الموسيقى ليست مجرد عنصر ثانوي، بل إنها من أهم العناصر التي لا يخلو منها فيلم سينمائي، وقديمًا في زمن الأفلام الصامتة كان يتم الإعتماد على الموسيقى بدلًا من الحوار وكان بعض صُناع الفن يُطلقون عليها الحوار المُلحَّن.

في بداية صناعة السينما كان يتم الإعتماد على الموسيقى الحية من قِبل ملحنين أثناء التصوير، حيث أن قديمًا لم يكن هناك ما يُسمى شريط الصوت، وهو الشريط المسئول عن اضافة عنصر الموسيقى الى شريط الفيلم؛ بل كان هناك ما يُسمى بالسيناريو الموسيقي وهو النوتة الموسيقية التي تُكتب من أجل وصف مشهد محدد بُناء على السيناريو؛ على سبيل المثال مشهد فراق، يتم قراءة المشهد ثم تأليف نوتة موسيقية توصف الحالة التي يريد المخرج توصيلها للمشاهد.

أحيانًا نجد أن لحن موسيقي كفيل أن يدفعنا لمشاهدة فيلم أو مسلسل دون أن نعرف شيء عنه؛ فقط بمجرد سماع اللحن تجد نفسك تلتفت للشاشة وتبحث عن القصة وتريد متابعته؛ وهذا سر من أسرار الموسيقى الفنية، حيث أنها تتحدث أحيانًا بما لا يستطيع أي حوار توصيله.

من أكثر المقاطع الموسيقية التي لا تزال عالقة في ذهني وأحبها رغم مرور السنوات، مقطع " Por Una Cabeza " والذي رقص عليه أل باتشينو رقصة التانجو الشهيرة في فيلم " Scent of a woman "؛ هو في الأصل مقطع للموسيقار " كارلوس جارديل "، بمجرد سماع اللحن تجد تقلب وإنتقال غريب بين طبقات الموسيقى، في بدايته تشعر بهدوء وسلام نفسي؛ ثم ينتقل إلى مقطع أخر من اللحن أخر به الأمل المختلط بالبهجة، وصولًا إلى منتصف اللحن الذي يبدو عليه جانب من الشجن!

برؤية المشهد ومراقبة تفاصيل وجه الممثل، ستجد أن اللحن يوصف الحالة التي يشعر بها!

مزيج من الهدوء والضجر، الأمل والشجن، ثقة بالنفس وأمل ممزوج باليأس.

أحب الفيلم وأشاهده كاملًا من أجل أن أشعر بالحالة في هذا المقطع!

شاركوني بأكثر مقطع موسيقى كان سببًا لإنجذابكم لعمل فني ولا تزالوا تنجذبون له في كل مرة وكأنها أول مرة تسمعونه فيها!