بسم الله الرحمن الرحيم
المرأة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد،،،
إن هذه المقالة هي في الحقيقة أفكارٌ تراودني لا شيء آخر، وهي عن المرأة، لماذا تبدو المرأة وكأن ليس لها عزيزة؟ قد يكون لها عزيز من الرجال أو عزيز من الذكور لكن ليس لها عزيزة من النساء أو البنات. فحتّى ابنتها تراها منافسةً لها في حُبّ زوجها ومنافسةً لها في بيتها وكأنّي أرى الأم حاقدة غاضبة من ابنتها لهذه الأسباب من غير أن تكون البنت قد أجرمت في حقّ أمّها بأي جُرم، أما الفتاة فترى في أمّها غالبةً لها منذ ولادتها، فهي من جانب لا تستطيع إلّا أن ترى بأن ما فعلته أمها لها عندما كانت رضيعة وطفلة صغيرة إلّا تضحيّات كبيرة وخيرٌ عظيم، ولكنها من جانب آخر ترى أمها لم تفعل مثل هذا الخير مع أحدٍ آخر سواها هي وأخوتها وأخواتها، كما إنها تراها تبدو وكأنَّها تخلَّت عنها منذ أن عقلت، فكانت النتيجة أنّ البنت أصبحت أسيرة أمها فلا تستطيع التحدُّث عنها بسوء إلّا لسببٍ عظيم، فهي غالبةً لها في نظرها منذ ولادتها. وليس ذلك كُلُّه إلّا لأن الأم جعلت في رأسها بأن الفتاة قد كبرت وحان الوقت لتنافسها في منزلها مع زوجها وهو والد الفتاة ومع أبنائها وبناتها وهم أخوة الفتاة، ولا تراها سوى مهانةً لها فإبنتها تفيض بنوتة ونضارة وشباباً وهي تفيض كِبَراً وعجزاً وتجعيداً. رغم إنها أي الأم تعلم يقيناً بأن لا مجال للمنافسة بينها وبين ابنتها سوى في عقلها القاصر، فزوجها لن يرى على الأغلب سواها أي الزوجة عشيقة وصديقة في المنزل، ولكن عُقدتها من أمها التي تخلَّت عنها وتوقفت عن نفعها بصدق بعد أن عقلت جعلتها ترتاب دائماً في الأنثى أيّاً كانت، وجعلها تضع كلّ أنثى في موضع المنافسة لها كما فعلت بها أمَّها منذ نعومة أظفارها، ولكنها لو حكَّمت عقلها لرأت إن الإبنة أسيرة أمها فلا يحقّ لها التحدّث عنها بسوء لما تدين لأمها به من خيرٍ عظيم وإن فعلت وأساءت إلى أمّها نُظر إليها وكأنَّها السوء بعيْنه والخُبث والأذى والقُبح كُلُّه، فلو كانت الأم أكملت عطائها بصدق لإبنتها لكانت تفضَّلت عليها بأكثر وأكثر وحق لها ذلك إن كانت مخلصةً النيَّة لله وحده، ولكَانت غلبَت أمها في المنافسة التي وضعتها فيها من غير إرادةٍ أو رغبةٍ منها.
والأمر كذلك مع الفتيات والنساء الصديقات فهُنَّ مؤذيات لبعضهن ولا ينفعن بعضهن، بل فقط يؤذين بعضهن ويرفضن نفع بعضهن، كما تنفع إحداها الرجل أو الذكر وليس ذلك لشيء سوى لأن الرجل أو الذكر من طبيعته أن ينفع الآخرين فعندما تُصيب المرأة منفعةً من الرجل فإنَّها تبادر بردّ النفع بنفع مثله، ولكن النساء قد قررن منذ البداية أن لا ينفعن أحداً حتى ينفعهن، فقبرن أنفسهن في علاقات نسائية مؤذية لا نفع فيها سوى الأذى والشماتة وضمر السوء والإهانة والإساءة، والحسَد دائماً بينهن مشتعلاً، ولو قامت الفتاة أو المرأة بنفع صديقتها لكانت مع نفعها المتكرّر لها أسرتها بشدّة وبغلظة من لسانها، فمنعتها من الحديث عنها بسوء ولو لم تكن نيّتها نفع صديقتها فلتكن نيَّتها نفع نفسها بمنع صديقاتها من التحدَّث عنها بسوء وأذى، فالمرأة تعلم أنه مهما تحدثت عنها صديقتها بحُسن فإنها ستنقلب عليها في رمشة عيْن عندما ترى منها خطأ واحد وستمسح بها في غيابها الأرض لأجل ذلك الخطأ التافه أمام من يسوى ومن لا يسوى، فالحل إذن أن تنفع صديقاتها لتأسرهن إتقاء شرُّهن، وحتى تُعرف المرأة التي تنفع صديقاتها بنيّة ردّ الأذى وصدّه، فهي المرأة التي يُرى منها الكبر والأنَفَة مع صديقاتها، أما المرأة التي تنفع صديقاتها بنيَّة النفع فترى منها الرُقيّ والتواضع لصديقاتها والعزّ والكبرياء أمام الغرباء، فإن كان يُرى في الأمر سوء أينما نظر المرء فيما يخصّ النساء في هذا الأمر فهو إمَّا الأذى من دون نفع وإما نفع بكِبر وإما نفع بكبرياء فللمرأة أن تختار أقلُّهم شرّاً عليها ولتأخذه فهو لها خيراً إن شاء الله ومعذورة أيَّما اختارت بحمد الله.
وفي الحقيقة لو رأت المرأة أو الفتاة الأمر على حقيقته لوجدت أن صديقاتها ينفعنها كثيراً بصداقتهن لها، وليس الأمر كما هو مع أمها فهن لسن مجبورات على مصادقتها كما أمها مجبورة على العطف عليها وحمايتها فلهن درجة أعلى من أمها في هذه الناحية، فهن أولاً وآخراً لسن مجبورات على مصداقتها، ومن نَفعهُن لها أنهن يعطينها وقت للبنات والسيّدات لا يزاحمهن فيه الرجال أو الأولاد وهي نعمة طيّبة جداً لدى النساء فأوقاتهن معاً تكون دائماً ممتعة لهن، كما إن من ضمن مصادقتهن لها أخذها إلى السهرات والطلعات في الأماكن الطيّبة والراقية كما هو من عادة النساء الخروج إلى الأماكن النظيفة والطاهرة والراقية، فهن يمتّعنها ويُسعدنها كثيراً في أيامها وأوقاتها، ومن هنا نرى بأن المرأة تنتفع كثيراً من صديقاتها ويجب أن تنفعهن بالمقابل كما تنفع الرجال والذكور الذين ينفعونها… هذا ومن الله الحمد والمِنَّة له ومن الأقدم الأقدم السلام والنّعمة لنا وله.
التعليقات