"لا أستطيع أن أعمل؛ لقد فقدت الشغف"، "أحتاج إلى التحفيز والحماس لكي أبدأ"! كم من مرة تحجَّجنا بمثل تلك العبارات، واتخذنا من الشغف والحماس مبررات لإنجاز أعمالنا أو التوقف عنها! المشكلة في رأيي ليست في انقطاع الشغف ولا تراجع الحماس، بل المشكلة تكمن أننا اتخذنا دوافع قصيرة الأجل واعتبرناها هي الوقود الذي يدفعنا نحو أهدافنا، وهذا ينطبق على الشغف والحماس، فما هما إلا مجرد فلاش لن يلبث أن ينطفئ قبل أن نبلغ أهدافنا، فليس من المنطقي أن نظل متحمسين وشغوفين طوال الوقت. أود أن أعرف آرائكم أيضًا: لماذا يجب أن نعتمد أو لا نعتمد على الشغف والحماس من وجهة نظركم؟

أنا لا أقول أن الشغف والحماس غيرا ضروريين، أنا أؤكد فقط أن موضعهما من حياتنا هو الخطأ، فالأغلبية منا يضعونهما في المقام الأول قبل الشروع في أي عمل، في حين أن الأصوب أن نبدأ بالعمل بدون الاعتماد عليهما أولًا ونحقق إنجازًا، بعدها سيكون الحماس والتحفيز نتيجة طبيعية لهذا الإنجاز. والأكيد أن كل الناجحين من حولنا لم ولن يكونوا متحفزين طوال الوقت، لكنهم كانوا منضبطين وملتزمين أغلب الوقت.