تحاول محاربة قدرها ومجتمعها الظالم،لن يحدث نفس الشيء اذا كان المخطوف ولدا،فعند عودته سيستقبل بالحفلات والغناء والعزائم والحب، لماذاكل هذا التفريق عند الاهل؟لماذا تفرق بين ابنتك وابنك؟ الحب مشاعر لا تستطيع التحكم بها فأحب من تشاء اكثرولكن لا تفرق بينهما في المعاملة لأن هذا اسوء ما يقوم به الأهل، الاهتمام والتفهم هو اساس التربية، هل تتوقع من ابنتك ان تهتم بك في كبرتك اذا لم تهتم بها في صغرها؟ في الكثير من الحالات المشابهة يقوم الولد المدلل بهجرة اهله عندما تنتهي حاجته، اما تلك الفتاة المسكينة التي اجبرها اهلها على ترك دراستها رغم تفوقها واجبروها على الزواج من شخص لا تعرفه، تلك الفتاة التي ستعود لاهلها وتساعدهم وتتكفل بهم تلك الفتاة التي لا تعرف معنا للإنتقام فالله زرع فيها بذرة الحب، عندها فقط سيشعر الاهل بالندم والحسرة،ولكن لا فائدة فقد فات الأوان ولن يستطيعا تصليح ما كسراه فالزجاج المكسور لن يعود كما كان، وهناك الابناء اللذين يقومون بمعاملة اهلهم بمفس المعاملة عندما يكبرون ولكن تأكد من شيء واحد كل معاملتك لأبنائك ستنعكس عليك يوما ما وانت الذي ستقرر اذا ما كانت المعاملة لك ام عليك، حتى اذا كانت معاملتهم عكس معاملتك فلن تفلت من العقاب الذي جهزه لك الله
لماذا يعاملك الناس هكذا؟
ولماذا قد ننتظر منهم ألّا يعاملونا بهكذا طريقة؟ أرفض رفضًا باتًا أن نتوقّع من الآخر أن يكون شخصًا صالحًا. إن الحياة البشرية التي تحاول الحرص على نفسها هي التي تبني ما يكفي من الحدود بينها وبين الآخرين. لأننا معرّضون للاستغلال من قبل من نحبّهم. فما بالك بمن لا يعرفوننا! سيكون الأمر أسوأ بكثير لو توقّعنا الأفضل في كل مرة. لا يصح هذا أبدًا. ولا أرى أنه من العيب أن نكون حريصين في التعامل مع الآخر أيًّا كان انطباعنا عنه.
هل كل همكم اذا ما كانت عذراء ام لا، لنفرض انها لم تكن فهل الذنب ذنبها؟ هل هي من طلبت من الخاطفين خطفها؟ انها مجرد فتاة تحاول محاربة قدرها ومجتمعها الظالم،لن يحدث نفس الشيء اذا كان المخطوف ولدا،فعند عودته سيستقبل بالحفلات والغناء والعزائم والحب، لماذاكل هذا التفريق عند الاهل؟لماذا تفرق بين ابنتك وابنك؟
للأسف هذا صحيح وهو من دواعي الأسف و الحزن في مجتمعنا العربي. فكل اهتمام الأسر بعذرية الفتاة وليس بحياتها بادئ ذي بدء!! هكذا كان العرب قديماً يكرمون الفتى على الفتاة حتى جاء القرآن وقال: أومن يُنشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين؟!! ليرقق قلب العرب عليها.....معظمنا نتخذ من الفتاة موضع الشرف ونترك فيها ولها جانب الإنسان قبل كل شيئ....رغم أنها أحياناً لا يكون لها ذنب إلاأنالمجتمع يعاقبها قبل أن يعاقب نفسه بنفسه ويتطهر من عناصره الخاطفة الفاسدة!!!
للأسف لا يمكننا تغيير ذلك، هذا هو تفكير المجتمع العربي خاصة والمسلم للأسف الشديد، التعامل مع الشاب بطريقة مختلفة عن البنت في كل الجوانب والمجالات وليس فقط في المعاملة.
الشاب كل شيء مباح له وليس محاسب عليهن لكن الفتاة يتم محاسبتها حتى على الأمور التي ليس لها دخل فيها، لكن نحن كأمهات علينا أن نسعى لتغيير هذا التفكير في تربية أبنائنا الشباب والبنات، نعلمه الدين والمبادئ الدينية حقيقة، لا نرق بين الفتات والشاب في التعامل لعل الأمور مع الوقت تتحسن.
هل هذا هو السؤال الذي يجب أن طرحه حقا ؟..... لماذا يعاملك الناس هكذا؟
إن نظرة الناس إلينا تختزل في نظرتنا لأنفسنا .ما يعني أن الإنسان لا يجب أن ينتظر معاملة الآخر حتى يصنع بها ذاته ، المجتمعات العربية مجتمعات ذكورية حقا و كلنا نعرف ذلك ، لكن هذا لا يعني أن ننزوي في زاوية مغلقة و نتقبل " غلق الكهف " علينا .
تعلم الفتاة و وعيها أصبح أمرا واجبا ، و هو سلاحها في مواجهة سلبيات هذا الأمر . و مع ذلك إذا نظرنا من زاوية الأب أو الأخ نكتشف أمرا آخر مرتبطا بالشرف ، رغم ان الصيغة خاطئة. ما يجب فعله حقا ليس النقد بل تصحيح زوايا النظر. ساعتها سنغير السؤال و نقول : كيف تريد أن يعاملك الناس ؟
التعليقات