السؤال:

السلام عليكم

أرى في هذه الأيام محاولات للتفريق بين الأخلاق والدين، والظاهر أنّها أفكار نقلت من الغرب إلى مجتمعنا، كما أسمع أصوات بدأت تنادي بأنسنة الأخلاق.. أو نسبية الأخلاق.. وما شابه ذلك.

هل لديكم فكرة عن هذه الأفكار والنظريات؟

الإجابة:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

لقد كان ولا زال موضوع الأخلاق على مرّ العصور يشغل مكاناً كبيراً من اهتمام الإنسان ويستحوذ على تفكيره, فالإنسان من حيث أنّه إنسان؛ لا يستطيع أن يستغني عن الأخلاق في أيّ لحظة, ولا يستطيع أن يستغني عن مثَل أعلى يرجع إليه في سلوكه أو معيار للحكُم على أفعاله أو أفعال الناس من حوله بالخير أو بالشر.

وقد جعل الدين الإسلامي ومذهب أهل البيت(عليهم السلام) من الأخلاق قاعدة لسلوك المؤمن المتديّن، وحديث مكارم الأخلاق(1)، من أشهر الشواهد على ذلك.. كما تظافرت وتواترت أحاديث أهل البيت(عليهم السلام) في الحثّ والترغيب والأمر بحُسن الخلق، وتهذيب النفوس على مكارم الأخلاق؛ منها:

1 ـ عن الإمام أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: إنّ أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خُلقاً(2) .

2 ـ عن الإمام عليّ بن الحسين عليهما السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: ما يوضع في ميزان امرئٍ يوم القيامة أفضل من حُسن الخُلق(3) .

3 ـ عن عنبسة العابد قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: ما يَقدِمُ المؤمن على الله عزّ وجلّ بعملٍ بعد الفرائض أحبَّ إلى الله تعالى من أن يسع الناسَ بخُلقه(4) .

4 ـ عن الإمام أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: إنّ صاحب الخُلق الحَسَن له مثل أجر الصائم القائم(5).

5 ـ عن الإمام أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: أكثر ما ثلج به اُمّتي الجنّة تقوى الله وحسن الخُلق(6) .

6 ـ قال الإمام أبو عبد الله عليه السلام: إنّ الخُلق يُميتُ الخطيئة كما تُميت الشمسُ الجليد(7) .

7 ـ عن الإمام الصادق عليه السلام قال: البرّ وحُسن الخلق يعمّران الدِّيار، ويزيدان في الأعمار(8) .

8 ـ قال الإمام أبو عبد الله عليه السلام: إنّ الله تبارك وتعالى ليُعطي العبد من الثواب على حسن الخُلق كما يُعطي المجاهد في سبيل الله، يغدو عليه ويروح(9) .

9 ـ عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إنّ سوء الخُلق ليفسد العمل كما يفسد الخَلُّ العسل(10).

10 ـ عن الإمام الصادق عليه السلام قال: قال النبيّ صلّى الله عليه وآله: أبىٰ الله عزّ وجلّ لصاحب الخُلق السيء بالتوبة .

قيل: وكيف ذاك يا رسول الله ؟ قال: لأنّه إذا تاب من ذنب وقع في ذنب أعظم منه(11) .

11 ـ قال الإمام أبو عبد الله عليه السلام: من ساء خُلقه عذّب نفسه(12) .

12 ـ قال الإمام أبو عبد الله عليه السلام: إنّ سوء الخُلق ليفسد الإيمان كما يفسد الخلّ العسل(13) .

13 ـ في مواعظ النبيّ صلّى الله عليه وآله: سوء الخُلق شوم(14) .

14 ـ وقال صلّى الله عليه وآله: أفضلكم إيماناً أحسنكم أخلاقاً(15) .

15 ـ وقال صلّى الله عليه وآله: حسن الخُلق يثبت المودّة(16) .

16 ـ وقال صلّى الله عليه وآله: خياركم أحسنكم أخلاقاً، الذين يألِفون ويُؤلَفون(17) .

17 ـ وقال صلّى الله عليه وآله: حسن الخُلق يبلغ بصاحبه درجة الصائم القائم .

فقيل له: ما أفضل ما اُعطي العبد ؟ قال: حسن الخُلق(18) .

18 ـ وقال صلّى الله عليه وآله: أقربكم منّي غداً في الموقف أصدقكم للحديث، وآداكم للأمانة، وأوفاكم بالعهد، وأحسنكم خُلقاً، وأقربكم من الناس(19) .

19 ـ في مواعظ أمير المؤمنين عليه السلام: حسن الخُلق خيرُ قرين، وعنوان صحيفة المؤمن حسن خُلقه(20) .

20 ـ في مواعظ الإمام الصادق عليه السلام: حسن الخُلق من الدِّين، وهو يزيد في الرزق(21) .

