هل تشعر مثلي أحيانًا في زخم الدراس الخاصة وتعدد اللغات والكثير من الأمور أننا أصبحنا نحمل الأطفال أكثر مما يجب؟
اتساءل فعلًا ماذا يستفيد طفل دون الخامسة من الضغط عليه لكي يمسك القلم بشكل صحيح او ان يكتب الحرف وكأنه خطاط في أوج قوته؟
ما الذي يجعلنا نعلب الأطفال كل يوم في علب لنبعث بهم إلى صناديق مغلقًا نسميها مجازًا الحضانات في الوقت الذي يجب أن يكونوا يراقبون فيها الحشرات، أوراق الشجر والورود؟ في الوقت الذ تقوم فيها الأمهات بالأصل بالصراخ على طفلها لو أمسك حشرة ما أو راقب فراشة، خوفًا من أن تتسخ ملابسه وتكابد عناء التنظيف مرة أخرى.
هل يستفيدون فعلًا من معرفة الحروف الأبجدية والأرقام؟ هل يربطونها بأي شئ في حياتهم أم انهم فقط يطيعون الآباء حتى لا يتعرضوا للعقاب؟
عن نفسي لا أرى أي بد من إجلاس طفل ما في الثلاث سنوات الاولى لكي اجبره على أن يمسك قلمًا أو يرسم حرفًا بشكل صحيح، في الوقت الذي اود محادثته عن النجوم والفراشات، محادثته عن الأشجار وكيف تخزن ألحاف سيقانها ما يحدث حولها ونظلم شعورها!
في الوقت الذ يجب أن اذهب به للبحر والأنهار والأشجار، ليتعلم حقًا كيف يتفاعل مع الطبيعة!
التعليم التفاعلي أكثر فعالية بكثير من التعليم التقليدي، الذي يجعل عقلك غارقًا بين تفصيل الحروف والأقلام ولا يجد سبيًا للطبيعة حوله!
والسؤال المهم هنا: لماذا يضغط الآباء بهذه الطريقة على الأطفال؟
افكر أحيانًا كما لو أن الأمر نوع من الأنانية، فالهدف أحيانًا يكون من الأباب أن يحقق أحلامه التي لم يستطع هو تحقيقها بغض النظر عن الطفل، وأحيانًا يتبادر إلى ذهني سبب آخر وهو الرغبة في المنافسة، الشعور بأنه لا مكان للطفولة في هذا العالم، يجب أن تنضج بأقصى سرعة ممكنة، وافكر أحيانًا في سبب آخر، وهو رغبة الأباء ربما في الشعور بعدم التقصير والرغبة في الشعور بانهم أعطوا أطفالهم كل ما لديهم!
التعليقات