السبب الذي يجعل الناس يقومون بتخريب نجاحهم بأيديهم في رأيي هو الخوف من المجهول. النجاح ليس مجرد وصول لهدف، بل يفرض على الإنسان مسؤوليات جديدة وتحديات أكبر، وهذا ما يجعل البعض يشعرون بأنهم غير مستعدين لمواجهة المرحلة التالية. الخوف من الفشل فيما بعد، أو من التزامات إضافية لم يكونوا مستعدين لها، يدفعهم أحيانًا للتراجع أو حتى لتخريب ما أنجزوه، حفاظًا على شعورهم بالأمان الحالي رغم أنه أقل فائدة على المدى الطويل. نفس الشيء حدث مع صديقتي، حيث كان خطيبها يرى
0
أعتقد أن السبب الأساسي وراء هذا السلوك يعود إلى طريقة التنشئة نفسها التي نشأ عليها الأب والأم. كثير من الأهالي الذين يعبرون عن حبهم بالقسوة أو التوبيخ هم في الأصل تربوا على نفس الأسلوب، حيث كان الحب مرتبطًا بالإنجاز والطاعة وليس بالاحتواء والقبول غير المشروط. هم ينقلون ما تعلموه على أنه الطريقة “الصحيحة” للتربية، معتقدين أنهم بذلك يحمون أبنائهم ويجهزونهم للحياة، بينما في الواقع تصل الرسالة عكسية أحيانًا وتشعر الابن بأنه غير محبوب لذاته. وبمعنى آخر، هذه الطريقة ليست بالضرورة
أحزنني جدًا هذا الخبر وحزنت أكثر بسبب عدم اهتمام أهل الولد بأمر مرضه بالشكل الذي يستحقه. من المحزن أن يتم اختيار الدرجات على حساب صحة الطفل وحياته، فهذا موقف صعب ومؤلم حقًا. لهذا السبب خلال عملي كمعلمة، أنصح الأطفال دائمًا بعدم الحضور للمدرسة في حالة المرض تجنبًا لزيادة حالتهم سوءًا، وفي نفس الوقت لحماية بقية الطلاب من العدوى. بعض أولياء الأمور يتجاوبون ويمنعون أطفالهم المرضى من الحضور، وبعضهم الآخر للأسف بعقلية غريبة يحضر الطالب للمدرسة حتى لو كان على جهاز
أنا أيضًا لا أحب كرة القدم، كان أبي رحمه الله يحب مشاهدة المباريات ولكنه لم يكن متعصبًا، بل فقط يراها بغرض التسلية والمتعة. أعتقد أن المشكلة فينا نحن أنفسنا، حين نقدس أشياء في غاية التفاهة على حساب أمور أخرى نراها عادية رغم أنها في الحقيقة مصيرية، وهذا ما يجعل كرة القدم تتحول أحيانًا إلى سبب للخلاف والتوتر بين الناس بدل أن تكون مجرد لعبة ممتعة. منذ فترة سمعت عن شخص لم يتحمل قلبه صدمة خسارة فريقه فتوفى بسكتة قلبية! نحن
كما قلتِ العلاقات مجهود مشترك، وبرأيي لو حاول كل من الزوجين تقدير بعضهما البعض وعدم السماح لمشاكلهما بالخروج خارج المنزل لأي أحد مهما كان مستوى قربه من الأسرة، سيكون ذلك خطوة كبيرة نحو الحفاظ على العلاقة. وفي نفس الوقت، من الضروري عدم نشر أي شيء شخصي على مواقع التواصل الاجتماعي، فهذا أمر في غاية الأهمية لحماية خصوصية العلاقة ومنع التأثير السلبي على الشريك وكذلك منع التنظير وتدخل الآخرين.
وماذا لو كانوا في مكان من تحطمت سيارته أو تعرض لضرر حقيقي، هل سيقولون حينها معلش كما يفعلون مع الآخرين؟ الناس أحيانًا في غاية الاستفزاز، ويظهرون سلام نفسي طالما أن الأمور لا تخصهم مباشرة. أنا شخصيًا أعتبر هذا منتهى الأنانية، فالتعاطف يجب أن يكون حقيقيًا وليس مجرد موقف تحفظ فيه نفسك من الانزعاج دون مراعاة حقوق الآخرين.