21 ـ في مواعظ الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام: السخيّ الحسنُ الخُلق في كَنَفِ الله، لا يتخلّى الله عنه حتّى يدخله الجنّة، وما بعث الله نبيّاً إلّا سخيّاً، وما زال أبي يوصيني بالسخاء وحسن الخُلق حتّى مضىٰ(22) .

22 ـ عن الإمام الرضا، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: عليكم بحسن الخُلق فإنّ حسن الخُلق في الجنّة لا محالة، وإيّاكم سوء الخُلق فإنّ سوء الخُلق في النار لا محالة(23) .

23 ـ قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: حسن الخُلق نصف الدِّين(24) .

24 ـ عن أبي عبد الله عليه السلام قال: اللّحمُ يُنبت اللّحم، ومن تركه أربعين يوماً ساء خُلقه، ومَن ساء خُلقه فأذّنوا في اُذنه(25) .

25 ـ قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً...، ما عمل أثقل في الميزان من حسن الخُلق، وإنّ العبد ليدرك بحسن الخُلق درجة الصالحين(26) .

26 ـ وقال صلّى الله عليه وآله: لا يلقى الله عبد بمثل خصلتين: طول الصمت، وحسن الخُلق(27) .

27 ـ وقال صلّى الله عليه وآله: من سعادة المرء حسن الخُلق، ومن شقاوته سوء الخُلق(28) .

28 ـ عن أمير المؤمنين عليه السلام، أنّه سُئل عن أدوم الناس غمّاً ؟ قال: أسوؤهم خُلقاً(29) .

29 ـ قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: وسوء الخُلق زمامٌ من عذاب الله في أنف صاحبه، والزمام بيد الشيطان يجرّه إلى الشرّ، والشرّ يجرّه إلى النار(30) .

30 ـ عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: إنّكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم(31) .

31 ـ قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: أفضل الناس إيماناً أحسنهم خلقاً .

وقال أمير المؤمنين عليه السلام لنوف: يا نوف، صِل رحمك يزيد الله في عمرك، وحسّن خلقك يخفّف الله حسابك(32) .

32 ـ عن الإمام جعفر بن محمّد عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: إنّ أحبّكم إليّ وأقربكم منّي يوم القيامة مجلساً أحسنكم خلقاً وأشدّكم تواضعاً، وإنّ أبعدكم منّي يوم القيامة الثرثارون وهم المستكبرون .

قال: وقال رسول الله صلّى الله عليه وآله: أوّل ما يوضع في ميزان العبد يوم القيامة حسن خُلقه(33) .

33 ـ عن ابن محبوب عن بعض أصحابنا قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما حدّ حسن الخُلق ؟

قال: تليّن جانبك وتطيّب كلامك، وتلقى أخاك ببشرٍ حسن(34).

34 ـ ... قيل لرسول الله صلّى الله عليه وآله: إنّ فلانة تصوم النهار وتقوم الليل وهي سيّئة الخُلق تُؤذي جيرانها بلسانها؛ فقال: لا خير فيها، هي من أهل النار(35) .

35 ـ وقال أمير المؤمنين عليه السلام: حسن الخُلق في ثلاث: اجتناب المحارم، وطلب الحلال، والتوسّع على العيال(36) .

36 ـ عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: إذا أراد الله بأهل بيتٍ خيراً رزقهم الرفق في المعيشة، وحسن الخُلق(37) .

37 ـ ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أتى النبيّ صلّى الله عليه وآله رجلٌ فقال: إنّ فلاناً مات فحفرنا له فامتنعت الأرض؛ فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله: إنّه كان سيّىءَ الخُلق(38) .

38 ـ ... قال أمير المؤمنين عليه السلام: ربّ عزيزٍ أذلّه خُلقه، وذليلٍ أعزّه خُلقه(39) .

39 ـ عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: خصلتان لا تجتمعان في مسلم: البُخل وسوء الخُلق(40) .

40 ـ من كلم أمير المؤمنين عليه السلام: في سعة الأخلاق كنوز الأرزاق(41) .

41 ـ عن عبد الله بن بكير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إنّا لنحبّ من كان عاقلاً فهماً، حليماً، مدارياً، صبوراً، صدوقاً، وفيّاً . إنّ الله عزّ وجلّ خصّ الأنبياء بمكارم الأخلاق، فمن كانت فيه فليحمد الله على ذلك، ومَن لم تكن فيه فليتضرّع إلى الله عزّوجلّ وليسأله إيّاها . قال: قلت: جُعلت فداك وما هُنّ ؟ قال: هنّ الورع، والقناعة، والصبر، والشكر، والحلم، والحياء، والسخاء، والشجاعة، والغيرة، والبرّ، وصدق الحديث، وأداء الأمانة(42) .

42 ـ عن المفضل الجعفي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: عليكم بمكارم الأخلاق، فإنّ الله عزّ وجلّ يحبّها، وإيّاكم ومذامّ الأفعال فإنّ الله عزّ وجلّ يبغضها(43) .

