كيف يمكن للكتب أن تكون قادرة على تغيير حياتنا؟

بصراحة لست من هواة قراءة الكتب حتى أنني جربت هذا مرارا و تكرارا، فأشعر بالملل مع مرور الوقت الى أن أتوقف عن قراءة الكتاب، لكنني أستمتع بالسماع للبودكاست المختلفة و تفيدني فعلا، لا اعلم اذا كانت المشكلة فيا أم أن هناك فرق كبير بين البودكاست و الكتب.

السؤال الأهم هل تطبق ما تعلمته من الكتب؟

الكتب لها القدرة على تغيير حياتنا وتوجيهنا نحو النجاح والتطور الشخصي، ولكن الاستفادة منها تعتمد أيضًا على كيفية تطبيق ما نتعلمه منها في حياتنا اليومية. قد يكون لدى الأشخاص تجارب وظروف مختلفة، مما يؤدي إلى استجابات متباينة تجاه الكتب ومدى تأثيرها على حياتهم.قد يكون هذا اليوتيوبر قد استفاد بشكل كبير من الكتب التي قرأها ووجد فيها إلهامًا وتوجيهًا، ولكن قد لا تكون نفس الكتب مفيدة بنفس القدر للجميع. يعتمد تأثير الكتب على العديد من العوامل مثل الخلفية الثقافية والتعليمية والتجارب الشخصية للقارئ. لذا، يجب أن نكون واقعيين في توقعاتنا من الكتب ونفهم أن التغيير لا يأتي بسهولة ولا يحدث على الفور. الأمر يتطلب جهدًا وتطبيقًا عمليًا للمفاهيم والمبادئ التي نتعلمها من الكتب لكي نحقق النجاح والتحول في حياتنا.

نقطة التأثير تختلف من متلقي لآخر فمثلا من رؤيتي للصورة المرفقة يمكنني أن أقول أن نصف هذه الكتب على أقل تقدير ليست لها فائدة تذكر! ولكن لمن ؟ هذا هو السؤال فهي ليست مناسبة وليست ذات فائدة لي أنا ربما لأنني أطلعت على أصول الأفكار هذه في كتب آخرى أو ربما لأنها لا تناسب حياتي وأفكاري ولكنه مفيدة لشخص آخر كما يقول أندري تاركوفسكي " كتاب واحد يُقرأ من ألف شخص هو ألف كتاب."

ستجد معظم الناجحين ورواد الأعمال تحديدًا يروجوا لأهم كتب أثرت على تغيير عقلياتهم وقادتهم لتطوير رحلتهم المهنية وربما تحقيق الملايين كما في قصة هذا الشاب، ولكن في رأيي جزء من هذا هو التسويق فقط، وعلى الرغم من إيماني الشديد قيمة الكتب وأهميتها، ولكن إذا كانت القراءة عشوائية وفقط للاطلاع ولن تفيدني بشيء حقيق ملموس أستطيع تنفيذه لتحقيق نجاح محدد، فهذه الكتب ينمكن أن نضعها في قائمة كتب ملهمة أو تثقيفية فقط، ولكن هناك نوع آخر وهي الكتب التعليمية أو التي توضح نهج واستراتيجيات محددة في المجالات وعادة تكون كتب تحتوى على محتوى ثقيل ويحتاج تركيز ودراسة تحليلية، وفي الأغلب لن تجد معظم الناس يروجون لهذا النوع من الكتب، لذلك في رأيي أنه الفائدة الحقيقية تأتي من خلال قراءتي أنا لما يناسبني ويناسب احتياجاتي في تلك المرحلة، فلو قرأت الآن عشرات الكتب عن ريادة الأعمال وليس لدي أي نية لبدأ مشروعي الخاص، فلن تكون لها أي قيمة لأني لن استثمر مجهود في البحث عن معلومات وخبرات واقعية حقيقية تلهمني لمشروعي، ولكن في النهاية الكتب المهمة هي الكتب التي أحصل منها على قيمة حقيقية تعليمية وليس فقط إلهام أو تثقيف.