هيَ هكذا.. تهدى بها الأبصارُ وتُمدُّ موصلةً بها الأفكارُ أشياؤها وهجٌ يطلُّ بسمتهِ مقمرةٌ بضيائها الأقمارُ أحداقُ تسأل وجهها بغرابةٍ عن ماءِ أعينها إذا ينهارُ أهي الحقيقةُ تجتبى بجمالها؟ أم فتنةٌ تزهو بها الأنظارُ؟ م. الامين
الرحلة الحبلى
حبلى! وهذا الليل يورِقُ رملهُ ومسافرا.. أعياهُ في الغدِ ظلهُ ويسير.. كالرجل المسن حنينه! لم يستسغ ماء تغَيرَ شكلُهُ تعبُ الحياةِ يحيطه.. وبه مدى منهُ فسيح! والصحاري سيلُه إما على ظمإ توكأ موقنا! يشدو على عزف السراب محلُّه ينتابه -في رحلة البحث- الهوى! متشظيا.. دون المدى أو جلُّهُ والمرأة: الكلماتُ دون كنايَة سطحية! وهو المجاز وقوْلُهُ.. ومكافحا -لم ينتبهْ إلا على عرقٍ تساقط منه وهو يعلهُ متوسدا صخب الزمان! ومخبتا في روحهِ ويدُ الحياةِ تُذِلُّه! قدْما تشكاها المحس.. ومابه إلا
الصراع بين الإنسان والزمن.. هل سنقدم مزيدا من التنازلات؟
من الزمن الغابرِ.. بدأ الإنسانُ يتنازل شيئا فشيئا عن الأخلاقِ، والفطرة الأولى التي فطر الله الناس عليها، ولم يقف هذا التنازل عندَ أي حد؛ بل هو مستمر، ويفرضه الزمنْ. يمكن أن نصف ما نحن بصدده "صراعا": طرفاهُ: الزمن والإنسانُ. فكلما وصل الإنسان -على مر التاريخ- مرحلة ما من التطور، نجدهُ في خضم تلك "الحداثة" يقدم التطور على حساب الأخلاقِ. في القديم: كان العربي مفضالا له من الأخلاقِ ما يكاد الشعر (باعتباره الحاضنة الثقافة) يضيق عن احتوائه، كالجود والكرم والغيرة... ومع
هل يمكن أن نحدد مكامن الجمالية؟
الآنَ فتحتُ ديوان المتنبي على أمل بالرغدِ من الشاعرية، والرؤى التي تمتد مثخنةً بالإبداعِ، وما في معناهُ كالحسنِ والجودةِ. وكان أول ما صادفني في الديوانِ بيتٌ من قصيدته "ليالي بعد الظاعنين شكولٌ"، وتعتبر هذه القصيدة من شعر المتنبي، ويكفي من الثناء في الشعر أن يقال للمتنبي. البيت الذي غمرني بالدهشةِ هو: وما شرقي بالماءِ إلا تذكرا لماء به أهل الحبيب نزولُ هذا البيتُ يحيلنا إلى ثنائية قديمة-جديدة تناولتها أيادي الكتاب، وأقلام النقاد قديما وحديثا. هي ثنائية الشكل والمعنى في صبغة
العلاقاتُ بينَ جدية الواقع ومرونة الافتراض..
هل يمكن أن نتصور أن الإنسان يستطيع أن يستبدِل العلاقات الواقعية بالعلاقات الافتراضية؟ وجاهة هذا التصور مقبولةٌ شيئاما، باعتبار الاهتمام الوافر الذي نوليه للعوالم الرقمية (الافتراضية)، ولأننا نتخذها ملجأ وملاذا، وطريقا فسيحا للهروب من الواقع وإكراهاته، والظروفِ وصعوباتها وكل أشيائها غير المريحة، ونظرا لرحابة هذه العوالمِ، واستطاعة المرء أن يزيف فيها الحقائق، أو يخفيها على الأقل. فنحن في الحياة العادية نجدُ أنفسنا في حاجة ماسة إلى الاستجمام عن العالم الواقع. والبديل الرحبُ، الذي يشعركَ عند بناء عواطف فيه -ناقصة من