مفهوم الجاذبية القديم، المُستند إلى نظريات إسحاق نيوتن، أوضحه مهند أعلاه. وأما المفهوم الأجدد الذي وضعه آينشتاين فشرحه في العادة يكونُ مُعقَّداً لأنه يُؤثر على الكثير من التصوّرات الأخرى في علم الفيزياء، لكنه في الأساس يقومُ على فكرة أن الأجسام كبيرة تُحدث تغيّرات في شكل الفضاء، وبالتالي تُجبر الأشياء التي حولها على السير بخُطوطٍ غير مُستقيمة لو كان وزنها أقل.
مثلاً، لماذا تدورُ الأرض حول الشمس في مسار دائري؟ السَّببُ ليس أن الأرض اختارت أن تسير في دائرة، بل لأنَّ شكل الفضاء من حولها أصبح مثل شكل دائرة.
فكّر في الأمر بهذه الطريقة: تخيَّل نفسك مكان الأرض. أنت تمشي طوال الوقت بسُرعة ثابتة نحو الأمام، دُون أن تغيّر من اتجاهك. بالنسبة لك، فأنت تعتقدُ أنك تمشي بخطٍّ مُستقيم إلى ما لا نهاية. لكن كلَّ فترة ستتفاجأ بأنَّك عُدَّت إلى نفس المكان الذي كنتَ فيه. ليس لأنك قرَّرت تغيير اتجاهك، بل لأنَّ هذا هو شكل الفضاء.
سيحدثُ نفس الشيء لو رسمتَ خطاً مُستقيماً على ورقة، ثُمّ لففتها حولَ نفسها بحيثُ يتحوَّل ذلك الخط إلى دائرة. هذا ما تفعله الشّمسُ بالأرض.
هذا أيضاً ما يحدثُ لجميع الأشياء الموجودة على الأرض، مثلك أنت، لكني شرحتُها في الفضاء أولاً لأنّي أجدُ استيعابها أسهل هُنَاك. عندما تسقطُ تفاحة من على الشجرة، فذلك لأنَّ شكل الفضاء من حولها مُتَّجه نحو الأسفل، ولذا فهي مدفوعةٌ بطبيعتها للسّقوط نحو الأرض.
التعليقات