هو قطعًا ليس بجديد. هذا هو ما كان يحدث في الماضي، وما سيحدث في المُستقبل إن بقيت على ما أنت عليه. الجديد فقط هو أنه لم يعُد بإمكانهم إخفاء الأمر، أو ربما لم يعد لديهم اهتمام بإخفاء الأمر. يعني ما الذي ستفعله أنت؟ ستُغير صورتك الشخصية قليلًا.. ستغضب قليلًا.. ستدعو قليلًا، ثُم ستعود لحياتك العادية كأحد أفراد القطيع الذي يرعى في أرضهم أو أرض أحد أصدقائهم.

ماشية. هذه هي الكيفية التي ينظرون بها إليك. هل تشعر بالأسى عند ذبح بقرة لتناولها؟ هكذا أنت بالنسبة لهم. هُم يعلمون أنك ضعيف، مُجرد رقم، لذا أنت لا تُخيفهم. بضربة سوط يُمكنهم أن يُعيدوك إلى الحظيرة إن حاولت الخروج، لذا لِمَ قد يأبهون لك؟

الشعور بالعجز بشع. آه لا شيء أبشع من الشعور بالعجز بالفعل. لا شيء أقسى من أن تتذكر كم أنت ضعيف، ولا شيء سيتغير إن اقتصرت على التذكر فحسب. لا أحد يأبه للضعيف وإن كان على حق، بينما القوي يفرض ما يُريد وإن كان على باطل. مُعادلة غير منطقية على الإطلاق، ولكن هذه هي الكيفية التي يعمل بها العالم شئت أم أبيت.

لا شيء أكثر عبثية من أن تتحدث عن تغيير العالم بينما لا تستطيع ضبط مواعيد نومك. هذا هو بالضبط ما أوصلنا إلى هذه المرحلة. هذا هو ما أوصلهم إلي هذه المرحلة. هذا هو السبب في أن أقصى ما نفعله هو لعن الحظ، بينما في الحقيقة علينا لعن أنفسنا لأننا من تسبب فيه. إن كُنت ترغب بالفعل في ألا ترى تلك المُعاناة مرة أُخرى، تلك الدموع، تلك الدماء، إن كُنت لا ترغب في سماع تلك الصرخات، إذن كُن شيئًا. ابذل أربعة أضعاف المجهود الذي تبذله الآن لتصبح شيئًا. فقط عندها ستجبرهم على أن يستمعوا لك عندما تتحدث. فقط عندها ستُساعد من تُريد مُساعدتهم، ستحرر من تُريد تحريرهم، وستبيد من تُريد إبادتهم.

عندما تدعوه، لا تطلب منه "أن يضرب الظالمين بالظالمين ويخرجنا من بينهم سالمين". أنّى يُستجاب لمثل هذا الدعاء؟ اسأله أن يُمدك بالقوة لسحق الظالمين، لا أن يُهيء لك مشهدًا ترى فيه أعداءك يقتتلون بينما تنظر لما يحدث من فوق سريرك.

ما حدث قد حدث ولا يُمكنك تغييره، ولكن ما لم يحدث بعد يُمكنك منعه. هذا إن كانت لديك القُوة الكافية لفعل ذلك، وإلا فسيظل الوضع على ما هو عليه للأبد.

Mohamed A. Haggag