"أجب بكلمةٍ واحِدة: هل اقتصاد المنصّات ابتكار أم احتكار؟ "

كان هذا السؤال هو السؤال الأولّ من امتحان مادّة الاقتصاد الرقمي في الجامعة. لم تكن الإجابة عنه بالأمر اليسير إذ أنّ هناك صراع عنيف بين كلا الجانبين: فهل هذا الاقتصاد أقرب للابتكار أم للاحتكار؟ قبل أن أخبركم عن إجابتي سأعرّفكم قليلًا على اقتصاد المنصّات.

اقتصاد المنصّات هو نظام اقتصادي قائم على مشاركة وتبادل السلع والخدمات عبر المنصّات الالكترونيّة وهو ما يعني أنّ هذه المنصّات تلعب دور الوسيط بين البائع والمشتري. ولكن ما يحمله هذا السوق الافتراضي من جوانب يُعد أقوى من السوق العادي حيث أنّه يمكّن المشترين من التعبير عن آرائهم حول السلع، وتصفح الانترنت بحثًا عن السلع والخدمات دون أي عناء، والحصول على خدمة الزّبائن بشكلٍ يسير. وأمّا الباعة فإنّهم يتمكّنون من عرض سلعهم دون الأخذ في الحسبان مساحة جغرافيّة معيّنة، ويجذبون الزّبائن وهم جالسون في منازلهم، أو قد يحصلون على التغذية الرّاجعة الخاصّة بالزبائن بهدف تطوير ما يقدّمونه. لا أستطيع إلّا أن أقول كم هو رائع اقتصاد المنصّات! أو لربّما من المنصف أكثر أن اقول مبتكَر؟ فهو يمنح ميّزات لم يمنحها السّوق الفعلي أو الواقعي. ومن هذا المنطلق فقد أجبت على السؤال ب 3 كلمات " ابتكار بدون شكّ" !

إلّا أنّ لأستاذي رأي آخر، فهو يرى أنّ هذا الاقتصاد تسبّب باحتكار لا بابتكار! وعندما سأله الطلبة عن السّبب قصّ علينا قصص الكثير من الشركات الافتراضية والفعليّة إلّا أنّ واحدة منها هي التي لفتتني: أوبر من جهة وشركات الأجرة الأخرى من جهة ثانية. أدّى بروز شركة أوبر ، العاملة في مجال النقل والتوصيل، على الساحة العالميّة إلى تراجع في عمل الشركات الأخرى. فبدل الشكل التقليدي لخدمات النقل والتوصيل، أي أن تقف على الشارع آملًا بالحصول على تاكسي، صار بإمكانك أن تتواصل إلكترونيًّا مع أوبر للحصول على سائق أجرة خلال بضعة دقائق، أو لربّما أقل؟

حتّى هذا المثال لم أراه إلّا تأكيد على أنّ اقتصاد المنصّات ابتكار وليس احتكار!

ماذا عنكم، هل تروون أنّ اقتصاد المنصّات ابتكار أو احتكار؟ ولما ذلك؟