فيلم جري الوحوش وضرورة التوازن بين العلم والأخلاق وقبول المصير الطبيعي

بصراحة أرى أن الطموح نفسه هو قوة دافعة للتقدم البشري. صحيح أن الشخصيات وجدت نفسها في مواجهة عواقب غير محسوبة، لكن ليس من الممكن أن نصل إلى الاكتشافات العلمية العظيمة التي نتمتع بها اليوم إذا لم نتجاوز الحدود الطبيعية أو الأخلاقية في بعض الأحيان. دون طموح الدكتور نبيه لتغيير مصير الإنسان الطبيعي، كنا سنظل عاجزين عن تحقيق الكثير من الإنجازات الطبية.

بالفعل اغفال القيم أمام الطموح البشري يمكن أن يصيب الإنسان بالعمى

أي لا يرى الصورة كاملة ولا يتوقع العواقب الوخيمة

أما بالنسبة للفيلم وتحديداً للطموح الطبي في التجربة للوصول الى اكتشاف طبي فذ موضوع يربك العقل

في بلد تجد انه ممنوع قانوناً تجربة مثل تلك العمليات وفي بلدان أخرى مصرح بها

فأيهما أقرب إلى تطبيق القانون الأنسب لحياة للإنسان على اعتبار أن تلك البلدان وصلت إلى أعلى درجات تقدم في الطب في ظل خوض تلك التجارب الطبية

فانا أرى تقنين الطموح الطبي بطريقة علمية أمام القيم حتى نستفاد بالاثنين

جري الوحوش يقدم رسالة قوية عن أهمية التوازن بين العلم والأخلاق وقبول المصير الطبيعي.

إضافة لهذا التوازن، يمكننا التعبير بمصطلح أدق وهو "ضبط العلم بالأخلاق"، فعلًا في عصرنا هذا الوضع خرج عن السيطرة، فمثلًا تجد اليوم "جريمة" الإجهاض التي فيمراحل متطورة قد يضطر الطبيب "المجرم بلفظ أدق" أن يُقطّع الجنين لأجزاء بالأدوات الجراحية لإنجاح عملية الإجهاض، الغريب أن هذا الإجرام يتم تنفيذه تحت عطاء حق التقرير!

مصطلح "الأخلاق" أصبح مصطلحًا عائمًا لا يعبر عن مباديء واضحة، لذلك أرى ضرورة التحدث بشفافية واضحة أننا بحاجة "لفرض" قيمنا الإسلامية في محاولة لإنقاذ العَالم من الغرق في بحر اللأخلاقيات.

حقيقي أن هناك كثيرين في وقتنا الحالي يسعون لتحقيق أهدافهم بأي ثمن، متجاوزين الاعتبارات الأخلاقية. فنرى ذلك في التلاعب بالموارد والخامات أو استغلال الفرص على حساب الآخرين.

لكن في نهاية كما أنه يستغل العلم بشكل غير اخلاقي ويؤثر به على الناس، سوف يجد من يستخدم هذا العلم ضده فكما تدين تدان.

في الحقيقة لا يكفي أن نمتلك الوسيلة لإستغلال العلم بشكل غير اخلاقي، بل يجب أن نكون واعين بتبعات استخدامها.