هكذا تأتي خلاصة الرسالة التي أرادها الروائي البرازيلي باولو كويلهو في الجزء الأول من ثلاثيته (في اليوم السابع)، والذي جاء بعنوان (على نهر بييدرا جلستُ فبكيت).

 الأمر الذي لفت نظري حقًا أثناء قراءتي للرواية أنّ كويلهو منحنا في خاتمتها رسالة موجهة لقلوبنا وعقولنا حيث يقول: "شقي هو من يخاف المجازفة، قد لا يتعرض أبداً للخيبة ولا لفقدان الأمل، قد لا يتألم مثل هؤلاء الذين يسعون وراء حلم، ولكنه عندما سينظر إلى الوراء (ذلك لأننا ننظر دائما إلى الوراء) فإنه سيسمع قلبه يقول له ماذا فعلت بالمعجزات التي زرعها الله في أيامك؟ لقد دفنتها في قاع ثقب لأنك خفت من ضياعها".

يبدو أنّ كويلهو حاول استكشاف أعماق النفس الإنسانية والغوص في تناقضاتها، ليجعل خياراتنا هي المصير النهائي لقراراتنا التي تحكم مصائرنا!!، من خلال رحلة قامت بها بطلة الرواية (بيلار) لاستكشاف ذاتها بحثاً عن الحقائق التي كانت تجهلها، في تلك الرحلة اختبرت (بيلار) مشاعرها التي كانت تجهلها، عاشت القلق، الخوف، الطمأنينة، الحيرة، ومشاعر أخرى كثيرة.

هذه الرواية جعلتني أتوقف لوهلة مع نفسي لأتساءل:

ألسناً جميعنا (بيلار)؟، ألسنا نخاف المجهول فنركن لأنفسنا؟ نبتعد عن العالمين حيناً، وحيناً نحاول الاقتراب، في محاولة منّا لإدراك معنى السلام الداخلي – الذي أراهن أننا في خضّم مخاوفنا- نتجاهل حاجتنا إليه!!

ولكن هل حقاً لنحصل على السلام الداخلي في أرواحنا وقلوبنا علينا أن نركن لأنفسنا ونبقى أسرى تقبّل الواقع كما هو لأننا كما يقول كويلهو (ننظر دائماً إلى الوراء)، أم أنّ علينا المجازفة والمحاولة والتجربة مغامرين بما يصادف ذلك من مشاعر شتى قد يكون الألم جزءاً منها؟ هل علينا حين نسعى لحلم ما أن نختبر مشاعراً كثيراً منها الألم والحرمان والفقدان؟

(على نهر بييدرا جلستُ فبكيت)

قرأتها ثلاث مرات، في كلّ مرّة ينساب شعور من السلام الداخلي إليّ، لكنني أعاود بعدها الخروج من قمقم ذلك الشعور لأتسائل هل نحتاج للمجازفة حقاً لنفهم معجزة الحياة؟؟ هل غير المتوّقع هو ما يمنحنا الجواب الشافي على تساؤلاتنا الداخلية؟؟

إنها رواية تضعنا على أبواب أسئلة نحن فقط مَن نملك الإجابة عليها.. 

أتفضلون المجازفة أم ترونها بوابة الخسارات المتتالية؟

هل تظنون حقاً بأنّ فهمنا الحقيقي لمعجزة الحياة لن يأتي إلا حين نقوم بما هو غير المتوّقع منّا؟ وماذا يعني لكم (غير المتوّقع؟)

لذلك أخبروني ما رأيكم؟