يكتب القدر دائمًا سيناريوهات أعظم وأجمل من أفضل سيناريوهات السينما وأكثرها تعقيدًا وفيلم Lion لم يكن سوى مثال حي عن ذلك.
الفيلم مقتبس عن كتاب A Long Way Home
بقلم الشخصية الرئيسية سارو بريرلي
سيناريو لوك ديفيز
من إخراج جارث ديفيز.
حاصل على تقييم 10/8 على IMDB
من أفلام الدراما
مُلخص الأحداث :
. يحكي الفيلم قصة الطفل الهندي سارو بريرلي الذي ظل تائه عن أسرته لنحو ما يقارب 25 عامًا، البداية من غانيش تالاي حيث كان يعيش هو وأسرته المكونة من أمه وأخيه وأخت صغيرة وكانت الأم تعمل بحمل الصخور بينما يساعد هو أخيه في سرقة بعض أحجار الفحم من على متن القطارات ومبادلتها للحصول على بعض الحليب، بعد ذلك يصر على الذهاب رفقة أخيه للحصول على المال من خلال حمل القش، وفي تلك الليلة يتأخر الأخ خلال إستطلاعه أمرًا ويترك الصغير نائمًا على أريكة خشبية بمحطة القطار، يستيقظ الصغير ويبحث عن أخيه وتقوده قدماه للصعود على متن أحد القطارات وخلال جلوسه على أحد المقاعد ينام قليلًا ويتفاجأ حين يصحو بسير القطار وابتعاده عن مكان انتظار أخيه، يصل القطار إلى كالكتا ويحاول الصبي أن يعود إلى بيته ولكن يصطدم بالعديد من العقبات إلى أن ينتهي به الحال بأحد مؤسسات رعاية أطفال الشوارع حيث يقابل الأنسة سود التي تعمل في أحد مؤسسات التبني وتجد له عائلة في أستراليا تعرض تبنيه، تمر 20 عامًا ويعود الصبي من أجل البحث عن أسرته مستخدمًا في ذلك تطبيق جوجل إيرث الذي قاده إلى حيث تعيش عائلته في غانيش تالاي بعد سنوات طوال من الغياب .
الأفكار الرئيسية :
أبرز الفيلم معاناة الطبقة الفقيرة وأطفال الشوارع في الهند بطريقة رائعة، بداية من المشاهد الأولى التي توضح لنا معاناة سارو مع الفقر هو عائلته، ومن ثم عرض مدى قساوة رحلته كطفل في الشارع ثم معاناة الأيتام حتى يجدوا عائلة تأويهم وتمنحهم الحب.
كذلك ركز الفيلم على قضية التبني وأهميتها، وذلك من خلال أسرة لديها القدرة على الإنجاب ولكنها فضلت تبنى أطفال على قيد الحياة فعليًا، ومنحهم ما يُمكن منحه لطفلهم، وهُنا يطرح الفيلم تساؤل هام (هل يُمكن أن تُعوض مشاعر التبني عن مشاعر الوالدين الحقيقية تجاه أبنائهم الذين أنجبوهم ؟)
وتطرق الفيلم إلى أهمية الذكريات وكيف يُمكن أن توقظ الماضي داخلنا بأبسط التفاصيل، وتُعيد حلم العودة إليه، وجعلنا نشاهد ذلك من معاناة البطل بين القبول بواقع مستقر أو السعي خلف الماضي بذكرياته واستكمال الرحلة التي تأخرت أعوامًا، وعادت بأثرها السلبي على الواقع .
وأثناء مشاهدتك ستتسائل دائمًا، ما هو الخيار الأصلح بين ماضي مبني على العاطفة وحاضر مُستقر مبني على المنطق؟ لو خُيرت بينهما .. أيهما ستختار ؟َ!
التعليقات