43 ـ عن أمير المؤمنين عليه السلام: إنّ الله عزّ وجلّ جعل محاسن الأخلاق وُصلةً بينه وبين عباده فنحبّ أحدكم أن يمسك بخُلُق متّصلٍ بالله تعالى(44) .

44 ـ قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: الأخلاق منائح ـ أي عطايا ـ من الله عزّ وجلّ ؛ فإذا أحبّ عبداً منحه خُلقاً حسناً، وإذا أبغض عبداً منحه خلقاً سيّئاً(45) .

45 ـ قال أمير المؤمنين عليه السلام: لو كنّا لا نرجو جنّة ولا نخشى ناراً ولا ثواباً ولا عقاباً لكان ينبغي لنا أن نطلب مكارم الأخلاق، فإنّها ممّا تدلّ على سبيل النجاح، فقال رجل: فداك أبي وأمّي يا أمير المؤمنين، سمعتَهُ من رسول الله صلّى الله عليه وآله ؟

قال: نعم وما هو خيرٌ منه، لمّا أتانا سبايا طيّ، فإذا فيها جارية ... فقالت: ... أنا ابنة حاتم طيّ، فقال صلّى الله عليه وآله: خلّوا عنها فإنّ أباها كان يحبّ مكارم الأخلاق(46) .

فقام أبو بردة فقال: يا رسول الله، الله يحبّ مكارم الأخلاق ؟ فقال: يا أبا بردة، لا يدخل الجنّة أحدٌ إلّا بحسن الخُلق(47) .

46 ـ عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث الأربعمائة الشريف: روّضوا أنفسكم على الأخلاق الحسنة، فإنّ العبد المسلم يبلغ بحسن خلقه درجة الصائم القائم(48) .

47 ـ في وصيّة أمير المؤمنين عليه السلام لابنه الحسن عليه السلام: وعوّد نفسك السماح، وتخيّر لها من كلّ خُلق أحسنه، فإنّ الخير عادة(49) .

48 ـ عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال: وعليكم بمكارم الأخلاق فإنّها رفعة، وإيّاكم والأخلاق الدنيّة فإنّها تضع الشريف، وتهدم المجد(50) .

49 ـ في حديث المعراج الشريف، ودخول النبيّ صلّى الله عليه وآله الجنّة، ورؤيته ما كُتب على أبوابها قال: ...، وعلى الباب الثامن منها مكتوب: لا إله إلّا الله، محمّد رسول الله، عليٌّ وليّ الله، من أراد الدخول من هذه الأبواب الثمانية فليتمسّك بأربع خصال: بالصدقة، والسخاء ـ أي الجود والكرم ـ، وحسن الأخلاق، وكفّ الأذى عن عباد الله(51).

50 ـ وفي غرر الحكم: من كلم أمير المؤمنين عليه السلام وحِكَمِهِ في فضل حسن الخلق، وذمّ سوء الأخلاق

أطهر الناس أعراقاً أحسنهم أخلاقاً( ج 1 ص 185 ف 8 ح 206 ).

أرضى الناس من كانت أخلاقه رضيّة( ص 187 ح 246 ).

حسن الخُلق للنفس وحسن الخَلق للبدن ( ص 376 ف 27 ح 6 )

حسن الخُلق أفضل الدِّين ( ح 7 )

حسن الخُلق خير قرين، والعُجب داءٌ دفين ( ص 378 ح 37 )

حسن الخُلق من أفضل القِسم وأحسن الشيم ( ح 39 )

حسن الخُلق أحد العطاءين ( ص 379 ح 48 )

حسن الأخلاق برهان كرم الأعراق ( ح 52 )

حسن الأخلاق يُدِرّ الأرزاق، ويونس الرفاق ( ح 53 )

حسن الخُلق رأس كلّ برّ ( ح 54 )

حسن الخُلق يورث المحبّة ويؤكّد المودّة ( ص 380 ح 61 )

سوء الخُلق شؤم، والإساءة إلى المحسن لؤم ( ص 433 ف 39 ح 17 )

سوء الخُلق شرّ قرين ( الغرر / ج 1 / ص 433 / ف 39 ح 18 )

سوء الخُلق يُوحش القريب ويُنفِّر البعيد ( ص 435 ح 44 )

سوء الخُلق نكد العيش، وعذاب النفس ( ص 439 ح 89 )

سوء الخُلق يوحش النفس، ويرفع الاُنس ( ح 90 )

كلّ داء يداوى إلّا سوء الخُلق ( ج 2 ص 546 ف 62 ح 54 )

كم من وضيع رفعه حسن خلقه ( ص 552 ف 63 ح 52 )

من ساء خُلقه عذّب نفسه ( ص 617 ف 77 ح 156 )

من ساء خُلقه ملّه أهله ( ص 625 ح 307 )

