غير غائب على أي مثقف أو قارئ أن الأدب الفانتازي بأنواعه الثلاثة (الرعب والفانتازيا والخيال العلمي) رغم أن الأخير لازال خجلا ينتشر بتحفظ، بات يطفح من مبلغ انتشاره لدرجة أنه لا يوجد دار تقريبا لم تخرج إصدارا ينتمي إليه، وحشد الكتاب الذين يعدون بالعشرات إن لم يكن بالمئات كلهم ترتوي أقلامهم من حبرة. وهي محبرة من بئر دق أول مسمار في حفرها الراحل أحمد خالد توفيق، وأعطى أدب الرعب صفعة قوية على قفاه وهو الذي كان يحاول أن يرتقي بنفسه بين الأدبيات الفاخرة مثل التاريخ والواقعية والمأساة. صار الآن أكثر انحطاطا من أي عهد مضى إلا ربما في ذروة انتشار قصص الأشباح الرخيصة في أوروبا. وهو ما جعل النقاد يتحاملون على أحمد خالد ويدينوه بمساوئ أكثر مما هو مدان بها بالفعل. وهو برئ من ذنب ارتكبته حماقات طلابه وتلاميذه وكل من خلق لنفسه علاقة وهمية معه. إلا جزء بسيط من ذنب متمثل في كونه من أدخل هذا النوع الذي صار مستسهلا كحكاية قصة رعب للأطفال. والثاني أنه هو نفسه لم يقدم في حياته قط أدبا راقيا من صنف الرعب. إلا قطع هنا وهناك يمكن التندر بها. وفي الأخير حرى أن ننبه النقاد إلى ضرورة تناول تلك الأعمال بالعرض والتحليل لنخرج الغث من السمين.

وفي سياق تحقيق ذلك كنت قد كتبت مقالة نسلط الضوء فيها على عشرين ناقدا أفردوا العديد من المقالات بل وبعضهم سخر قلمه من أجل نقد الأدبيات الفانتازية والرعبية والعلمية باللغة العربية.

وقد أشرت إلى مقدمة المساهمة المطروحة للنقاش اليوم في مكان آخر داخل حسوب، وعليه نستكمل هنا بالحديث عن ثلاثة أنواع رئيسية للأدب الخيالي

الرعب

الفانتازيا

الخيال العلمي

ولي طريقة أتبعها في تناول موضوعات مقالاتي، هي أن يكون هناك رابط فعلا لموضوع واحد بين عناصر المقالة الأكثر وضوحا بوصفها قائمة. ثم أربط مرة أخرى بين ثقافة دون أخرى، والعالم منقسم عندي إلى ثلاث ثقافات رئيسية لها امتيازاتها الخاصة على المستوى اللغوي، والعرقي، والثقافي؛ الشرق والغرب والعرب.

مثلا، الفانتازيا، تقسمت الآن عندي إلى

مائة كاتب في تاريخ أدب الفانتازيا الغربية

مائة كاتب في تاريخ أدب الفانتازيا الشرقية

مائة كاتب في تاريخ أدب الفانتازيا العربية

أفكر في تغيير عنوان الأخيرة إلى: الفانتازيا العربية بين التراث والحداث، مع الاحتفاظ بالعنوان الآخر بشكل فرعي، خاصة وأن كل واحدة من القوائم الثلاثة (أو التسعة) سحبتني إلى طريقة مختلفة جزئيا في العرض.

آرائكم.