في أحد برامج المرأة المتوحشة .. و هي لمن لا يعلم نوعية من البرامج التلفزيونية الهدف منها تشريس النساء .. تماما كما يفعل هواة تربية الكلاب مع كلابهم .. ذكرت مقدمة البرنامج أن الرجل الضعيف لا يقبل الزواج من إمرأة قوية .. و لأننا نعيش في عصر المرأة القوية و الرجل الضعيف فإن المرأة غالباً لن تجد الرجل الذي يستحقها .. و الحقيقة أننا نعيش زمان المرأة المستقوية لا القوية .. و الفرق كبير .. فالمرأة القوية هي المرأة التي يمكنها تحمل مشقة العيش مع رجل فقير مثلا .. هي الزوجة التي تهون على زوجها مهما تجرعت من كأس الحياة المر .. هي الام المشغولة دائما براحة خمسة أو ستة من الأبناء .. أما المرأة المستقوية فهي نوعية من النساء يميزها الأنانية و الغرور الشديد .. فهي دائماً منشغلة بنفسها .. منشغلة بعملها .. أو بأموالها .. و قد كانت مقدمة البرنامج محقة .. فلا الرجل الضعيف يقبل الزواج بامرأة مستقوية و لا الرجل القوي .. و لا حتي الرجل الحديدي .. فالرجل هو الرجل لا يقبل أن تكون زوجته نداً له .. لذلك فإن الست المستقوية في الأغلب إما عانس أو مطلقة .. و هي ليست سعيدة .. و دائما ما تلقي باللوم على المجتمع الذكوري .. أو على الحظ العاثر .. أو الرجال الذين لا يعرفون قدرها .. فهي دائماً على حق .. و هي لا تخطيء أبداً .. و انتشار تلك المرأة و إنقسامها و تكاثرها خطر كبير على المجتمعات .. و هو هدف خبيث لبعض الناس .. ففي النهاية إما أن يقبل الرجل بتبادل الأدوار مع المرأة .. و ليلتك طين يا مرسي .. و إما أن يكون الزواج شيئاً من الماضي .. و كان الله في عون أبناءنا .
جمعية المرأة المتوحشة
لا أختلف معك أن هناك بعض البرامج أصبحت تنادي باسترجال المرأة نوعًا ما، وهو أمر غير صحيح ولكنه قد يفيد بعض النساء ممن يتعرضن للعنف الأسري أو المضايقات. فلا مانع أن تتعلم المرأة كيف تواجه بعض المواقف بأسلوب لن ينفع معه الأنوثة.
فالمرأة القوية هي المرأة التي يمكنها تحمل مشقة العيش مع رجل فقير مثلا .. هي الزوجة التي تهون على زوجها مهما تجرعت من كأس الحياة المر .. هي الام المشغولة دائما براحة خمسة أو ستة من الأبناء
تلك الأمور واجبة على الزوجة، إلا أنها تنتظر بكل تأكيد رد فعل يحفزها على الاستمرار. فلا يمكن أن نجعل المرأة تقوم بكل هذا ثم يأتي الزوج ويخبرها بأنها لا تفعل شيئًا طوال حياتها وأن ما تقوم به ليس له قيمة!
نحتاج إلى فهم الحقوق والواجبات، وليس أخذ الحقوق دون تقديم أي واجب ثم نتساءل كيف تحولت المرأة إلى هذا الشكل.
فهي دائماً منشغلة بنفسها .. منشغلة بعملها .. أو بأموالها
لا مشكلة في أن تنشغل المرأة بنفسها، فهي كائن حي له احتياجاته، الأهم بعد انشغالها بنفسها ألا تنسى دورها كمربية للأجيال القادمة.
لذلك فإن الست المستقوية في الأغلب إما عانس أو مطلقة
وكأن العنوسة أو الطلاق أصبحا عيبًا في المرأة؟! الرجل أيضًا معرض لأن يطلق عليه اسم مُطلق أو لم يتزوج.
فلا يمكن أن نجعل المرأة تقوم بكل هذا ثم يأتي الزوج ويخبرها بأنها لا تفعل شيئًا طوال حياتها وأن ما تقوم به ليس له قيمة!