من ساء خُلقه ضاق رزقه ( ص 629 ح 378 )

ما أعطى الله سبحانه العبد شيئاً من خير الدُّنيا والآخرة إلّا بحسن خلقه وحسن نيّته ( ص 750 ف 79 ح 217)

نِعْمَ الإيمان جميل الخُلق ( ص 774 ف 81 ح 67 )

والله لا يعذّب الله سبحانه مؤمناً إلّا بسوء ظنّه، وسوء خلقه ( ص 787 ف 83 ح 81 )

لا عيش لسيّىء الخلق ( ص 833 ف 86 ح 81 )

لا قرين كحسن الخلق ( ص 834 ح 113 )

لا سُؤدد لسيّىء الخلق ( ص 837 ح 161 )

لا عيش أهنأ من حسن الخلق ( ص 846 ح 329 )

لا وحشة أوحش من سوء الخلق ( ح 330 )

الخُلق المحمود من ثمار العقل ( الغرر ج 1 ص 45 ف 1 ح 1327 )

الخلق المذموم من ثمار الجهل ( ص 46 ح 1328 )

أحسن شيء الخُلق ( ص 175 ف 8 ح 18 )

أكبر الحسب الخُلق ( ح 38 )

أقوى الوسائل حسن الفضائل ( ص 181 ح 153 )

أسوء الخلائق التحلّي بالرذائل ( ص 182 ح 154 )

أحسن السناء الخُلق السجيح ( ص 197 ح 379 )

أحسن الأخلاق ما حملك على المكارم ( ص 206 ح 473 )

إن كنتم لا محالة متنافسين فتنافسوا في الخصال الرغيبة، وخلال المجد ( ص 277 ف 10 ح 35 )

إذا رأيت المكارم فاجتنب المحارم ( ص 315 ف 17 ح 95 )

إذا كانت محاسن الرجل أكثر من مساويه فذلك الكامل، وإذا كان متساوي المحاسن والمساوي فذلك المتماسك، وإذا زادت مساويه على محاسنه فذلك الهالك ( ص 328 ح 202 )

تنافسوا في الأخلاق الرغيبة، والأحلام العظيمة، والأخطار الجليلة يعظم ( ص 355 ف 22 ح 94 )

رأس العلم التمييز بين الأخلاق، وإظهار, محمودها، وقمع مذمومها ( ص 413 ف 34 ح 44 )

هذه نبذة من محاسن الأخلاق في كلام أهل البيت عليهم السلام.. أكبر مدرسة إلهيّة لتهذيب النفوس، وتحسين الخلق، والترغيب إلى كرائم السجايا، وتطهير الطوايا والنوايا.

محاولات فصل الدين عن الأخلاق:

إمّا بشأن محاولات الفكر البشري - المنقطع عن الوحي - للإجابة عن المفاهيم الأخلاقية دون التمسّك بالدين؛ فأنّها في الواقع محاولات بقيت حبيسة الفشل إلى يومنا هذا! وأصبح غالبها نظريات لم يقرّ بها كثير من نفس علماء الغرب، وذلك لأنّ قبول النسبية وفقدان المبدأ الملزِم للإنسان في سلوكه لا ينتج ببداهة إلاّ هدمًا للأخلاق، وهذا ما أثبتته التجربة في الغرب بوضوح.

لقد حاول الإلحاد المعاصر أنسنة الأخلاق باستخدام نظريات الفلسفة البشرية التي تمحور الغربي منها حول نظرية التطوّر الدارويني، والنفعية الأخلاقية، إلاّ أنّها لم تنتج إلاّ فشلا ذريعًا؛ فالنفعية الأخلاقية التي أسّسها الفيلسوف البريطاني جيرمي بنثام والتي تربط خير الفرد بخير الجماعة، وتقوم على مبدأ اللذة وتجنّب الألم، والتي طوّرها هربرت سبنسر ودمجها مع نظرية التطوّر، لقد خرجت لنا بنتيجة مفادها:” إنّ الأخلاق تقدم على مبدأ الملاءمة بين حياة الإنسان وقوانينها الأساسية؛ فينطلق الإنسان ليدرك أنّ منفعته تزداد بالتعاون مع إخوانه، لكن هذه الأخيرة لا تستند إلى فكرة الواجب الديني الميتافيزيقي، وإنّما إلى فكرة التطوّر بمعناها العضوي القائم على تبادل المنفعة من أجل البقاء”(52)، وعلى الرغم من أنه لا يمتلك هؤلاء برهاناً يمكن التدليل به على أنّ اللذة والمنفعة المادية هي الغاية العظمى لكل نشاط إنساني(53)، إلا أنّ صلب المشكلة يكمن في معايير معرفة اللذة والألم، وهنا تظهر النسبية لديهم بأوضح صورها لتفسد على المنظّر الغربي عملية أنسنة الأخلاق.

