طفل عادى عاش طفولة عادية جدا ودخل مدرسة عادية وتعلم تعليما عاديا .له اهل واصدقاء عاديين .يوم يذهب ويوم يأتى دون جديد يذكر.لم يتعرض فى طفولته لمواقف او ظروف غير عادية _سواء كانت قاسية وسيئة او جدية وملهمة _تصنع منه شخصيةقوية مختلفة متميزة تؤثر فى الناس .يسمع كثيرا عن هؤلاء الناس الذين عاشوا طفولة غير تقليدية _امثال ستيف جوبز ووالت ديزنى وايلون ماسك واديسون _ثم اصبحوا بعد ذلك عظماء يغيرون وجه العالم ويشار اليهم بالبنان .ويتساءل فى نفسه هل لابد له أن يعيش طفولة غير عادية مليئة بالأحداث والتجارب والمواقف_القاسية منها والملهمة _ لكى يحيا حياه عظيمة ذات قيمة وأثر ام تمنعه طفولته العادية من ذلك وتجعله يعيش حياه روتينة عادية بائسة عاشها ملايين الناس قبله .
هل طفولتك تحدد بقية حياتك؟
بمجرد أن يصبح الطفلُ بالغا سيجد خطأً ما في والديه. بالاخص الوالد لو كان ذكرا والام ان كانت انثى ومن هنا تتشكل العقد النفسية. لا يوجد طفل وصل البلوغ أي اصبح فتى راض تماما عن طفولته .بالتالي لنتفق انه لا توجد طفولة تحتوي على مواقف وظروف عادية تماما. وضح فرويد والمحللون النفسيون من بعده ان العصابيون وحتى الناس العاديون حتى لو عاشوا طفولة معذبة فانهم يتذكرونها بحنان (نوستالجيا) ويعاودون اختراعها لتكون اجمل او اسوأ لذلك ذكريات الطفولة غير واضحة تماما اضف الى ان الكثير من الاطفال الان تميل الى الخيالات ..بمعنى ما انه لم يعش طفولته مع والديه اكثر مما يعيشها مع صديقه الخيالي، لعبته المفضلة، صديقته في المدرسة، صديقه أو جاره، ...الخ حتى لو كانت كذلك فعلا اي لو فرضنا وجود ظروف عادية جدا لطفولة عادية جدا فإنها لا تظل كذلك الا من منظور مراقب خارجي فقط او الاب والام اللذان سيصرخان ( لقد وفرنا له كل شيء ونزعنا من لحمنا واعطيناه= وهو الشيء الذي تفعله معظم الثديات على وجه الارض لابنائها ولا مزيه فيه غالبا) فإن الطفل حالما يبلغ سيضخمها يعيد انتقاء الذكريات ويصنع قضية لنفسه. مما تسمى قضية المراهقة هي (التهاب فكري ينجم عنه تحديد مسارك في الحياة). وأيضا يجدر الانتباه الى ان كل قصص العظماء ( او ما يدعون كذلك) يخترعون القصص لانفسهم وغالبا يكتب سير حياتهم محرر يعرف جيدا كيف يجعل الكتاب يبيع (مثلما حدث مع كتاب حول مارك زوكربيرغ فهو رفض الكثير ممن دعوه ليكتبوا عنه كتابا فيه سيرة حياته مع انه لم يعش بما فيه الكفاية كي نتكلم عن الامر واختار محررا واضحا يتوافق مع رؤاه -المميزة في نظره- والتي توصل حقيقته للعالم مختصر القول: لقد اعاد ترتيب حياته بشكل يرضى عنه كي يقدمه للعالم وليس كما حدث فعلا) مما يسقط اي قصص لهم في (المغالطات السردية) الواضحة. لاحظ ان هناك دائما في قصة تحولهم من حال الى حال توجد نقطة فجائية غير مبررة يعني ما الذي جعل الفيسبوك يصعد من مليون ومليوني دولار الى المليارات؟؟ اين تم الانتقال بالضبط من المحلية للعالمية؟ متى حدث الالهام بالتحديد وكيف حدث؟؟ لا يمكن تفسير ذلك بطريقة سرد عادية اضف الى الكثير من المغالطات الفكرية الاخرى منها أن النجاح المزعوم هو النجاح الامريكي أي كم لديك رصيد في البنك. بينما هناك عدة انواع اخرى من النجاحات من بينها: اختراع دواء جديد ( الفريق الذي اكتشف علاج السيدا في بريطانيا الان وينحو الى الوصول الى علاج ناجع تماما ونجح في عدة مراحل من ذلك) مؤسسي المراكز البحثية والمعاهد ، مبسطو العلوم ذوي المتابعين القلة في اليوتوب في مجالات صعبة مثل الرياضيات الجبرية وغيرها... حدد ما هو النجاح؟ ما هو العادي لديك؟ .. من ثم سوف نعرف.
