سيد محمد كباد

45 نقاط السمعة
16.2 ألف مشاهدات المحتوى
عضو منذ
أعتقد أن الكتابة المباشرة ليست بذلك السوء، وأنها أحيانا تكون أصعب من الكتابة الأدبية.
مع الأسف، لن يستغني المرء عن الحفظ. المعرفة تراكمُ معلومات، وحين تغيب هذه المعلومات تغيب المعرفة. نعم، بعض الناس -حين تتوفر له المعلومة- أقدر على التحليل والتركيب من بعض، ولكن في جميع الأحوال لا بد من المعلومة الخام. وجودُ المعلومات في شريحة إلكترونية لا يغني شيئا عن أستاذ يلقي محاضرة فيسأله طالب سؤالا ما؛ ليست لدى الأستاذ رفاهية أن يفتح الجهاز ويدخل محرك بحث ويختار الكلمات المفتاحية المناسبة ويطلع على المصادر... إلخ. بالفعل، لم يعد الحفظ كل شيء كما في
مهارة الكتابة تُغذِّيها القراءة، والقراءة ليست تسلية أو شيئًا نلجأ إليه في أوقات الفراغ؛ إنما القراءة التي تصنع كاتبا -وتصنع قبل ذلك قارئا جيدا- هي القراءة المؤسَّسة والواعية.
أنا معك في الاستغراب من "حالة السيولة" هذه؛ إذ يتفاجأ المرء بغزارة إنتاج كتاب مبتدئين ومغمورين. ولكن أعتقد أن الذي يحتاجه الكاتب لكي يكون غزير الإنتاج ليس فترة زمنية معينة، وإنما هي التجربة والخبرة، وليس الناس سواء في ذلك؛ فالخبرة والنضج اللتان يكتسبهما كاتب في سنتين قد لا يحوزهما كاتب آخر في عشرة أعوام!
مرحبًا.. أنا أيضا أتعلم اللغة الفرنسية. وزيادةً على النواحي التي ذكرها الأصدقاء، لاحظتُ أن أهم نشاطٍ في عملية تعلم اللغة هو الممارسة؛ لأنها تعمل على تقوية أمرين أساسيين: 1- الحفظ: فالعبارات والجمل التي تُجهد نفسك على تركيبها واستدعائها تعلَق بذاكرتك لمدًى أبعد. 2-الملَكة: فالحديث المستمر والتواصل باللغة ينقل العبارات والجمل من مجرد معلومات إلى "طاقة" يمكن استعمالها بطريقة تلقائية وغير واعية.
من النماذج العربية أيضًا في هذا السياق: توفيق الحكيم؛ فبعد كتابته لمسرحيَّة أهل الكهف لم تلقَ رواجًا وأعرض عنها الناس، والآن هي واحدة من أشهر المسرحيات العربية على الإطلاق.
أعتقد أن العقل هو نقطة التقاء الاثنين؛ فهو جهاز ينمو ويتطور بفعل الوجود كما هو الحال مع الجسد، ولكن به نورانيةً تربطه أيضا بالرُّوح وتجعل له بعدا ميتافيزيقيا.
سؤالك الأخير هو المفتاح؛ هذا "الجزء" هو ما ينقصنا، أن نأخذ بشيء من الجدِّية في وقتها، وأن لا نبالي أيضا في كثير من الأحيان.
"وألذُّ شكوى عاشقٍ ما أعْلنا" المتنبي. صحيح أن البوح يخفِّف وأنه أسهل، ولكن الكتمان أكثر راحةً على المدى البعيد؛ لأنه يجنِّب المرء الكثير من المشاكل.
أحيانا أفكر في المشكلة ذاتها؛ أعيد ترتيب الأسئلة، وأطرح السؤال: ما الذي أريده؟ وغالبًا أجد أن "المشكلة" هي الحل بنفسها، وأن القفز إلى البدائل مباشرةً لا يجدي.
جيد جدا.. أعتقد أن المنافسة أيضا تخفض سقف الطموحات، لأن رائد الأعمال حين يكون هدفه أن يصل إلى ما وصل إليه غيره، أو أن يبقى متقدما عليه، فقط. فهو هنا يعمل على أهدافٍ دنيا؛ بدلاً مِن أن يكون هاجسُه هو "أن يتفوق على نفسه". أي أن يكون غدا أفضل من اليوم.
صحيحٌ أن الموسيقى قطعت أشواطا بعيدةً عن الشعر، ولكن الشعر لا يزال حاضرا. وحتى في الموسيقى نفسها نجد الشعر. ربما المشكلةُ أن الشعر لم يُواكبْ تطلعات الجمهور، مِن ناحية أن القراءة لم تعد فعلاً شائعا أصلا، ومِن ناحيةِ أن الشعراء لا ينزلون لمستوى الجمهور. أتفق معك في النقطة الأخيرة، كل شخص شاعرٌ بمعنىً ما.
