مَن معاذ الهراء مؤسس علم الصرف؟
معاذ بن مسلم الهراء العلَّامة مؤسس علم الصرف. كنيته أبو مسلم، وقيل أبو علي
وُلد في حياة عبد الملك بن مروان، وقيل في عهد يزيد بن عبد الملك، وهو من موالي التابعي محمد بن كعب القرظى المتوفى عام 117ه، وقيل غيره.
وسُمي الهراء لأنه كان يبيع الثياب الهروية من مدينة الهراء، وكان شيعيًّا مواليًا لآل البيت، وكان صديقًا للشاعر الكميت بن زيد، وكان شاعرًا ولكن شعره قليل، وعُمِّر عمرًا طويلًا حتى مات أولاده وحفدته.
وقال عنه عثمان بن أبي شيبة: (رأيت معاذ بن مسلم الهراء وقد شد أسنانه بالذهب مِن الكبر). وكان لا يتحدث عن عمره الحقيقي.
وحكى بعض كتابه قال: (صحبت معاذ بن مسلم زمانًا، فسأله رجل ذات يوم: كم سنك؟ فقال: ثلاث وستون، قال: ثم مكث بعد ذلك سنين وسأله: كم سنك؟ فقال: ثلاث وستون، فقلت: أنا معك منذ إحدى وعشرين سنة،
وكلما سألك أحد: كم سنك؟ تقول: ثلاث وستون! فقال: لو كنت معي إحدى وعشرين سنة أخرى ما قلت إلا هذا!).
حياة معاذ بن مسلم الهراء العلمية
أخذ معاذ بن مسلم الهراء العلم عن عطاء بن السائب، وجعفر الصادق. وممن أخذ عن معاذ العلم الكسائي (أحد القراء السبعة ومن علماء النحو) وعبد الرحمن المحاربي المتوفى عام 195ه، ونُقلت عنه حروف في القراءات.
وكان يُلقب بشيخ النحو، وكان هو وابن أخيه العلامة اللغوي أبو جعفر الرؤاسي مشتغلين في علم النحو، ولكن غلب على معاذ حبه للأبنية الصرفية.
ونص الإمام جلال الدين السيوطي في «الوسائل في الأوائل»: أن أول من وضع التصريف معاذ الهراء.
ونص أيضا على ذلك في كتابه (المزهر في علوم اللغة وأنواعها)، ولمعاذ بن مسلم الهراء كتب كثيرة في النحو، ولكنها ضاعت مع الزمن.
من أقوال معاذ بن مسلم الهراء
سُئل معَاذ عَن أشعر النَّاس فَقَالَ: من الجاهليين امرؤ القيس وزهير وعبيد بن الأبرص، ومن الإسلاميين الفرزدق وجرير والأخطل. فقيل له: يَا أَبا مُحَمَّد، ما رأيناك ذكرت الكميت؟ قال: ذاك أشعر الأولين والآخرين.
من شعره
وأشار معاذ على صديقه الكميت بن زيد بالخروج من عمل خالد القسري، وقال هو شديد العصبية على المضرية، فلم يقبل منه، فلما قبض خالد على الكميت وحبسه اغتمَّ لذلك معاذ فقال:
نصـــحتك والنصــيحة إن تعــدَّت هـوى المنصـوح عـزَّ لهـا القبول
فخــالفت الــذي لــك فيـه رشـد فغالــك دون مــا أملــت غــول
وعــاد خلاف مــا تهــوى خلافــًا لــه عــرض مــن البلـوى وطـول
ما قيل في معاذ الهراء
وقال الشاعرالمشهور أبو السري سهل بن أبي غالب الخزرجي في معاذ هذه الأبيات:
إن معاذ بن مسلم رجل ليس لميقات عمره أمد
قد شاب رأس الزمان واكتهل الدهر وأثواب عمره جدد
قل لمعاذ إذا مررت به قد ضج من طول عمر الأمد
يا بكر حواء كم تعيش وكم تسحب ذيل الحياة يا لبد
قد أصبحت دار آدم خربت وأنت فيها كأنك الوتد
وفاته
توفي معاذ بن مسلم الهراء عام 190ه
، وقيل عام 187ه في مدينة بغداد في عهد هارون الرشيد.