مختصر القول:
لا تحدد طفولتك بقية حياتك. يمكن نعم أن تعطل من تطورك، تستغرق وقتا طويلا في محو الترسبات ايا كانت لكنها ستمحى وستحرر حتى لو طال ذلك الى درجة ان التحرر وقع عند وفاة الابوين مثلا. فمهما كان هي لا تحدد بقية حياتك الا ان اردت لها ذلك. بمعنى انك تريد ان تعيش ذلك وهناك من يود ان يعيش خفيًا بمعنى الحديث الصحيح الذي يقول ((إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي)) رواه مسلم وقال النووي في شرح الغني "المراد بالغنى غنى النفس، هذا هو الغنى المحبوب"، وهنا مجددا: ما هو تعريف النجاح والغنى لديك؟ أي ما هو تعريف الحياة (غير العادية والمليئة بالمغامرة لديك) في نظري ان تستيقظ وتنجو كل خلية في جسدك وعددها حوالي 30 تريليون خلية من ان تسرطن لهو مغامرة بيولوجية قمة في الروعة مع العلم ان نفس الجسد يحتوي على 40 تريليون بكتريا (معظمها مفيد للجسم) .. وليس بالضرورة أن يكون التعريف دينيا. الفكرة كلها في كيف تفكر (أنت) حول العالم (الخارجي)؟؟ هل مارك ناجح لان الcnn قالت ذلك ام لانك مبرمج ومعجب بابداعه البرمجي وهل هو فعلا من برمج كل ذلك أم انك تستعمله فقط لتجزية الوقت؟؟ كذلك الامر بالنسبة لآبل وأي شركة اخرى..
وأيضًا هل المدير التنفيذي لخرائط نوكيا here ناجح ام لا؟ ما اسمه لماذا ليس ملحوظا؟... مالك شركة فولكسفاغن؟ .. صانع طائرات البوينغ .. لقد اصبحنا في عالم أصلا لا يوجد صانع "واحد" لشيء ما يوجد فريق يعمل وينال (الفضل) واحد اخر بسبب الاعلام ويشير الناس اليه بالبنان: هاي أنت! لا تفشل كن مثل ستيف!! حقا؟؟ هل هذا هو المنهج الفكري الصحيح الذي يجب ان نتبعه؟؟
لا يوجد حياة عادية لأي كان، كل حياة مميزة . أضف الى ان الملحوظية (أي الشهرة) والمبلغ المالي الذي حققته =/= النجاح.
طفل كما تقول سيكون في النهاية طفلا عاديا
اعتقد ان يعيش الانسان حياة عادية هو شيئ صعب للغاية لانك ستعيش حياة روتينة تحاول ضبط كل شيء وفقا لمتطلبات الحياة العادية
الحياة الروتينية حياة صعبة خصوصا اذا كان الانسان يسعى لها ويجعلها هدفا له في الحياة
تغيير نمط الحياة بعد حياة روتينة قد يكلفك كثيرا وقد يكون عقلك هو الثمن
اعتقد ان البيئة هي اهم عامل في تحديد حياة الانسان خاصة العائلة و منه يمكنك ان تجعل من اي طفل اي شيء باذن الله فكما قال جون واطسون ( أعطني اثني عشر طفلاً أصحاء، سليمي التكوين، وهيئ لي الظروف المناسبة لعالمي الخاص لتربيتهم وسأضمن لكم تدريب أيٍّ منهم، بعد اختياره بشكلٍ عشوائي، لأن يصبح أخصائيًا في أي مجالٍ ليصبح طبيبًا، أو محاميًا، أو رسامًا، أو تاجرًا أو حتى شحاذًا أو لصًا، بغض النظر عن مواهبه وميوله ونزعاته وقدراته وحرفته وعرق أجداده )
لقد فكرت في ذلك ايضا لما دائما الشخصيات المهمة ماضيها قاس وغير جيد انا اعتقد ان الموضوع يرجع الى رغبة الانسان في عدم عيش حياته كما يعيشها الناس حوله او رغبته في التفوق مع وجود امكانيات من التفوق في مجاله مثل الموهبة او اعتقده بانه لا يريد احدا عيش حياته و طفولته مثلما عاشها شيئا من هذا القبيل
انا اؤمن ان اي شخص من الممكن ان يصبح شخصية مهمة اذا رغب بذلك
الارادة القوية و العزيمة و الرغبة القوية تحدد كيف سيكون الانسان
التعليقات