إن دورة الحضارة كما وصفها مالك بن نبي في كتابه مشكلات الحضارة، تبدأ بفكرة (غيبية أو فلسفية) والتي تشعل فتيل الثوار أو المجددين كما يسميهم الدكتور علي الوردي، والحق أن للحضارة مولدين الأول هو مولد الفكرة والثاني هي تسجيل الفكرة في النفوس، فمثلاً في الحضارة الإسلامية جاء المولدان متلازمان وذلك لعذرية النفس العربية وقلة الثقافات التي قد تحارب الأفكار الجديدة كما يصف مالك بن نبي، لتبدأ المرحلة الأولى في الحضارة، وهي ما أسماها مرحلة الروح، والتي تتميز بالثورة على السائد، وهي ثورة فكرية أو روحانية، تتسم بخلق تيارات فكرية ودينية وعقدية جديدة، وتحدث التأثير الأكبر في المجتمع وتغير من طبيعته، فتمسح عادات وقيم وتضيف أخرى، لتتلوها مرحلة العقل والإنتاج المادي الفكري الذي بلغ أوجه في العصر العباسي الثاني على سبيل المثال في الحضارة الإسلامية، والتي اتسمت بالاقتصاد الجيد، والمستوى العلمي الممتاز الذي ساهم فيه كثيرًأ نشاط حرة الترجمة وحرية التعبير والفكر، حتى تصل الحضارة أوجها، لتدخل في المرحلة الثالثة والأخيرة وهي مرحلة الغريزة أو كما يسميها ابن خلدون أفول الحضارة، وإن ما يتفق عليه معظم علماء الاجتماع أن هذه الدورة تتكرر دائمًا ولا تكف تعيد نفسها، في مختلف الحضارات والأمم.
في الصورة توضيح لنظرية مالك بن نبي من كتاب مشكلات الحضارة صـ66
أود أن أعرف آراؤكم هل تعتقدون أن هذه الدورة متكررة وتنطبق على معظم الحضارات التي قامت والقائمة حاليًا، أم أن لكل حضارة وضعها الخاص والسيناريو الخاص بها؟؟
التعليقات