لمحة عن الفلسفة الصينية

اما تعريف القدر في الفلسفة الصينية ومختلف حضاراتها فهو مختلف تماما عن تعريفات الفلسفة الاسلامية فإن كان بامكاننا الإلمام بعلوم التاو من فلسفة التاو للفيلسوف لاوتسوه وفهم تلك الأساليب التي أتخذت كديانة مستقلة معتبرة كتاب التاو كتابها المقدس فإنها توحي لنا أنها لا تأخذ بمبدأ التفريق بين القضاء والقدر ولا تفرق بين الأسباب المبنية عن أفعال خالقها وأفعال البشر التي أتخذت لتكون قدرًا مكتوبا وبين وقوع وبين تسلسل الأحداث عبر الزمن بل أعتبرت القضاء والقدر والأفعال والأسباب المتسببة في إفتعال الاشياء و بداية الأشياء وإنهاءها وقضاء القدر تعاقبا زمنيا مرتبط ببعضه لا تفريق بينهم تحكمهم ثلاث قوى جوهرية بداخل كل شيء محسوس أو غير محسوس مرئي كان أو غير مرئي ماديا أو غير مادي تنصهر فيهم هاته الأخيرة بشكل مستمر إلى مركز الشيء تسمى بالمحرك الأساسي للكون أو للفعل وهي قوة الزمن وقوتا اليان واليانغ☯️. فهما متعاقبان بصفة آلية داءمة الحركة والسكون تنطلق إحداها من نقطة سكونها إلى الحركة لتعود إلى السكون ما إن خرجت الأخرى من نقطة سكونها..وتعتبر هذه القوتان المتضادتان موجبا وسالبا جنوبي وشمالي ذكري وأنثوي تتنافس هتان المتضادتان فيما بينهما مستهلكة قوة الزمن لتنتج حركة وبرأي الفلسفة الصينية أن هتان المتضادتان هي القضاء والقدر فهي محور دوران كل شيء وكل الازمان والأشكال والأحجام فهما كالماء يأخذان شكل كل جسم ينصهران داخله وهما طاقة متجددة تأخذ حجم بقدر كل حجم وبقدر شكله ..وبالتالي فإن هذه الفلسفة توحي لنا بأن قدر الشيء أو الفعل يقدر أو يتشكل في لحظة وقوع الشيء أوفعله و تكاد تقول لنا أن قدر الفعل وحسابه يحسب بعد وقوعه وقضاءه وليس قبله بعكس تعريف الفلسفة الإسلامية لمسألة القضاء والقدر..

✍️. حامد فرج الله