القراءة يمكن أن تكون نشاطا ثقافيا وترفيهيا، يمكن أن تحسن من جودة حياتنا وصحتنا النفسية، لكني أتساءل! هل هي مجرد هروب من الواقع أم وسيلة لتطوير الذات؟ ما رأيكم وكيف ترون آثارها على شخصيتكم وسلوككم ؟
القراءة: هل هي مجرد هروب من الواقع أم وسيلة لتطوير الذات؟
القراءة مثل الطعام ناكله فينقسم جزء يغذي الدم وجزء يغذي العقل وجزء يغذي العضلات و...و... والقراءة بعضها يغذي السلوك وبعضها يغذي الخيال وبعضها يغذي التفكير و...و... ونعم فالقراءة تؤثر في سلوكنا وشخصيتنا وتجعلنا نبدو أكثر هدوءا واكثر فخامة.. تقلل الضغوط وتطور الذات ... تعمق افاق الحاضر وتوسع افاق المستقبل وتستعمل كمهرب من الواقع الشخصي أن كان غير مرغوب.. القراءة وجبة روحية
أعجبني وصفك للقراءة بأنها كالوجبة الروحية تغذي عقولنا وتثري خيالنا. فالقراءة تساعد على التخلص من الضغوط وتطوير الذات وتوسيع آفاق الإنسان، لكني أرغب في الإشارة إلى أنّه لا يجب أن نعتبر أن جميع الكتب والمؤلفين والكتّاب ينطبق عليهم هذا الوصف، فيجب على القارئ الفطن أن يتحرى مصادر القراءة الخاصة به ولا يقرأ لأي كان فقط لأن ذلك الكتاب أو تلك الرواية أصبحت تريند فما أسوء بعض التريندات اليوم.
أتفق معك في ان القراءة تحقق الأمرين معا: هروب من الواقع وتطوير للذات. فحتى الرواية في طابعها القصصي تكشف لنا عن عوالم أخرى وخبايا نفسية لأشخاص بتجارب تختلف عن تجاربنا في الحياة. كما تعرفنا على ثقافات وتفاصيل بلاد بعيدة بشكل مشوق. هذا إضافة إلى تحسين الزاد اللغوي وقدرة الفرد على التعبير.
شخصيا أحاول دائما مطالعة الروايات بلغات أجنبية لزيادة رصيدي اللغوي، كما أنصح دائما بالإقبال على المطالعة بدل مشاهدة الأفلام التلفزيونية لأنهما تجربتان مختلفتان والقراءة تعد أعمق وأكثر إفادة.
القراءة التي نمارسها هنا في مصر وسوريا وعموم المنطقة العربية نعم هي هروب من الواقع، ولكن أحبّ أن أصحح المصطلح بشكل أكبر وأقرب من الحقيقة، الحاصل برأيي ليس هروب من الواقع دائماً، أحياناً القراءة قد تمنح صاحبها إحساساً وهمياً بالإنجاز في بيئة تعجز أحياناً بها عن التقدّم بها بأي مطرح من مطارح حياتك ومهاراتك، لتأتي القراءة التي تستطيع أن تقوم بها من المنزل عنصراً فاعلاً في إضافة هذا الشعور الزائف الذي يقول لك بأنّك تحاول، ولذلك معظم من يقرأ الروايات والكتب يصعب عليه أن لا يقول لغيره عبر وسائل التواصل الاجتماعي بأنّه قرأ الرواية الفلانية أو الكتاب العلاني، هو يقوم فوراً بإعداد مراجعة أو كلام عن الكتاب أو الرواية لينشره، حتى ولو لم يُعجب كثيراً بما قرأ، هذه العملية تضيف إليه عاملاً نفسياً برأيي يحتاجه فعلاً، تقول له: أنت موجود - ما زالت لديك أنشطة فعلاً تقوم بها وأمور تنجزها!
بناءا على تجربتي يا أختي إكرام يمكنني القول إنها يمكن أن تكون واحدة من الاثنين أو كليهما معًا. فمن ناحية، قد تقدم القراءة فرصة للاستمتاع بقصص مختلفة والغوص في عوالم خيالية تعمل كملاذ مؤقت من ضغوط الحياة. ومن ناحية أخرى، تعد القراءة وسيلة لاكتشاف وتوسيع مفاهيمنا وفهمنا للعالم، وتعزز القدرة على التفكير التحليلي والتعبير عن الآراء بشكل أفضل.
ما رأيكم وكيف ترون آثارها على شخصيتكم وسلوككم؟
أعتقد أن القراءة ليست مجرد هروب من الواقع، بل هي وسيلة لتطوير الذات والتعلم من تجارب الآخرين. القراءة تمنحنا فرصة للتفكير بشكل نقدي وتحليلي عن الأمور المختلفة، وتوسع من مداركنا ووجهات نظرنا. كما أن القراءة تحسن من مهاراتنا اللغوية والكتابية، وتزيد من ثقافتنا العامة. بالإضافة إلى ذلك، القراءة تعزز من قدرتنا على التعاطف والانتماء مع الآخرين، سواء كانوا حقيقيين أو خياليين. أما بالنسبة لآثارها على شخصيتي وسلوكي، فأنا أشعر بأن القراءة جعلتني أكثر فضولا ومبادرة لاستكشاف أمور كثيرة جديدة ومناقشة المواضيع بشكل إبداعي أكثر وتخصصي خاصة حينما أقرأ الكتب في مجال تخصصي الأكاديمي، أما الأثر الموضوعي للنقاش جعلني أكثر احتراما وتقديرا للتنوع والاختلاف.
التعليقات