«خـــــــــــليلىّ هذا ربع عَـــــزّة فٱعقلا ** قلوصيكما ثمّ ٱبكيا حيث حلّــــــــــتِ
وما كنت أدرى قبــــــل عزّة ما البكا ** ولا موجعـــــــــات الحزن حتّى تولّتِ
وكانت لقطع الحبــــــل بيني وبينها ** ڪناذرة نذرا وفت فأحـــــــــــــــــــــــــلّت ِ
فقلت لـــــــــــــها: يـــــــا عزّ كلّ مصيبة ** إذا وُطِّنت يوما لها النّفـــــــــــس ذلّتِ
ولم يلق إنســـــــان من الحبّ ميعة ** تعمّ، ولا عميــــــــــــــــــــــــــــــــاء إلّا تجلّتِ
كأني أنادي صخرة حين أعرضت ** من الصّمّ لو تمشي بها العيس زلّتِ
صفوحا فما تلقاك إلا بخـــــــــــــــــــيلة ** فمن ملّ منها ذلك الوصل مــــــــــــلّتِ
أباحت حمى لم يرعه النّاس قبلها ** وحلّت تلاعا لم تكن قــــــــــــبل حلّتِ
أريد الثّواء عندها وأظنّهــــــــــــــــــــــــــا ** إذا ما أطلنا عندها المــــــــــــكث ملّتِ
يكلّفها الغيران شتمي وما بهــــــــــــــا ** هواني ولكن للمليك استـــــــــــــــــــذَلَّتِ
هنيئا مريئا غير داء مُخَـامـــــــــــــــــــر ** لعزّة من أعراضنا ما ٱستحـــــــــــــــــلّتِ
فإن تكن العتبى فأهلا ومرحبــــــــــا ** وحقّت لها العتبى لدينا وقــــــــــــــــــلّتِ
وإن تكن الأخرى فإنّ وراءنـــــــــــــــــا ** مناويح لو سارت بها الرّئم كــــــــــــلّتِ
أسيئي بنا أو أحسني لا مَلُومـــــــــــة ** لدينا، ولا مقليّة إن تـــــــــــــــــــــــــــــــقلّتِ
ووالله ما قاربت إلّا تباعــــــــــــــــــدت ** بصرم، ولا استكثرت إلّا أقــــــــــــــــلّتِ
ووالله ثمّ الله ما حلّ قبلهــــــــــــــــــــــا ** ولا بعدها من خلّة حيث حـــــــــــــــلّتِ
وما مرّ من يوم عليّ كيومهــــــــــــــــا ** وإن كثرت أيّام أخرى وجــــــــــــــــــــلّتِ
فوا عجبا للقلب كيف اعترافــــــــــه ** وللنّفس لمّا وطّنت كيف ذلّــــــــــــــــــتِ
وإنّي وتهيامي بعزّة بــــــــــــــــــــــعدما ** تخلّيت ممّا بيننا وتخـــــــــــــــــــــــــــــــلّتِ
لڪالمرتجى ظلّ الغمامة كـــــــــلّما ** تَبَوَّأ منها للمَقيل ٱضمحَــــــــــــــــــــــــلّــتِ» اهـ.
[«الشعر والشعراء» لأبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (المتوفى: 276هـ)، (1/505-507)]