لستُ أقصدُ أنه يلزمنا أن نكتبَ القصيدة كلنا، وإنما أن نتذوقها ونبحث عنها. لأنه في الغالب يعتبر الشعر أحد أرقى الفنون في كثيرٍ مِن الثقافات. ولا أهتمُّ هنا بنوع المحتوى الذي يبحث الناس عنه في الشعر، نبيلاً أو سخيفا، وإنما أن يكون الشعر هو الوسيط بينهم وتلك المعاني.
أعتقد أن الغريزة هي الأصل، وهي الموجِّه الأول. أما الوعي فهو محاولة تنظيم هذه الغريزة؛ وبالتالي فهو أكثر "عقلانية" منها، ولكن الغريزة هي المتحكم الفعلي في المواقف الصعبة.
مقطوعة شعريةٌ عذبة.. على أنها جسَّدت ما لا يتجسَّد.
تتسرب إلينا منظومةٌ من الأفكار والتقاليد الموروثة عبر اللغة، وتتشكل في لاوعي كل واحدٍ منا؛ بحيث لا يحس بها أصلا. على أن من الممكن تشريح هذه المنظومة، وتفكيكها، بشكلٍ خاصٍّ جدا، وواعٍ.
ما الجنون؟، الجنون مخالفةُ السائدِ عند الناس،والسائد ليس عقلانياً دائماً، وعلى حدِّ تعبير نزار قباني: «ذروة العقل يا حبيبي جنون» ، لو وصفتِ أبا نواسٍ -مثلا- بالجنون كردِّ فعلٍ على أعمالِه الأدبيَّة لَاطْمأنَّ لهذا الوصف وأحبَّه. ثمَّ إننا نُناقشُ الشعرَ مِن حيث أدبيتُه؛ أي محدِّداتُ الحسن فيه، أما مضمونه والرسالةُ التي يريد توصيلها فذلك شيءٌ آخر.
أعترف أن الشاعر يبالغ في هذه المقالة -والمبالغة جزءٌ مِن محاولاتِ الطرافة-، ولكن نظريته صحيحةٌ نسبيا؛ نعم، يختلف كل واحدٍ مِن شعراء الجاهلية الآخر، ولكن بدل أن يبكوا كلهم على الأطلال، ويختلفوا فقط في نوع البكاء، لمَ لا يبكي كلُّ واحدٍ منهم على شيءٍ آخر، أو لا يبكي أصلا!. ماذا لو بدأ أحدهم قصيدتَه بِــالضحك على الأطلال؟
ينبغي أن يستفيدَ الآباء والمربُّونَ مِن هذه النقطة؛ عدم إصدار الأوامر، احترام الطفل أو الطالب ومعاملته كمسؤول.
هذه أساليب مفيدةٌ جدا في عملية الإقناع. وأضيف اعتقادي أنه لكي تجعل شخصاً يقتنع بفكرتك تحتاج إلى أن تبدي الاهتمام برأيه، وأن تتنازل أحياناً عن جزءٍ مِن فكرتك.
لا شك أنه هكذا تكون البدايات، وأن هذه طريقة مفيدة يلجأ المرء في بداياته، ولكنها بعيدة عن الإتقان.
هي سلاحٌ حادٌّ فعلاً، ولكن هل هو نقدي!ً؟ لا أعتقدُ أن أحداً تُطرَحُ له فرضياتٌ اشتغل عليها أصحابُها بكلِّ جدِّية فيُقابِلُها بتهكُّمٍ بديع، أو سخريَّةٍ جذابة، لا أظنُّ هذا شأن المهتمِّين والمطَّلعين.
أعتقد أن الواقعيةَ هنا تتعلقُ بالتسلسل الذي تأخذه القصةُ منذ البداية؛ والقصة بأكملها هي التي تحدد إمكانية النهاية السعيدة أولا. ولكن إذا تحدثنا عن هذه السمة العامة، وهي تقبُّل الناس واطمئنانهم إلى النهايات التعيسة، فإني أستحضر قول الكاتب الأرجنتيني (بورخيس) حين قال: إن إحدى مبائس عصرنا أننا لم نعد قادرين على صنع السعادة؛ فبمجرد أن يبدأ كاتب في سرد قصة فإن الجمهور كله سيتنبأ بنهاية حزينة!.
أعتقد اتباع الخطة المحكمة جزءٌ مِن المهارةِ نفسِها، والغالب أن الذي يتعلم اللغة على نحوٍ منظمٍ يستفيد منها أكثر. مِن المُعين جدا على اكتساب اللغةِ إقحامُها في ميدانٍ يُحبُّه المتعلم؛ مثل قراءة القصص، أو الحديث مع شخص مهم، أو خطابٍ خاص..إلخ. كلُّ ذلك مِن شأنِه كسرُ الحواجز بيننا واللغة الجديدة.
"سيري ببطءٍ يا حياة لكي أراك بكامل النقصان فيَّ". درويش. نحتاج فعلاً إلى الاستمتاع بالعاديِّ واليوميِّ، والشيءِ المتاح. هي لحظات عاديةٌ جدا ولكننا في لحظةٍ ما سندرك قيمتها، وأنا لم نكن نعيشها بكثافة.