بصراحة أرى هذا التصرف أنانيًا جدًا، فمحاولة إزاحة موظف متميز لمجرد أنه قد يكون منافسًا أو له نفوذ، يعكس غياب الثقة وروح التعاون داخل المؤسسة. لماذا لا يقوم أصحاب المناصب بحل بديل أكثر عقلانية وإيجابية، مثل تشجيع الموظف المتميز على المشاركة في وضع السياسات أو استغلال قدراته لتطوير الفريق كله؟ التعامل مع الأفكار المختلفة لا يجب أن يكون تهديدًا، بل فرصة لتعزيز الإبداع وتحقيق أهداف العمل بشكل أفضل. المركز الواحد للقرار ليس بالضرورة أن يُحافظ عليه على حساب المواهب، بل
للأسف هذا النوع من الشكاوى هو ما تتحرك فيه الشرطة أو الجهات بسرعة تقريبًا، وأتمنى لو يتم اتخاذ نفس الإجراءات الدقيقة والفورية في القضايا الحرجة الأخرى مثل خطف الأطفال، السرقة، وما شابه. لو تم تطبيق هذا المبدأ على كل الحالات، لكان المجتمع أكثر أمانًا وأكثر شعورًا بالعدل. والحل الحقيقي يبدأ من تطهير عناصر الشرطة وتعزيز الرقابة والمساءلة، لضمان أن كل بلاغ يُؤخذ على محمل الجد، وأن الإجراءات تكون سريعة وفعالة، بما يحقق الأمان لكل فرد في المجتمع.
يكفي شعورنا العميق بأن ديننا جزء منا، يظهر في كل تصرف ونظرة وكل لحظة نعيشها، ليجعلنا ندرك أنه ليس مجرد معتقد نؤديه، بل هوية نعيشها بكل تفاصيل حياتنا. بل أكثر من ذلك، يجعلنا نرى العالم بعين مختلفة، نتعامل مع الناس بلطف ورحمة، ونسعى دائمًا لترك أثر إيجابي في حياتهم، فتتحول حياتنا اليومية كلها إلى انعكاس حي لقيم ديننا ومبادئه.
ببساطة نخاف أن نكون أنفسنا أمام المجتمع لأن ما نفعله يرتبط في كثير من الأحيان بحياتنا وأعمالنا، فمثلاً لو لم نتجمل في عملنا ونحاول تحسين صورتنا أمام رؤساء العمل، قد نواجه الحكم علينا بطريقة سلبية أو فقدان فرص مهمة. لهذا نميل إلى إخفاء بعض جوانب شخصيتنا وارتداء قناع يظهرنا بما يرضي الآخرين، وفي الوقت نفسه يحمي مكانتنا ويجعل تعاملنا مع المجتمع أكثر سهولة وراحة، حتى لو شعرنا أحيانًا أننا نفقد جزءًا من حقيقتنا في هذه العملية.
أنا ابنة وسطى، وبصراحة أشعر أنني مميزة جدًا، خاصة أن أبي رحمه الله كان يعاملني بحب واهتمام، وهذا جعلني أشعر دائمًا بأني مرئية ومسموعة وكأنني محاطة بدفء لا يضاهيه شيء. ومع أن كون الابنة الوسطى قد يكون له تحدياته طبعاً، إلا أن الحب والاهتمام الذي تلقيته منحني شعورًا بالتميز والأمان الذي يظل يرافقني دومًا.
لأنها كما ذكرتِ تختار الأمور الغريبة وغير المألوفة التي تعلم أن الناس سيستهجنونها ويستهزئون بها، وبمجرد أن يكثر الحديث عنها لغرابتها، يجد الجميع أنفسهم متسابقين لامتلاكها، ومن هنا تتحقق شهرتها ونجاحها بشكل طبيعي، بطريقة ذكية وجريئة تجعل من السخرية نفسها دافعًا للنجاح، وكأنها تحول كل نظرة تقلل منها وتستغربها إلى فرصة ذهبية لتكون في قلب الاهتمام.
