بآخر ثلاثة سنوات تفرّغت للعمل الحر، ومستمتع جداً بفكرة قدرتي على اتخاذ قراراتي الخاصة وتحديد جدولي الزمني والتحكم في عبء العمل، هذا الاستمتاع تنغّصه فكرة عدم استقرار الدخل، أواجه فترات أربح فيها كثيراً وفترات أخرى أكاد لا أستطيع تأمين أي دخل! التخطيط للمستقبل أحياناً يصبح صعباً في هذه الفترات التي أضيّع فيها كل مدخراتي.

ما يجعلني مستمرّ بالعمل الحر أيضاً ربما هو التعلّق بتلك المساحات المؤقتة المزدحمة بالعمل ومتعتي في قدرتي على التكيّف، العمل الحر يؤمّن لي هذا الأمر، حين يضعف دخلي مثلاً، يعطيني مساحة للتعلم المستمر وبالتالي إضافة ميزات تنافسية وتبنّي مهارات جديدة تعيدني للسوق بقوّة، تكيّفني وفقاً لحاجات أصحاب المشاريع. لكن حين أفكّر في مسألة التأمين الصحي والكثير من المزايا لكل الطبقات العاملة الأخرى سواء لمشاريعها الخاصة كرياديّ أعمال أو في وظائف تقليدية أشعر بأنّ عليّ أخذ قرار في فكرة تبنّي هذا المسار كخطة دائمة للحياة أو مؤقتة.

مشكلتي كما لاحظتم هي التوازن الدقيق بين سلبيات العمل الحر وإيجابياته، ما يجعلني عاجزاً فعلاً على الاطمئنان لفكرة اتخاذه مسار عمل دائم  أو الاستغناء عنه في مرحلة ما واعتباره خطوة أوّلية مؤقتة في حياتي لن تستمر.