مؤخرا، سمعت كثيرا عن حالات طلاق لأزواج كانوا معروفين بقصة حبهم وعلاقاتهم المتينة، فأستغرب للحال الذي أوصلهم إلى هذا القرار. فلا أعلم لماذا، ولكن عندما أسمع بخبر طلاق، أتذكر عبارة أتت على لسان أحمد زكي في فيلم معالي الوزير، حيث يتحدث بلسان معظم الأزواج ويقول:"حب إيه اللى جاي تقول عليه ما كلنا حبينا أخرته إيه الحب دا سنة بعد الجواز سنتين وبعدين مراتك بتبقى زى أختك بالظبط". 

فيتميز فيلم معالي الوزير بمناقشته للواقع بطريقة هزلية ولكن فلسفية أيضا، فهذه العبارة الهزلية تعكس واقع مر ينطبق على نسبة كبيرة من الزيجات. فنسمع دائما مقولة "الزواج مقبرة الحب"، وينصحنا الكثيرون بأن الحب لا يهم كثيرا عند اختيار شريك للزواج لأنه سيزول. فعندما تعتاد وجود الشخص في حياتك اليومية وتراه على حقيقته وفي جميع أحواله، ستخف تلك اللهفة، ويزول الخوف من خسارته، وسنكتشف جوانب وخصال سيئة لديه. ونسمع كثيرا من يربط مشاعر الحب بالهرمونات التي ستخف مع الوقت لا محالة. 

ولكن يوجد أيضا وجهة نظر مغايرة، تعتبر أن الزواج يعزز الخب وينميه من خلال العشرة والمشاركة. وتعتبر وجهة النظر هذه أن المشاعر التي تزول لم تكن في الأصل مشاعر حقيقية، بل كانت معتمدة على أمور سطحية ولربما كان الطرفين أو أحدهما يظهر نفسه بصورة مغايرة عن حقيقته التي ستنكشف تلقائيا بعد الزواج. فالانبهار بالطرف الآخر قد يقل، ولكن المشاعر الصادقة أو الحب تستمر وتزيد ولا يكون الطلاق خيارا مطروحا بغض النظر عن أي تحديات تطرأ.

يوجد جوانب كثيرة لهذه المسألة، وعوامل كثيرة تلعب دورا في تحديد مدى نجاح العلاقة واستمرار الحب، ولكن كقاعدة عامة، هل الحب مقبرة للزواج ومؤسسة فاشلة هدفها فقط الإنجاب وتأسيس عائلة؟ وكيف يمكن للشخص المتزوج الحفاظ على السعادة الزوجية؟