والداروينية التي تنتهي إلى الاعتراف بأنّ الإنسان “وتحت واجهة الوعي المحترمة، مع نظامه الأخلاقي المنضبط ونياته الحسنة، تكمن فيه القوى الغريزية الفجة للحياة كحيوانات المحيطات الهائلة والغابات التي تفترس وتدمّر إلى ما لا نهاية”(54)، كان أبوها الأوّل في شك من قدرات عقل الإنسان بالأساس؛ فقد عبّر عن مشاعره في بعض رسائله قائلاً: إن شكاً فظيعاً ينتابني دائماً وبشكل متكرّر حول قناعات عقل الإنسان والتي بدورها تطوّرت من عقول كائنات أدنى. هل هذه القناعات تحمل أيّ قيمة أو تستحق أدنى ثقة؟ هل من أحد يثق بقناعات عقل القرد؟ هل أن عقلاً كهذا يحمل قناعات أصلاً؟!”(55). فما الحاجة إذاً للمنطق ولأنسنة الأخلاق بناء على قدرات الإنسان العقلية؟ والحال أن الأساس نفسه موضع شك وريب وسؤال؟!

ألا يدفعنا ذلك إلى القول بأنّ الضوابط المنطقية إن هي إلا سمة عارضة للنوع البشري، وأنّها قد تكون مختلفة ومتغيّرة في سياق هذا التطوّر في مستقبل الإنسان؟(56)، وأمام هذا التشكيك هزت الدراوينية رأسها في حيرة خرقاء!!

في الواقع إن النسبية الأخلاقية تعرّف بأنها:” القول بأنّ الأفعال الصائبة أخلاقياً تختلف من ثقافة إلى أخرى، وليس هناك صواب مطلق في مجال الأخلاق.. والتي ينظر إليها أنصارها باعتبارها رحابة في الأفق.. تؤدي حتماً إلى التشكك فيما إذا كان هناك صواب مطلق حقاً في مجال الأخلاق”(57).

وعلى الرغم من وضوح العلاقة بين أنسنة الأخلاق وبين النسبية الأخلاقية، إلا أنّ منظري المذهب الإنساني في الغرب تفطّنوا لخطورة هذا الأمر، وحاولوا أن يتبرؤوا من مذهب النسبية الأخلاقية.. يقول ستيفن لو أحد أشهر منظري المذهب الإنساني: “كثيراً ما يتم تصوير الإنسانويين المعاصرين على نحو مبالغ فيه على يد معارضيهم على أنّهم مؤيديون للنسبوية، ولا سيّما النسبوية الأخلاقية.. إلاّ أن الإنسانويون معارضون للنسبوية عامّة وللنسبوية الأخلاقية خاصة”(58).

ولكن في الحقيقة لم يستطع ستيفن لو – فضلاً عن غيره – إقامة أي حجّة تدحض ادعاء النسبوية هذا، بل إنّ التأمّل الدقيق لا يوصلنا إلا إلى هذه النتيجة الواضحة. ولذلك يتسق مايكل روس الفيلسوف الملحد الشهير مع هذه النتائج ويذهب إلى آخر نتائج هذا الالتزام ليقول: إنّ الأخلاق ليست سوى وهم يساعدنا على البقاء والتكاثر(59).

ولا عجب من هذا، فإنّ المغالاة في النسبية يقود إلى العدمية، بما يترتب عليه من خسارة فضيلة اليقين ومنزلة الإحسان، و الإغراق في الارتياب و الحيرة و اللاحسم”(60).

وعلى الرغم من أن ديفيد هيوم - وهو فيلسوف ذو أهمية خاصة لدى فلاسفة الإنسانوية كما قال ستيفن لو- يرى أنّ المعتقدات الأخلاقية غير قابلة أساساً للتبرير بالاحتكام إلى العقل أو الخبرة؛ مؤكداً أنه لا ينافي العقل أني أفضّل تدمير العالم بأسره على أن يخدش إصبعي(61)، إلاّ أن الإنسانويين يصرّون على إنكار الزعم القائل بأنه لا يمكن وجود قيمة أخلاقية بدون دين وإله، وأن البشر لن يكونوا أخياراً دون الإله أو دون دين يرشدهم..”(62)، وبانتظار بيان المنهج الإنساني في كيفية وضع منهج أخلاقي وتحديد القيم الأخلاقية على أساس إنساني، يجيب ستيفن لو عن سؤال: ” كيف يتأتي لنا معرفة الصحيح والخاطئ؟” قائلاً: يجب علينا أن نقرّر بأنفسنا الصحيح والخاطئ، لا أن نعهد بهذا الأمر إلى سلطة دينية! و”شئت أم أبيت، لا مفرّ من أداء دور الإله”(63)، وبهذا يكشف ستيفن لو عن فكرة الإله الخفي، ويعترف بضرورة الإيمان بدين ثابت من حيث لا يشعر(64).

