مثلا أذكر في طفولتي كنت أقوم بجمع ورق السدر وأخرطه بمخرطه الملوخية وكأنني كنت أحضر وجبة الملوخية.
وأنت ما الذي كنت تفعله في طفولتك وقد يكون مستغربا عند البعض؟
أكثر شيء غريب قد قمت به آيام المدرسة وهو أنني بعد أن أخذت حصصاً مشابهة لما يأخذه معظم الطلّاب في مادة الرسم، حيث علّمنا المعلّم القيام بصناعة فوانيس ملوّنة عبر الأشغال اليدويّة والقيام بتزيينها تلويناً وما إلى ذلك من الأدوات البسيطة والأشكال، علّمنا ذلك وطلبَ منّا صناعة test واحد ليتأكّد من فهمنا للموضوع، وفعلاً قد قمت بهذا العمل واكتشفت أثناء القيام به بأنني أعشق هذه العملية، ذهبت لتسليم الفانوس وأثناء العودة أحضرت أشغالاً مرةً أخرى، أشغال يدوية وقمت بصناعة فانوسٍ آخر وآخر وآخر وكل فانوس مختلف عن الذي قبله وبأحجام مختلفة وألوان مختلفة وصار التصميم يُعقّد مع كل مرّة، أذكر أن غرفتي صار بها أكثر من مئة فانوس تقريباً فصل دراسي واحد حتى بدأ أهلي بالاعتقاد بغرابتي في المنزل ولجوئي إلى هذا الأمر هرباً من الاختلاط معهم، هذا ما خافوا واستغربوه منّي (على أنّ الأمر كان كلّه تلبيةً لرغبةٍ قد طلبت ذلك فيّ فقمت به، والعمل يحتاج لساعات طويلة فلذلك كان فصلاً دراسياً ممتعاً وشبه انعزالي عن الأهل والأصدقاء، غُرفتي كانت غرفة فوانيس، هذا أغرب موقف أستطيع تذكّره.
يا لها من ذكريات فعلًا. بالنسبة إليّ، كنتُ دائمًا ما أميل إلى الفضول على حساب التسلية. فعلى الرغم من أنّني كنت أعشق ألعابي، فقد كان لها عمر افتراضي معي. لا أعني أنها تتوقّف عن العمل، وإنما أعني عمرها الافتراضي بالنسبة إليّ أنا. فبعد أن أشبع من اللعب بها لعدّة أيّام، أبدأ في تفكيكها بعناية. لا أحاول تهشيمها أو إفساد أي جسم فيها مهما كان صغيرًا. وإنما أعتمد على أدوات لعبة (الميكانو) لأحل كل أجزاء اللعبة، حتى آخر مسمار فيها. وأجمع الأجزاء الداخليّة بها من المحرّكات والأسلاك وخلافه وأحتفظ بها. كانت هذه إحدى هواياتي المفضّلة على الإطلاق.
لا بد أنك تحمل جينات يابانية أو صينية 😂 فانت تمارس الهندسة العكسية منذ طفولتك ...
اما انا شخصيا في طفولتي فقد كانت جل لعبي لا تسلم من التخريب والتكسير التهشيم المتعمد !
أوه!! لقد ضحكت من قلبي عقب قراءة هذا السؤال واستعادة بعض ذكريات الماضي.. لقد كانت طفولتي غريبة بكل ما تحمله الكلمة من معان!!
حسب ما وصفني العديد من أقاربي وجيراني أنني كنت ذو عقلية مختلفة تماماً عن بني جيلي، أغرد دائماً خارج السرب، لم أكن أحظى بأي اهتمام على الإطلاق في أي حديث جماعي بسبب مواضيعي التي لا يفهمونها ولا يمتلكون إمكانية مناقشتي فيها..
تعرضت للسخرية كثيراً حين كنت أناقش مع أقراني موضوعات مجلة بي سي مجازين النسخة العربية، وموضوعات المجلات العلمية، وأخبار الاختراعات، كانوا يظنونني مجنوناً..!
أذكر أبرز المواقف التي صنعتها أثناء طفولتي في أحد أعراس أقاربي، حين أصاب مكبر الصوت عطلاً مفاجئاً أدى لعمل تشويش كبير وتشويه للصوت الخارج منه، ظللت أفحص الجهاز وسط التهديد والوعيد من الكبار بألا ألمس أي شيء، ولكنني تجاهلت كل تلك التحذيرات وظللت أفحص الجهاز إلى أن وجدت عطباً في أحد مقابس الصوت، فخلعته من مكانه وركضت مبتعداً عن الحفل وذهبت إلى متجر مختص بالإلكترونيات والصوتيات واشتريت مقبساً بديلاً وعدت به لأجد بعض أقاربي يبحثون عني ومعهم "فني الصوت" الذي أخبرهم بما فعلت.. ولم تتح لي فرصة لشرح ما فعلته، إذ حصلت فوراً على بضع صفعات على وجهي والعديد من عبارات التوبيخ، إلى أن لمح "فني الصوت" المقبس في جيبي وسألني عنه فأخبرته عما فعلت، وقمت بتركيب المقبس أمامه ليتفاجأ الجميع بعودة الصوت نقياً كما كان بل وأفضل مما كان.. ليعود الجميع ويحتضنونني ويعتذرون لي ويشكرونني.. ولكن بعد ماذا؟ بعدما كسروا فؤادي وقابلوا إحساني بالتوبيخ والضرب.. فغادرت الحفل وحدي كسيراً حزيناً.. وذهبت إلى المنزل دون أن أخبر أحداً بالأمر.. وبحثوا عني وأصيبوا بالقلق والتوتر وفسد عليهم الحفل.. فحصلت على وصلة ضرب وتوبيخ مجددة في المنزل بعد عودة والداي :)
كنت أقوم بتفصيل الملابس لدميتي، أحيك لها الفساتين والتنورات.. أذكر أنه كان هناك مشروع مصممة أزياء مستقبلية ولكنه فشل.
التعليقات