أختى تواجه مشكلة مشابهة تمامًا في العمل، لكن الفرق أن الغيرة عند زميلتها مصحوبة بمحاولة التوقيع بينها وبين صاحب العمل، رغم أنها تعاملها بود وكأن شيئًا لم يحدث. لذلك نصحتها أن تأخذ حذرها وتوثق كل شيء رسميًا في العمل، وتحرص على إثبات نفسها بإنجازاتها ومساهماتها، والحل هنا بالمناسبة ليس مقاطعتها أو الانسحاب، لأن المقاطعة تجعلها لا تعرف فيما تفكر أو تخطط له زميلتها، وقد تُفسر كضعف أو تمنح المجال للغيرة لتتصاعد، بينما الحفاظ على التواصل المهني والودي يضع حدودًا واضحة
أعتقد أن شخصًا واحدًا غالبًا يكون سبب الخلاف الأول، لكن التفاعل المبالغ فيه أو استمرار التجريح يعود في النهاية لطبيعة التربية والخلفية النفسية لكل فرد، وكيفية تعامله مع الغضب والخذلان والخلافات. فالأصل النفسي والتربوي يحدد ما إذا كان الشخص يحافظ على الاحترام رغم الانفصال أو يسمح لمشاعره السلبية بالسيطرة على سلوكه.
يعني إذا كانت التجربة الشخصية وحدها لا تُعتد بها علميًا، فهل كل ما نراه أو نختبره يوميًا بلا قيمة؟ بالطبع لا. التجربة الشخصية تظل مهمة لفهم الظواهر على مستوى الأفراد، وهي غالبًا ما تكون نقطة البداية للاستفسار والبحث العلمي. المشكلة برأيي ليست في التجربة نفسها، بل في اعتبارها دليلًا قاطعًا يلغِي الحاجة إلى منهجية علمية، أو الاستناد إليها لتعميم النتائج على الجميع. يعني التجربة الشخصية قيمة، لكن لا تتحول إلى حكم علمي شامل إلا بعد التحقق منها بشكل منهجي.
بدون جدول زمني صارم، قد يتحول العمل الحر إلى مزيج غير مرحب به من الفوضى والشعور بالذنب. ليس دائمًا، فالبعض يجد في الحرية المرنة بدون جدول صارم مساحة أكبر للإبداع والتحفيز، ويستطيعون تنظيم وقتهم بطريقة شخصية تناسبهم دون أن يشعروا بالفوضى أو الذنب. فمثلاً، هناك مصمم جرافيك يعمل من المنزل بدون جدول محدد، لكنه يخصص كل يوم أربع ساعات للمشاريع المهمة، ويترك بقية اليوم للراحة أو التعلم أو الإبداع الحر، فيكون أكثر إنتاجية وإبداعًا من شخص ملتزم بجدول صارم يحد
صحيح لكن ليس دائمًا كذلك. هناك محتوى يمكن أن يجمع بين الجذب الفوري والقيمة الحقيقية في الوقت نفسه، فإذا صُمم بشكل ذكي، تستطيع الحيل الصغيرة أن تُوقف العين وتمنح المتلقي فرصة لاكتشاف محتوى موثوق ومفيد. المشكلة ليست في الحيل بحد ذاتها، بل في استخدامها دون تخطيط أو دون تقديم قيمة حقيقية بعد جذب الانتباه. فالسر في المزج بين الجاذبية والمضمون العميق، عندها يكون التأثير طويل الأمد، ولا يقتصر على لحظة مرور عابرة.