ولكن ماذا حدث عندما لعب الإنسان دور الإله؟ هل تحسّنت حياة الإنسان؟

“يعد صلب سؤال الأخلاق هو: ماذا ينبغي أن نفعل”(65)، وهذا السؤال في الحقيقة يشكل كابوساً يراود الإنسانية منذ قرّرت القيام لوحدها والتخلي عن الإله. وإذا عدنا للتاريخ وهو خير مخبر، فالتاريخ ” ليس معرفة وتأملاً فحسب”(66)، نجد أنّ الإنسان وقع في حيرة واضطراب وعاد ناكصاً على عقبيه بعد هذه الخطوة.

إنّ فلاسفة الفكر البشري - بعد فقدهم للدين- قد أدركوا جيّدًا انّهم ملزمون بالعثور على أساس آخر يضمن التزام الإنسان بالأخلاق، ليحمل الناس على السلوك الكريم بوصفهم مواطنين وأزواجاً وآباء وأبناء، ولكنّهم لم يعثروا عليه، ولم يكونوا إطلاقاً واثقين من إمكان السيطرة على هذا الحيوان البشري دون ضوابط أخلاقية دينية.

فقد انتهى فولتير وروسو إلى الاعتراف بضرورة الدين لتحقّق الاخلاق، أما ديدرو ففي النصف الثاني من حياته فكر مليّاً في وضع أخلاقيات طبيعية، ثمّ اعترف بفشله؛ فقال:(إنّي لم أجرؤ على أن أخط أوّل سطر)، ثم تساءل ديورانت قائلاً: ” ولنسأل الآن أيّ ضرب من الأخلاق ساد فرنسا بعد أربعين عاماً حفلت بالهجمات على المعتقدات الدينية؟ وفي جوابنا عن هذا السؤال يجب ألا نصوّر النصف الأوّل من القرن الثامن عشر في صورة مثالية.

لقد قال الفيلسوف والأديب الفرنسي فونتنيل قبيل موته عام 1757م إنه يتمنّى لو مد في أجَله ستون سنة أخرى ليرى النهاية التي تنتهي إليها الخيانة الزوجية المستشرية والخلاعة وتحلل جميع العلاقات، كما قال:” ولربما يقول فلاسفة العلمانية والحداثة إنّهم فشلوا في التفكير إلى حدّ كبير، ولكنهم على أي حال كانوا مسئولين بقدر ما استخفوا بأثر الدين والتقاليد في ضبط الغرائز الحيوانية للبشر(67).

ودونك هذه الحقيقة المربكة: “ لم يكن القرن العشرون عصر سلطة الدين لكن كان مروّعاً.. إنّ لينين، استالين، هتلر، ماؤو، وغيرهم... هؤلاء لا يمكن أن يحسبوا ضمن القادة الدينيين للبشرية، وأيضاً لا يمكن لأحد أن يجادل في أنّ فظائع القرن العشرين كانت غير متوقّعة.. نعم جاءت كالصدمة إلاّ أنها لم تكن مفاجئة؛ فقد هتف إيفان كارمازوف: إن لم يكن الله موجوداً فكل شيء مباح. وذلك خلال القرن التاسع عشر، وبينما كان المعتقد الديني ينحسر خارج مؤسّسات الثقافة الغربية، انتاب أهل التفكير إحساس مزعج بأنّ انحساره مؤذّن بظهور شر عظيم في العالم، وقد كانوا محقّين في هذا! فما الذي بقي لكي يجعل الناس أخياراً ؟ لاشيء. هذا جواب التجربة التاريخية والتفكير العادي الذي أعياه القلق”(68).

وهكذا بقي الإنسان المعاصر - المبتعد عن الدين- يعيش أزمة الشعور بالحاجة الماسّة إلى قيم تعطي حياته مفهوماً ومعنى، وممّا لا شك فيه أنّ المنبع الوحيد الذي يستطيع أن يستمد منه قيمه إنّما هو الإيمان الديني الصحيح(69).

سؤال يطرح نفسه: هل يعني هذا أنّ الإنسان لا يمكن أن يكون خيّراً وخلوقًا دون أن يؤمن؟

لقد أجاب المفكر البوسني الشهير علي عزت بيجوفيتش عن هذا السؤال قديماً، وقال مقولته الشهيرة: ” يوجد ملحدون على أخلاق، ولكن لا يوجد إلحاد أخلاقي؛ والسبب هو أنّ أخلاقيات اللاديني ترجع في مصدرها إلى الدين.. دين ظهر في الماضي ثم اختفى في عالم النسيان، ولكنه ترك بصماته قوية على الأشياء المحيطة(70).

