أعمل في مشروعي الصغير حالياً، أحاول أن أبني منتجاً وأشقّ طريقي بين منتجات الأخرين والأسواق، أحاول لذلك أن أتعلّم من رجال الأعمال ورّواد الأعمال، أراقب أصدقائي فأراهم جميعاً يراقبون روّاداً بحجك مارك زوكّربرغ وأيلون ماسك وغيرهم، لذلك أريد رأيكم في هذه المسألة: أيّهم أحسن، أن أتعلّم من عقليات رجال أعمال يديرون منشآت ضخمة كمارك زوكّربرغ مثلاً، أو رجال أعمال ومستقلين بمشاريع صغيرة مثلي؟ ولماذا؟
أيهم أحسن، أن أتعلم من عقليات رجال أعمال يديرون منشآت ضخمة كمارك زوكربرغ، أو مشاريع صغيرة مثلي؟ ولماذا؟
لا أستطيع أن أقارن بين الخيارين، أيها أفضل؟ كلاهما جيد في الواقع.
سأتحدث عن تجربتي الشخصية، قبل أن أجيبك عن سؤالك:
أتابع الكاتب ورائد الأعمال سيمون سينيك، ومن خلال كتبه ومحاضراته تطورت أفكاري، وفي كل تدريب، أو فرصة عمل، أشعر بأنني أفكر بطريقة مختلفة، ودائما أسمع العديد من التعليقات الإيجابية حول اقتراحاتي ومناقشاتي.
وفي نفس الوقت، أتابع الرياديين وأصحاب المشاريع الصغيرة، لأن النجاح عدوى، فكلما اختلطت بالناجحين، زادت رغبتك في أن تصبح مثلهم، بالإضافة إلى أن كل شخص منهم لدية على الأقل فكرة أو مهارة ستتعملها منه أو منهم.
وللإجابة على سؤالك، إن متابعة كلا الشريحتين جيد لك، لأن مارك وايلون ماسك ألهموا العالم وأحدثوا فرقا في طريقة حياتنا، فالأول أوجد منصة عالمية أصبحت أكبر المنصات التي تضم الملايين، والآخر غير العالم بابتكاراته المتعددة في مجال السيارات وغيرها من المجالات المتجددة باستمرار.
أن تتابع مثل هذه الشخصيات العالمية، يعني أن تتوسع دائرة أفكارك، أن تؤمن بأنك تستطيع أن تفعلها، كما فعلها مارك وماسك! هناك فيديو شهير للحظة إطلاق صاروخ شركة سبيس إكس لإيلون ماسك حقا إنه فيديو تحفيزي، يشعرك كم أن هذا الكون صغير ومتحد، وبأنك جزء من هذا الكون، هذا يعني أنك تستطيع تغيير العالم!
وبالنسبة لأصحاب المشاريع الصغيرة، إنهم أفضل محفز لك، فهم يشاركونك البيئة، وطبيعة الحياة، عند متابعتك لهم، ستتوقف عن خلق الأعذار، ولن تتوانى أبدا عن تحقيق النجاح، فكما فعلوها هم، بإمكانك فعلها أنت أيضاً.
أتابع الكاتب ورائد الأعمال سيمون سينيك، ومن خلال كتبه ومحاضراته تطورت أفكاري، وفي كل تدريب، أو فرصة عمل، أشعر بأنني أفكر بطريقة مختلفة، ودائما أسمع العديد من التعليقات الإيجابية حول اقتراحاتي ومناقشاتي.
لا أعتقد بأنّ هذا مثال ملائم من حضرتك، سيمون سينيك رجل رائع، أتذكّر له مقطع من 16 دقيقة من أجمل ما يمكن أن أسمع في حياتي، على أنّ سيمون سينك مُحاضِر لا رجل أعمال بالمعنى المخصص فقط، أي لا يدير شركة بليونية، أو مليونية على الأقل، فيها عشرات ملايين الدولارات، يختلف سماعك لسيمون عن سماعك لمارك بالكلية، الرجلين لا يمكن أن يتشابها في نمط الحياة والتفكير، فكلاهما في سياق حياة مختلف وأعمال مختلفة، الأول يحاضر والثاني يُنتج.
في عالم التسويق وريادة الأعمال، أسس سيمون سينيك مفهوم "لماذا" وهو أكثر مفهوم شائع الآن لكل شخص يريد أن يتحدث في هذا المجال، وهذا يعني ابتكار، والابتكار أو النجاح لا يقاس بعدد الدولارات.
للمحتوى قيمة كبيرة في أن تلهم غيرك وهذا ما فعله سينيك! وهو صاحب كتاب start with why
أنا أؤمن بقوة المحتوى ومدى تأثيره في عالمنا ، وما يلهمك قد لا يلهمني والعكس صحيح أيضاً!
وكما ذكرت في نقاشات أخرى، لكل شخص منا زاوية لا ينبغي أن تقتنع بها، ولكن واجب عليك أن تحترمها.
