سيد محمد كباد

45 نقاط السمعة
15.7 ألف مشاهدات المحتوى
عضو منذ
7

لماذا نُحبُّ الماضي..؟

وكَيفَ اِلتِذاذي بِالأَصائِلِ وَالضُحى إِذا لَم يَعُد ذاكَ النَسيمُ الَّذي هَبّا ذَكَرتُ بِهِ وَصلاً كَأَن لَم أَفُز بِهِ وَعَيشاً كَأَنّي كُنتُ أَقطَعُهُ وَثبا وَفَتّانَةَ العَينَينِ قَتّالَةَ الهَوى إِذا نَفَحَت شَيخاً رَوائِحُها شَبّا يُصوِّرُ لنا المتنبي في هذه الأبيات تأثُّره بالذكرياتِ القديمة، وحنينَه إلى أزمنةٍ مضتْ، كانت مراتِع اللذات. وهو يتساءلُ إن كانَ بإمكانه التذاذٌ بأي شيءٍ إلا تلك الذكريات وتَردادُها في النَّفس. لكن اللافت في الأمر أن الشاعر ليس في حالةٍ مزرية، ولا يتعرَّضُ لأي أذى، هو فقط يُصوَّرُ أن
2

شيءٌ عن العزلة !

العزلةُ ذلك الغزالُ الشَّاردُ في أقاصي المنحدرات، والهاجسُ المحتوم الذي تُبتَلى به الفئاتُ الأكثرُ عيشاً للوجود. يعتبرها الشعراء فرصةً للخيال، ونافذةً للصَّفاء، وهي لدي الصوفيِّ راحةُ النفس، وأوانُ الاتصال بعالَم الملكوت. وفي الجانب الآخر، نجد الفئاتَ الأقل حظاً مِن التأمل، والأكثر التصاقاً بالمجتمع، لا يستطيع الواحد منهم احتمال ساعةٍ واحدةٍ دون رفيقٍ يُؤنسُه، وخليلٍ يركنُ إليه. فما العزلة؟، وماذا تفعلُه بأبنائها المخلصين؟
5

الشِّعرُ كنقيضٍ للتَّكرار

لأنَّ كلامَ المكاتيب ماتْ لأنَّ كلامَ الرواياتِ ماتْ أُريدُ طريقةَ عشقٍ أحبُّك فيها بلا كلماتْ. (نزار قباني). لقد قام الأدب في البدء على الطرافةِ، وحب الانزياح؛ محاولاً بذلك الانفصالَ عن حياة الواقع، والتعالي على الماديِّ والمتاح. ومِن هنا اكتسبت اللغة سحريتها، واستحق الشِّعرُ على العالَمينَ أن يُسَلِّموه أنفسَهم ليحلِّق بهم في معارجَ مِن الصفاء، وعوالمَ مِن الخيالِ اللطيف. ولكنَّ الشعرَ يفقدُ قدرتَه، ويتنكَّر لأصحابِه خين يتخلى عن روح الطرافةِ والإبداع فيه، ولكن مِن أين يأتي الإبداع؟. لِلحسْنِ مآتٍ عديدة، وليس