بهذه الكلمات يوضح لنا بيجوفيتش إشكالية عميقة تتمثّل بقضية الإلزام الخلقي، والذي يقصد به جانب الإلزام والتكليف في الأخلاق، فالأخلاق ليس مجرّد التصنّع بما يفرح الآخر أو بحث عن نتائج سارّة أو غايات سعيدة أو خبرات نافعة، بل هو قانون يلتزم به بنو الإنسان. ” ولا بد للشخص المفكّر أن يواجه عاجلاً أم آجلاً تلك المشكلة التي هي أصعب المشكلات الأخلاقية جميعاً، وأعني بها: من أين تأتي قوّة الإلزام الخلقي؟ إنّ أيّ إلزام يتضمّن ضرورة قيام شخص مّا بعمل شيء، بحاجة إلى مصدر لهذه الضرورة(71)؛ فإن كان الإنسان يمكنه أن يطبّق هذه القواعد الأخلاقية في حال الرخاء، فإنّه لن يضمن استمرار العمل بها في حال الشدّة إلا إذا عرف مصدر الإلزام بها واعتقد به، وكان إلزاماً حقيقياً وأيمانًا كاملاً لا نسبياً.

والإلزام الأخلاقي عند المؤمن: ” حالة مركّبة من المعاني العقلية والمعرفية ولوازمها العاطفية، فبعضها راجع إلى مصدر الأخلاق وبعضها راجع إلى طبيعة الأفعال الموجودة وبعضها راجع إلى الآثار المترتّبة عليه، ولقد حاول كثير من غير المؤمنين أن ينشئوا مرجعاً يحدّد لهم الإلزام الأخلاقي في المجتمعات الإنسانية، كقولهم: إنّ المجتمع له سلطة على الناس وأخلاقهم أو إنّ المنفعة هي التي تدفعهم للإلتزام بالأخلاق(72)، إلاّ أنّها باءت بالفشل. ويرجع هذا الفشل إلى إنكار وجود الله سبحانه وتعالى ومصدرية تشريعه لضوابط الأخلاق؛ فإن إنكار الله تعالى - ولو بالفكر فقط- سيفكّك جميع الأشياء بالتأكيد.. كما صرّح بذلك جون لوك(73).

وقال إيمانويل كانط: “شيئان لا يفتآن يبعثان في النفس الإعجاب والروعة: السماء المرصّعة بالنجوم من فوقي، والقانون الخلقي في باطني(74).

وفي الختام يمكن إيجاز أهمّ ما قدّمناه في هذه الإجابة بأنّ (نسبية الأخلاق) تعدّ الركن الركين لأنسنة الأخلاق لدى فلاسفة الإلحاد، وهي التي تنتج عدم ضمان التزام الإنسان بالمبادئ الأخلاقية العامّة والخاصّة، ولا يخفى أنّ القول بنسبية الأخلاق له تبعات كارثية على الإنسان ومجتمعه، منها: (إخلاء المسؤولية) فمن ينكر ثبوت الضوابط الأخلاقية سوف لا يعترف ولا يقبل مسؤوليته تجاه أيّ سلوك سلبي يصدر منه؛ لأنّه يفسّره بطريقة تبرّره له وتنفعه تمسّكًا بالنسبية، وهذا في نفسه يخالف أساس ضرورة التقنين في المجتمع الإنساني، ولك أن تتصوّر عالمنا من دون ضوابط وقوانين!!

ودمتم في رعاية الله

الهوامش

(1). قوله صلّى الله عليه وآله: (إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ).

(2) اُصول الكافي / ج 2 / ص 81 / ح 1 .

(3)اُصول الكافي / ج 2 / ص 81 / ح 2 .

(4) اُصول الكافي / ج 2 / ص 82 / ح 4 .

(5)اُصول الكافي / ج 2 / ص 82 / ح 5 .

(6)اُصول الكافي / ج 2 / ص 82 / ح 6 .

(7) اُصول الكافي / ج 2 / ص 82 / ح 7 .

(8) اُصول الكافي / ج 2 / ص 82 / ح 8 .

(9) اُصول الكافي / ج 2 / ص 83 / ح 12 .

(10)اُصول الكافي / ج 2 / ص 242 / ح 1 .

(11)اُصول الكافي / ج 2 / ص 242 / ح 2 .

(12) الكافي ج 2 ص 242 ح 4 .

(13) الكافي ج 2 ص 242 ح 3 .

(14)تحف العقول ص 37 .

(15)تحف العقول ص 37 .

(16)تحف العقول ص 38 .

(17)تحف العقول ص 38 .

(18)تحف العقول ص 38 .

(19)تحف العقول ص 38 .

(20)تحف العقول ص 141 .

(21)تحف العقول: ص 275 .

(22)تحف العقول ص 304 .

(23)الوسائل ج 12 ص 152 ب 104 من العشرة ح 17 .

(24)الوسائل ج 12 ص 154 ح 27 .

(25)الوسائل ج 24 ص 395 ب 88 من آداب المائدة .

(26)المستدرك ج 8 ص 447 ب 87 من كتاب العشرة ح 20 .