وأنا أومن جداً بما يقدّمه محتوى الإنترنت بكل تأكيد، ولكن ما أطرحه هنا في هذه المساهمة هي العلاقة بين المستثمر أو المنتِج الذي معه بليون دولار وأكثر ونصائحه مع مستثمر ورائد أعمال لمشروع متناهي الصغر ونصائحه، سيمون سينيك على براعته يبقى ميّال أكثر لأن يكون مُحاضِر، أي معلّم، يشتغل على صناعة المحتوى والكتب والمقابلات أكثر من إنتاج المشاريع والمنتجات.
أنا أؤيد التعلّم من كليهما. فكبار رجال الأعمال تتعلّم منهم الدروس بشكل تراكمي إذ أنّ بلوغهم هذا الحد من النجاح يعني أنّ هناك الكثير من التجارب والعثرات التي مرّوا بها وتخطوها بسلام. نستطيع أن نتعلّم المرونة من هؤلاء وكيفيّة إدارة الأزمات بفعالية والتغيير الإيجابي البنّاء والمستمر. وأمّا من صغار رجال الأعمال فقد نكتسب من خلالهم عقليّة النمو Growth mindset أي القدرة على تنمية مهارات التعلّم باستمرار. وعادةً ما تتبنّى الأعمال الناشئة هذا النوع من العقليات نظرًا لقدرتها على النهوض بأعمالها الناشئة.
أنا أؤيد التعلّم من كليهما.
هذا الخلط برأيي قد يؤدّي نهايةً إلى مشاكل لا تنتهي في أمرين: الأول عمليات اتخاذ القرار عندكِ، قد تديرين منشأتك أو مشروعك بطريقة إدارة مشروع كبير وصغير بذات الوقت، بحسب ما تسمعين. وثاني أمر: العقلية ذاتها سوف تُخرّب، يمكن أن يجعلك هذا الأمر أكثر تخبطاً وعشوائية في تفكيرك الذاتي وتطبيق ما يمكن أن يُنتج، سستمة الدماغ كلّها سوف تختلف وبرأيي هذا يسبب ضرر أكثر من نفع بكثير.
رأي يا ضياء من رجال أعمال ومستقلين بمشاريع صغيرة مثلك ، بالطبع الناجحين. عليك بالإجتماع بهم و فهم كافة التفاصيل و الخطوات و الأسرار و الإستعانة بهم في بدأ المشروع و خطواته الإدارية الأولى و التعاملات المالية و الضرائب و يا حسن الصدف إن كان أحدهم يعمل في نفس الصناعة أو القطاع.
لماذا؟
لأنك ببساطة لن تستطيع الإجتماع بإيلون ماسك و سؤاله كما تريد. الخبرة لا تأتي من مقالاتهم بل من مناقشتهم.
إن إستطعت، سأكون ممتن إن أتيت معك هذا الإجتماع. :-)
لأنك ببساطة لن تستطيع الإجتماع بإيلون ماسك و سؤاله كما تريد. الخبرة لا تأتي من مقالاتهم بل من مناقشتهم.
يبدو لي حضرتك بأنّك غير مؤمن نهائياً بقدرة الفيديوهات والمحاضرات المُسجّلة فيديوياً على تغيير عقلية من يتعلم وبأن قدرة هذه الأمور على إحداث تغيير ضعيفة وتحتاج إلى لقاءات ومحادثات مباشرة، محادثات تتم وجه لوجه، مؤمن حضرتك بالحوار، والأخذ والردّ، هذا منطقي، ولكن نفي قدرتنا على تشرّب معلومات من الكتب والمقاطع الفيديوية هو أمر أشكّ به للصراحة كثيراً، ربما لإنني معتمد عليه خلال الفترة الطويلة الفائتة.
أيّهم أحسن، أن أتعلّم من عقليات رجال أعمال يديرون منشآت ضخمة كمارك زوكّربرغ مثلاً، أو رجال أعمال ومستقلين بمشاريع صغيرة مثلي؟ ولماذا؟
حسب متابعاتي وتجاربي الصغيره جدا وتجارب معارفي، انصح بأن لا تتسرع في اتباع اي احد، عليك ان تزج بنفسك في الميدان وتحارب لتنجح فيه وتفشل لتبني خبرتك الخاصة، طبعا ستحتاج الى القراءة والاحتكاك الفعلي بالاشخاص القريبين من مجال مشروعك لكن الاهم من هكذا والاضمن ان تشق طريقك بنفسك دون احكام مسبقة، سواء ايجابية او سلبية .
بدل ذلك يستحن ان تكون لذيك اطلاعات واسعة وقراءات للاساسات الانسانية، مثل قواني القوة والسطوة وطرق الاقناع واساسيات التفاوض ووالخ .
نفي الأمرين برأيي تطرّف أو مبالغة لا يجب أن نتمثّلها، لماذا عليّ أن أنفي الأمرين؟ لا بد أنّ هناك سياق قد استفيد منه بالعمل على مشروعي، لا يجب برأيي وخاصة على رائد الاعمال أن يتوقّف عن القراءة والمتابعة الفيديوية لهذه الأمور، إن لم يكن الأمر رغبة في تحصيل معلومات، على الأقل ليكون الأمر جلسات تحفيز حقيقية تنفع مع معظم الناس في الاستمرار على الاشتغال وتطوير أساليب أعمالنا.
التعليقات