مرحبًا،

نمو شركات البرمجيات في الصين شيء يشعرني (بالحسد)، نعم أريد شيء مماثل عربيًا. لعلك سمعت هذه الأيام عن نمو تطبيق تيك توك في المنطقة العربية بشكل جنوني، حسنًا كلنا قلنا في البداية أنه تطبيق للمراهقين والأطفال لكنه الآن يكتسح الجميع وقد يكون الشبكة الاجتماعية الأولى عربيًا. ويزيل شبكات قوية مثل انستقرام وسناب شات.

وبالعودة إلى الأصول التي تملكها شركة ByteDance المالكة لتطبيق تيك توك فإن لديها تطبيقات أخرى للعمل تنافس( تطبيق سلاك) مثل تطبيق feishu وهو يعمل داخل الصين فقط ولديه ملايين المستخدمين، وهناك نسخة عالمية أخرى اسمها Lark ولديها نجاح كبير جدًا.

كيف تنجح الشركات الصينية؟

حسنًا دون الخوض في مؤامرات ونظريات الحزب الشيوعي وأن الشركات الصينية التقنية تتلقى دعم أو تسهيلات من الحزب وبعض كبار مدراء الشركات هم أعضاء في الحزب أو بعض القرارات في الشركات يتم أتخاذها من الحزب. وكل هذا الكلام.

لن أؤكد هذا الكلام أو أنفيه. لكني أريد طرح النجاح من جانب آخر هو (التركيز على شريحة المستخدمين المحلية) دومًا تنجح هذه الشركات لأنها جربت واختبرت منتجاتها الأولية على شريحة من السكان تتجاوز المليار نسمة. ثم بعد ذلك تخرج للعاملية بثبات وقوة. وبعضها لا يخرج أصلًا. هناك شركات صينية تعمل في مجال البرمجيات أو صناعة الهواتف لديها أكتفاء ذاتي من السوق المحلي ولا تفكر بالخروج.

يمكننا استخدام نفس النموذج عربيًا (لدينا شريحة للتجربة قوامها ٢٥٠ مليون عربي) في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. يمكننا استخدام منتج يخدم هذه الشريحة ويقدم لها منتجات عربية بلغتها وقوية. وبعد ذلك يمكننا الخروج والإنطلاق للعالمية.

سوقنا العربي غير ناضج

هذا أكثر عذر غير صحيح وغير منطقي، سوقنا ضخم جدًا في مجال الخدمات وفي كل المجالات الأخرى. وهناك شركات كثيرة جدًا استثمرت في سوقنا ونجحت. مثل (روكيت انترنت) الألمانية وغيرهم. مما يعني أن سوقنا لديه القابلية لإنجاح أى شركة لديها منتج قوي ويخدم شريحة كبيرة.

الشيء الذي علينا العمل عليه بشكل حقيقي هو (الصبر)، نعم الصبر على المنتج شيء أساسي جدًا. كثير من الشركات الصينية انتظرت طويلًا قبل أن تأتيها حالة (أنفجار من المستخدمين)، وهنا علينا أن ندرك أن الصبر على المشروع والاستثمار في تطوير المنتج هو أحد أهم علامات نجاح أي مشروع.

ماذا عن المحاولات العربية التي فشلت؟

المحاولات العربية التي فشلت كانت لديها نقاط إيجابية مهمة وكثيرة. وقدمت حلول. لكن تعثرها جاء لعدة أسباب كثيرة إما أن السوق في وقتها لم يكن بهذه القوة والتشريعات المهمة أو أنها لم تجد التمويل المطلوب. لكن اليوم كل الأسباب مهيئة لإطلاق شركة عربية عالمية.كل الأسباب تدعوا إلى ذلك ويمكنك تحقيق ذلك في حال تلافيت الأخطاء السابقة وركزت على تطوير المنتج.

حتى التمويل ربما لن يكون عائق لك في حال استثمرت مواردك المالية وقمت بالنمو من خلال نفسك دون الحاجة إلى أي موارد خارجية وأموال مستثمرين قد تغير طريقتك في البناء.

خلق الشركات العالمية ليست مهمة الدولة

دومًا يتم لوم الدول العربية في عدم وجود شركات عربية عالمية. وأعتقد أن دور الدولة يكون في التشريع والتنظيم فقط أما البناء والاستثمار وتحمل مخاطر الاستثمار يكون على عاتق القطاع الخاص وفي حالة الشركات يكون دور رواد الأعمال. لذلك علينا أن نتوقف عن لوم الحكومات. ونتحمل المسؤولية ونطلق مشاريعنا للعالم.

اليوم المجتمعات العربية في حالة من الإدراك و الوعي إلى نهضة الشركات الناشئة لذلك قد تجد الدعم والتشجيع من أناس ليس لهم علاقة بالإنترنت أو وصول أو فهم للبرمجيات. وهذه أرئ أنها بشارة خير. :)

أطلقوا مشاريعكم للعالم

مشاريع الشركات الناشئة هي من أعقد وأصعب المشاريع والتي تتطلب استثمارًا كبيرًا في الوقت. وقدد تتعثر ... لكنها تنجح ونجحت وأثبتت دومًا أنها حل سحري لمشاكل المجتمعات وتعيد خلق وبناء منظومة العمل. لذلك أطلقوا مشاريعكم من أجل المجتمعات للعالم من أجل المجتمعات العربية ومن أجل بناء شركة رقمية عربية عالمية.