في البداية و قبل أن أبدأ بالحديث عن تنمية موهبة الإلقاء الصوتي فإني أود أن أؤكد أن هذه النصائح موجهة لمن لديهم خامة صوتية وهبها الله لهم ويمكنهم من خلالها تنميتها والتحكم بها بشكل أفضل أثناء الإلقاء حسب طبيعة النص المكتوب.
إذا كنت ممن لديهم خامة صوتية وتسعى لتنميتها فعليك أولا البدء بالتسجيل والاستماع إليه بموضوعية باستمرار، اقرأ الأخبار من مواقع الإنترنت والصحف وبعض الاقتباسات من الكتب بصوت مرتفع وفي البداية لا مانع من تقليد بعض الأصوات المشهورة والتي ترى أنها قريبة من خامة صوتك حتى تأخذ الأسلوب وبعد ذلك تبدأ بصنع بصمتك الخاصة.
اسأل من حولك عن أدائك في الإلقاء فأذن المستمع هي الحكم في النهاية وخذ بعين الاعتبار كل الملاحظات واستمر بالتسجيل، لا تحذف التسجيلات التي قمت بتسجيلها في البداية وقارنها بتسجيلاتك الحديثة ستلاحظ الفرق وستكون لك دافعا لمزيد من التطوير في أدائك.
أثناء التسجيل عليك أن تخفض وترفع من صوتك حتى تتمكن من التحكم في قدرتك على التنويع حسب طبيعة النص والمادة المسجلة فالتحكم بقوة صوتك تعتبر من الأشياء المهمة التي ستصل بك إلى مرحلة الهمس التصاعدي .
*بعد وصولك لمرحلة "الهمس التصاعدي" * وهي التحكم بقوة صوتك بأريحية و بشكل متدرج من منخفض إلى مرتفع و بشكل سلس دون غصة أو خنقة وبشكل واضح ومرتاح عليك التفاعل مع طبيعة النص والتأكيد على الكلمات المهمة فيه فبتناغم الصوت مع المعنى يعطيك بصمتك الخاصة في التسجيل.
احرص أن تخرج الحروف من مخارجها الصحيحة من الفم وليس الأنف و دائما استعن بمن هم قريبون منك لتسألهم عن أي ملاحظات أو نشوز في الصوت أثناء الإلقاء، خذ نفسا عميقا من الأنف فهو يمنحك قوة في التحكم بطبقات الصوت المختلفة وإذا كنت تعاني من بعض الكلمات الصعبة فعليك استخدام طريقة "القلم" بوضع قلم تحت لسانك والقراءة بصوت مرتفع تحاول إخراج الحروف من مخارجها بعد ذلك ستشعر بسلاسة و سهولة في لفظ الكلمات الصعبة.
احرص على الاهتمام بصوتك وعدم الصراخ بشكل مستمر فالصراخ يجهد الصوت ويضعفه واعمل على ترطيب حلقك بشكل مستمر ولا تتنفس من فمك كثيراً لأن ذلك يجفف الأحبال الصوتية و حاول دائما أن تتنفس من أنفك.
هذا الموضوع نقلا عن الاعلامي الفلسطيني " تامر لبد "