احتفل كل عام في مصر بعيد شم النسيم، أجواء عائلية جميلة تحتاط بها رائحة البيض المسلوق، والرنجة، والفسيخ. أغلب الحضور سعيد بهذه الأجواء إلا أنا، لست لأني قاتل الفرحة والشاب المتعجرف على العادات، بل لأن رائحة الفسيخ تضايقني. هم يتفننون في تحضير هذه الأطباق، ويستمتعون بالرائحة كأنها مسك يتعطرون به. لا أفهم لماذا هذا الحب الشديد بالأخص أن رائحته مثل طعمه! لم تتوقف هذه الأزمة على مجرد الرائحة، فنحن نقرأ في الأخبار عن 3000 حالة تسمم على الأقل من هذه الأكلة كل عام، إذن الرائحة التي تضايقني ليست رائحة السمك بل إنها رائحة العفن. ما الذي يجبر الإنسان على ضرِّ نفسه بنفسه؟

هذا مجرد مثال أعايشه كل عام، لكن الأمر ليس مقتصر فقط على الفسيخ بل يشمل الأغذية المعلبة التي نتعامل معها كل يوم في حياتنا. هذا النوع من التسمم يُسمى "التسمم الوشيقي" أو "Botulism"، يحدث بسبب بكتيريا تسمى " Clostridium botulinum"، نوعها لاهوائي بمعنى أنها لا تحتاج إلى أكسجين لتنمو. لماذا ذكرت هذه النقطة؟ لأنها أساس المشكلة، لأن المعلبات أو الأكل المحفوظ يُعد بيئة مناسبة جدًا لنموها، وتعطيها بيئة تفرز فيها سمومها "neurotoxins" التي إذا تناولناها تهاجم أعصاب الجسم، وتسبب صعوبة في التنفس، والشلل العضلي، وحتى الموت إذا لم نتعامل مع الحالة سريعًا.

كيف نتعامل مع حالة التسمم الوشيقي؟

تظهر أعراض التسمم بين 12-36 ساعة، وتتكون من:

  • تنميل في الوجه لأنها تصيب الأعصاب المغذية للوجه.
  • القيئ والغثيان.
  • تشوش الرؤية.
  • صعوبة حركة اليد.
  • صعوبة الكلام.

للأسف لا توجد إسعافات أولية صريحة لهذا التسمم، لذا الحل الأفضل هو الذهاب للمستشفى لأخذ مضاد التسمم "anti-toxin"، لكن يمكننا مساعدة المصاب بجعله يشرب الماء، وعصير الليمون، والكركم، والزنجبيل، فهم يساعدون على طرد السموم من الجسم بشكل عام.

كيف نميز المعلبات الفاسدة من السليمة؟ غالباً ستكون العلبة منتفخة؛ أو تبدو تالفة من الخارج، تنفث الحاوية السائل أو الرغوة عند فتحها، أو تكون محتويات المعلب مشوهة، أو رائحتها كريهة. إذا وجدنا هذه المؤشرات لنرميها، فصحتنا أهم.

ما رأيكم في تصرف الناس حول إيذاء أنفسهم؟ وهل عاصرتم مواقف مشابهة؟ وكيف يمكن تخطي هذه العادات؟