اتفق معك بالطبع .. و يمكن مناقشة ذلك في مقال منفرد .. أنا هنا أناقش فقط فكرة استقواء المرأة و تأثير ذلك علي المجتمعات
لا مشكلة في أن تنشغل المرأة بنفسها
لست أنكر ذلك .. الفطرة تحتم ذلك .. لو اعدتي قراءة عبارتي ستجدين في أولها كلمة دائما .. فبعض النساء منشغلات فقط بأنفسهن
وكأن العنوسة أو الطلاق أصبحا عيبًا في المرأة؟!
لا عيب في ذلك مطلقا .. و الطلاق و العنوسة ليسا دافعا للإهانة .. و لكنهما نتيجتين منطقيتين لمحاولات استقواء المرأة
أعلم أن بعض البرامج تتحدث بأسلوب قد يكون عنيفًا بعض الشيء وهو شيء خاطيء ولكن لهذه النبرة مكانها وعلينا عدم تعميمها. لا يريد أحد تبادل الأدوار ولكن الصيغة التي تراها أنت عنيفة إنما هي رد فعل لما يُرى من الظلم والقهر الذي يعم بالنساء في كل مكان.
فالمرأة القوية هي المرأة التي يمكنها تحمل مشقة العيش مع رجل فقير مثلا ..
في الواقع لا أتفق مع تعريفك أو تعريف مقدمة البرنامج للمرأة القوية. فأنت ترى المرأة القوية امرأة تفعل الأشياء للأخرين فحسب بدون أن تهتم بها شخصيًا والمقدمة تفعل العكس فلا تنظر سوى لتلك المرأة واهتمامتها. أنا أرى المرأة القوية فعلًا هي التي تستطيع الموازنة بين أقطاب حياتها كافة. فتهتم بنفسها وبعملها واهتمامتها وتهتم بزوجها وأبنائها وتهتم بعائلتها وأصدقائها إلى أخره. لكل مقام منهم مقاله ولكلٍ أولوياته. وهي المرأة التي تعلم ما لها وما يعلها وتعلم أن الحياة مشاركة وأن الصبر وتحمل المشقة والتهوين على أحدنا الأخر ليس شيئًا تقدمه هي فحسب بل شيئًا متبادلًا عليها أيضًا أن تنتظره. هي امرأة لا تحرق نفسها من أجل الآخرين وفي نفس الوقت لا تعيش لنفسها فقط!
لذلك فإن الست المستقوية في الأغلب إما عانس أو مطلقة
لا توجد إهانة في حالتك الإجتماعية فهي شيئ من ظروف ومراحل حياتك ولا تقلل من أحد كما لا تضيف لأحد أيضًا إنما هي طرق نختارها في الحياة ومراحل نريد أن نعيشها. مع تحفظي على لقب "عانس"
فالرجل هو الرجل لا يقبل أن تكون زوجته نداً له
في الواقع هذه مشكلة من يرى نفسه ندًا للأخرين سواء كان رجلًا أو امرأة. الحياة تكاملية توافقية تسير لهدف واحد مشترك وليست حياة ندية نتصارع فيها على الأماكن.
الظلم والقهر الذي يعم بالنساء في كل مكان
لا أدري ما هو سبب ربط الظلم بالمرأة .. فإذا سلمنا جدلا بأن المرأة مظلومة مقهورة في كل مكان فلابد بالضرورة أن يكون الرجل ظالماً في كل مكان
لا توجد إهانة في حالتك الإجتماعية
لم اقصد ابدا الإهانة .. و ما أردته فقط هو النتيجة المنطقية لإستقواء المرأة
لا أدري ما هو سبب ربط الظلم بالمرأة .. فإذا سلمنا جدلا بأن المرأة مظلومة مقهورة في كل مكان فلابد بالضرورة أن يكون الرجل ظالماً في كل مكان
هذا ليس حقيقي. في الواقع الكثير من الناس مظلومون في كل مكان والكلام هنا ليس عن عدد من النساء بأعينهن ولا عدد من الرجال بأعينهم. إنما هو عن نظام قائم ليس مثاليًا فحسب
وهذه طبيعة الأنظمة كما هو طبيعي محاولة التغيير. والتغيير قد يجلب إيجابيات وقد يجلب سلبيات ثم نحاول تغيير هذه السلبيات وهكذا لكن رفض الأمر كليًا في رأيي ليس أصح شيء وهذا رأيي الشخصي فحسب
التعليقات