(27)المستدرك / ج 8 / ص 447 / ح 22 .

(28)المستدرك / ج 8 / ص 447 / ح 24 .

(29)المستدرك / ج 12 / ص 76 / ح 12 .

(30)المستدرك / ج 12 / ص 76 / ح 11 .

(31)بحار الأنوار / ج 71 / ص 383 / ح 19 .

(32)بحار الأنوار / ج 71 / ص 383 / ح 20 .

(33)بحار الأنوار / ج 71 / ص 385 / ح 26 .

(34)بحار الأنوار / ج 71 / ص 389 / ح 42 .

(35)بحار الأنوار / ج 71 / ص 394 / ح 63 .

(36)بحار الأنوار / ج 71 / ص 394 / ح 63 .

(37)بحار الأنوار / ج 71 / ص 394 / ح 67 .

(38)بحار الأنوار / ج 71 / ص 395 / ح 75 .

(39)بحار الأنوار / ج 71 / ص 396 / ح 79 .

(40)بحار الأنوار / ج 73 / ص 297 / ح 5 .

(41)بحار الأنوار / ج 78 / ص 53 .

(42)اُصول الكافي / ج 2 / ص 46 / ح 3 .

(43)وسائل الشيعة / ج 15 / ص 199 / ح 8 .

(44)المستدرك / ج 11 / ص 192 / ح 19 .

(45)المستدرك / ج 11 / ص 193 / ح 20 .

(46)وفي بحار الأنوار / ج 21 / ص 366 نقل عن محمّد بن إسحاق أنّه كساها رسول الله صلّى الله عليه وآله وأعطاها نفقة، فخرجت مع ركب حتّى قدمت الشام، وأشارت على أخيها بالقدوم، فقدم وأسلم وأكرمه الرسول صلّى الله عليه وآله وأجلسه على وسادةٍ رمىٰ بها إليه بيده .

(47)المستدرك / ج 11 / ص 193 / ح 21 .

(48)بحار الأنوار / ج 10 / ص 99 .

(49)بحار الأنوار / ج 77 / ص 215 .

(50)بحار الأنوار / ج 78 / ص 53 .

(51)مدينة المعاجز / ج 1 / ص 397 .

(52) صلاح عثمان، الداروينية والإنسان، نظرية التطور من العلم إلى العولمة، ص120.

(53) توفيق الطويل، مذهب المنفعة العامة في فلسفة الأخلاق، 184.

(54) الإنسان: ذلك الكائن الفريد، ص248.

(55) Francis Darwin, The Life and Letters of Charles Darwin, New York, Published by Appleton and Company ,1887 ,285.

(56) إيدموند هوسرل، فكرة الفينومينولجيا: خمسة دروس، ص54.

(78) فلسفة العلم: مقدمة معاصرة، أليكس روزنبرج، ص 316.

(58) الإنسانوية: مقدمة قصيرة جداً، ص18.

(59) Michael Ruse, “Evolutionary Theory and Christian Ethics,” in the Darwinian Paradigm, London, Published by: Routledge, 1989, 268-9.

(60) انظر: مآلات الخطاب المدني، إبراهيم بن عمر السكران، ص 176.

(61) انظر: الإنسانوية المستحيلة، إبراهيم الرماح، ص79.

(62) الإنسانوية: مقدمة قصيرة جداً، ص9-10.

(63) الإنسانوية: مقدمة قصيرة جداً، ص77.

(64) انظر: عبدالوهاب المسيري، العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة، مصر، دار الشروق، 1423 ه 2002م، 189.

(65) هنتر ميد/ الفلسفة أنواعها ومشكلاتها، ص258.

(66) الفلسفة في 100 كلمة، مجموعة من الباحثين، ص 70 .

(67) ويل ديو ا رنت، قصة الحضارة: روسو والثورة، تاريخ الحاضرة في فرنسا وانجلتره، وألمانيا من 1756 إلى 1789، ترجمة فؤاد أندرواس، الجزء ال ا ربع من المجلد العاشر، بيروت، دار الجيل، 1988 م، 42، 397 .

(68) ديفيد برلنسكي، وهم الشيطان: الإلحاد ومزاعمه العلمية، ص49،63،65 بتصرف.

(69) تاريخ الفكر الأوروبي الحديث، رونالد سترومبرج، ص652.

(70) الإسلام بين الشرق والغرب، ص209.

(71) هنتر ميد، الفلسفة أنواعها ومشكلاتها، ص261.

(72) سلطان العميري، ظاهرة نقد الدين في الفكر الغربي الحديث 2: 642 .

(73) جون لوك، رسالة في التسامح، ترجمة منى أبو سنه، القاهرة، المشروع القومي للترجمة، 1997 م،57 .

(74) من كتاب المشكلة الخلقية، زكريا إبراهيم، ص3 .

***

المصدر: مركز الأبحاث العقائدية

للمزيد لاحظ: aqaed.net