تمر علينا هذه الأيام ذكرى ميلاد العالم الإنجليزي الشهير، السير «إسحق نيوتن»، الذي غيَّر وجه العِلم، وشَكلَ الحياة البشريَّة.

والذي يُعد من أبرز العلماء مساهمة في الفيزياء والرياضيات عبر العصور، بعدما كرست نظرياته أسسًا جديدة للعلم الحديث، لا يزال يعتمد عليها في فهمنا للكون.

فقد شعر أن للكون لغة يتحدث بها، وقرر أن ينصت لما يقوله الكون بكل حواسه، فقبض على ألوان الطيف، وأودعها في كتابه «البصريات»، وروض قوانين الحركة حتى قيدها في كتابه الخالد الذي غير العالم: «الأصول الرياضية في الفلسفة الطبيعية».


وقد سبق وأن قرأت كتاب مميز جدًا -انصح به- يحكي بأسلوب شيق سيرة «نيوتن» العظيمة، تحت عنوان: «نيوتن: مقدمة قصيرة جدًّا». وهو من إصدارات مؤسسة هنداوي، ستجدونه هًنا: (


وفيما يلي بعضًا من سيرة «نيوتن» :

مولده غير محدد بدقة:

تشير السجلات إلى أنه ولد في عيد الميلاد الموافق 25 ديسمبر، ولكن تم تسجيله في 4 يناير؛ بسبب عدم اعتماد التقويم الميلادي إلا بعد 11 يومًا من ولادته، ويسمى هذا التقويم بـ«التقويم الغريغوري» في إنجلترا.

وُلد «نيوتن» عام 1642 في وولزثورب بإنجلتر،ا لعائلة ميسورة نسبيٍّا، ونشأ في جو من التقوى والورع. كان والده — واسمه إسحاق أيضًا — مزارعًا صغيرًا، وكانت والدته حنا آيسكوف، تنتمي للطبقة المتوسطة.

مكانة علمية رفيعة:

كان «نيوتن»، والذي تلقى العلم في كامبردج، ذا مقام رفيع جدًا في مجال العلم، وحدة القوة، نيوتن (N)، سميت باسمه، وكان أول من يدفن في مقابر العظماء بلندن.

وفي الصورة تمثال تذكاري له في جامعة أكسفورد، يجسده وهو يحمل بيده كتابه الشهير «الأصول الرياضية للفلسفة الطبيعية»، ويفكر بالتفاحة التي سقطت عليه؛ لتفتح أفاق جديدة في العلم.

فعندما بلغت من العمر إحد وعشرين عام، وضع «نيوتن» جميع نظرياته، وكان يصوغها سرًا؛ حتى يتأكد من أنها صحيحة تمامًا. ومنها: (قانون الجاذبية العام، قوانين الحركة، اختراع التليسكوب، واكتشاف ألوان الطيف).

وقد انتخب عضوًا في الجمعية الملكية وهو في التاسع والعشرين من عمره، مما أثار تعجب الآخرين. ثم صار رئيسًا لها في عام 1703، ثم أعيد انتخابه لرئاستها حتى مماته في 1727، عن عمر يناهز 84 عام.

وقد ساعده هذا المنصب على أن يمد يد العون لغيره من العلماء والمستكشفين، ومنهم: جون فالمستبد الفلكي الذي أشف نيوتن على نشر كتابه «أرصاد جرينتش».

مات مُتأثرًا بالزئبق:

توفى «نيوتن» وهو يقوم ببعض التجارب تتعلق بمادة الزئبق لصناعة الذهب، فقد اعتقد الكيميائيون بمن فيهم نيوتن بأن الذئبق هو مصدر الذهب. وعند وفاته أظهرت الفحوصات وجود آثار للزئبق في شعره، مما يوحي بأن موته كان نتيجة تسممه بالزئبق.

كانت هذه جوله سريعة في صفحة عالم فذ غيَّر وجه العِلم، وبيده تفاحة، ومن الممكن القول إنه ساهم في الفيزياء أكثر من أي إنسان آخر في تاريخ البشرية...