لمدّة عقد من الزمان، كانت الوجوه التعبيرية "الايموجيات" تتكفّل موضوع نقل المشاعر في المحادثات، لكن في السنين الأخيرة، اتجهت الأمور إلى طريق آخر.

العملة الجديدة أصبحت وجوه المستخدمين نفسها، وهي تقوم ببعض الحركات وتُوحي ببعض الإيماءات. نحن نحبّ تعابير الوجه منذ القدم، فهي تبني نوع من الثقة والتآصر. أضف إلى ذلك أنّ بيئة تيك توك تضمّ عدد كبير من الشباب، وفيهم عاطفة، ومزايا المنصّة تسمح لك بإضافة أغنية أو مقطع موسيقى على إيماءات الوجه. هذه وصفة شيوع "وجوه تيك توك"

سناب جات كان فيه نفس الخواص، كان تصميمه يحفّز مستخدميه على تصوير وجوههم، لكنَّ تداول الصور كان يكون بين الشخص وأصدقاءه الذين اختارهم. كان هناك نوع من "الولاء" في سناب جات. أما تيك توك فهي تفتح هذه العملية على أنظار العامّة، وتجعل الجموع كلّها تشاهد المقاطع المصوّرة.

مقال على Vox تناول هذه النقطة (1) ونقل بعض أمثلة "وباء تعابير الوجوه" الذي ينتشر بين روّاد تيك توك. كان هناك الكثير من الحركات، وضع اليد على الفم بطريقة صاخبة، اخراج اللسان، رفع الشفاه وابراز فتحة الأنف، تغطية الوجه خجلًا وغيرها من الأمثلة التي تتكرّر في فيديوات المستخدمين هناك.

الذي يُميّز هذا النوع من المحتوى، محتوى الوجوه، هو أنَّه عابر للثقافات والأعراق والأجناس. أنت لا تحتاج إلى قصّة حين تنشر فيديو لك بإيماءة وجه مضحكة، والذي يشاهد هذا قد يكون من المشرق والمغرب، طفلًا أو كبيرًا، ليس هناك فرق، ليس هناك جمهور محدّد.

لهذا تجد أكثر فيديوات المنصّة الرائجة، هي فيديوات من هذا النوع، فيديوات فيها "وجوه تيك توك" مضافًا عليها بعض المقاطع الموسيقية، هذه الوصفة ساعدت بعض الحسابات على الاشتهار هناك، وتحقيق مردود مادّي مستمر من المقاطع على تيك توك. أمّا الباقي، فيتبع التيار، ويسير مع القطيع.