في كثير من البرامج الإذاعية والمقابلات التلفزيونية نرى ونسمع ما ينصح به الأشخاص الناجحون إلى حد الترف الأشخاص البسطاء الذين يعملون على تقويم ذواتهم للوصول إلى النجاح، في كل مرة نسمعهم يقولون نفس النصائح، وتضل تُعاد وتُعاد حتى أنها أصبحت تتكرر في الكتب والمقالات وأمسى الجميع يعرفون سبيلهم للنجاح، ولكن ما السبب في معرفة الجميع لطريق النجاح؟ وهل أصبح الوصول للقمة لا يقتصر على المجتهدين فقط؟

في الواقع النجاح أمر موجود منذ بدأ الحياة وليس أمرًا مستجدًا أو مستحدثًا نعرفه من خلال تطور فكرةٍ ما! البشر جميعهم يعرفون الأساسيات التي يُبنى النجاح عليها وكيفية إيجادها وتطويرها، ولكن التردد وعدم الثقة في قوة الذات يجعلهم يظنون أنهم يجب أن يستمعوا إلى الآخرين حتى يتعلموا تلك الأساسيات، مع أنهم لا يحتاجون لتعلمها أبدًا!

لذا إلى هنا نرى أنَّ الثقة هي العامل الأساسي في تحرينا الإبداع أو عدمه، وأن الإنسان يحتاج لدفعة معنوية في بداية الطريق فقط، وليس حشوه بالمعلومات والخطابات التي لا داعٍ لها، مثال على ذلك: الطفل الصغير في بداية مشيه يكون متردد من خطو خطواته الأولى خوفًا من السقوط المتكرر، ولكن إن أتى والده وبدأ يشجعه أنه يستطيع فعل ذلك وأشعره بالشجاعة فبالتأكيد سيحاول الطفل حتى ولو أخفق "تخيل الأمر معي، الطفل شجاع أكثر منا في التغلب على خوفه!!"

والآن أوجه لنفسي وللجميع سؤالًا

مَن منا لا يواجه مشاكل في حياته؟

جميع البشر يواجهون المشاكل على إختلاف درجاتها وتأثيرها ولكن في النهاية الجميع يواجهها، وفقط الشخص القيادي الذي يعرف كيفية قيادة نفسه ومشاعره ومهاراته هو الذي ينجح في تخطيها من دون أن تترك أثارًا جسيمةً في حياته.

الكاتبة ديمي لوفاتو ترى أنّ جميع البشر سيمرّون في أيام عصيبة في كل سنة في حياتهم كما حدث معها لا محال، وأنَّ ما يجب علينا فعله هو تحمل تلك الأيام حتى تمرّ بسلام، ولفعل ذلك لا بد من ممارسة الصبر ووضع بعض الأهداف والتعهد على إتمامها لإجبار النفس على عدم الخضوع أمام المشاكل ومن ثمّ الإستسلام لها! ولكن هل التحمل هل سيفيدنا؟!

ديمي جمعت في كتابها مذكرات 365 يومًا عاشتها، سواء كانت أيام حزينة، سعيدة، كئيبة، أو مليئة بالنجاحات حتى توصل لنا العبرة من تجربتها في تلك الأيام والتي سأختصرها لكم في جمل بسيطة:

(لكي نصل للنجاح نحتاج إلى الإرادة، ولإستمرار الإرادة لا بد من الصبر، وبالطبع لا نجاح للصبر من دون التأمل، والذي بدوره لا بد أن يقترن بشكل خاص مع التفاؤل!).

وأنتم ما رأيكم في قوة التحمل؟ وهل ترون أنها مجدية حقًا؟