صحيح لكن المشكلة أن الإنسان في أغلب الأحيان حتى عندما تتكرر أمامه كل هذه الإشارات المزعجة، يبدأ فورًا في اختراع الأعذار وتبرير التصرفات، وكأن عقله يعمل بنظام تجاهل التحذيرات. فينشغل بمحاولة إنقاذ العلاقة لدرجة لا يجد فيها مساحة ليسأل نفسه تلك الأسئلة المهمة أصلًا. وهكذا يظل يمشي وسط الصراعات الداخلية والمشاكل وهو يقنع نفسه أن كل شيء بخير، بينما الحقيقة أمامه.
للأسف الإنسان لا يعرف أنه واقع في علاقة مريضة إلا بعد أن يفيق على الخراب، لأن المحب بطبعه يصدق ويعطي ويتغاضى، وكما يقولون الحب أعمى ويغطي كل العيوب بستارة وردية! فتكون الدلائل أمام عينه وهو يظنها صدفة أو سوء فهم. ثم تأتي مرحلة الشفاء، وهي صعبة وطويلة جداً، ومن يقول غير ذلك فهو بلا مجاملة كاذب، لكن يمكن الشفاء منها بالصبر، ومعرفة القيمة الحقيقية للذات واكتشافها، ووضع حدود جديدة، المهم ألا نترك أعمارنا تُهدى لمن لا يستحق.
بالنسبة لي، أرى أن العرب عمومًا لا يحبون تصعيد الأمور بسرعة فمجرد فكرة الاتصال بالشرطة تُخيف الكثيرين، ليس لأنهم مخطئون، بل لأن هناك تجارب سلبية متوارثة عن التعقيد أو الظلم الذي قد يحدث أحيانًا داخل بعض الأقسام. لذلك يميل الناس إلى السكوت أحسن أو محاولة حل الموقف بأنفسهم، حتى لو كان الحل مليئًا بالصراخ أو التدخلات العشوائية! وفي المقابل ألاحظ أن الشرطة في كثير من الدول الأجنبية تمتلك حسًا إنسانيًا أقرب للطمأنينة، تزور كبار السن، وتستجيب لبلاغ من طفل صغير
مثلاً قوانين البيت يجب أن تكون صارمة تمنع التدخين داخله وخارجه، مع أن أشرح له بهدوء الأسباب الصحية والاجتماعية لذلك، كما أحرص على متابعة أصدقائه وأنشطته خارج البيت للتأكد من أنه محاط بأشخاص يساعدونه على الالتزام بالقيم الصحيحة، وأقدم له بدائل صحية تشغله مثل الرياضة أو هوايات يحبها، بعيدًا عن التجارب الخطرة. بالإضافة إلى الحوار معه بطريقة مفتوحة، والاستماع لمخاوفه وأفكاره دون لوم مباشر، وتوضيح العواقب الواقعية للتدخين، وفي نفس الوقت وضع عواقب منطقية إذا انتهك القواعد، مثل تقليل وقت
برأيي أنتِ فقط ينقصك بعض الثقة في مهاراتك وقدراتك، وقد تكونين في الحقيقة أفضل من عدد كبير جدًا من المتقدمين، لكن شعورك بأنك إبرة في كومة قش كما تقولين هو ما يحجب قيمتك الحقيقية، وما مررتِ به في عملك السابق لم يكن فشلًا بل تجربة صقلتك وزادتك نضجًا، وكل موقف صعب تتجاوزينه يجعلك أقوى وأكثر جاهزية للفرص القادمة. تذكري أن أصحاب العمل لا يبحثون عن الكمال، بل عن شخص يعرف قيمته ويقف بثبات خلف خبراته. وللبدء بشكل عملي أنصحك بتحديث
للأسف الأب هنا تخلى عن دوره الأساسي وخان الأمانة التي وُكلت إليه، فالمسؤولية الأبوية ليست مجرد منح الحرية المطلقة للطفل، بل تشمل توجيهه وحمايته ووضع حدود واضحة لحمايته من أضرار محتملة. التعامل بهذه الطريقة يضع الطفل في مواقف خطرة ويتركه بلا مرشد، وما يُقدم على أنه حرية واختيار ليس إلا تقصيرًا واضحًا في الواجب الأبوي.