يشير العديد من المفكرين على مر التاريخ إلى ذلك الخيط الرفيع الذي يفصل بين الشجاعة والتهوّر.
في رأيكم، ما هو الفرق بين مفهومي التهوّر والشجاعة؟
باعتقادي أنّ التهور يأتي على خلفية الإقدام على فعل شيء دون الأخذ بالأسباب أو أخذ المتاعب الناتجة بعين الاعتبار، أما الشجاعة هي شعور نابع من القلب يتبعه الإقدام على فعل شيء معين مع أخذ النتائج ومتاعبها ومخاطرها بعين الاعتبار.
على الرغم من أنني لا أميز الفرق، فأنا قد أختلف معك في التعريف يا ياسمين، حيث أنني أرى أن الشجاعة أيضا لا تملّك صاحبها القدرة على تحليل الموقف بصورة منطقية.
لدينا كمثال حي على ذلك ما حدث في منطقتي السكنية منذ عدة أشهر، حيث نشب حريق كارثي في أحد الأفران، مما أدى إلى هلع عام بسبب ٤ أسطوانات غاز في داخل المكان المشتعل.
وعلى الرغم من أن الأسطوانات كانت لتنفجر في أي لحظة، فإن ٣ من شباب المنطقة أخرجوها من الفرن، غير عابئين بالخطر واحتمالية الانفجار. هنا نجد في الشجاعة الافتقا نفسه في تحليل الاحتمالات وعدم اتخاذ المضاعفات في بعين الاعتبار.
في الشجاعة جزء من الاقدام والمخاطرة؛ أما ما كان مدروسا وفي محله فتعد شجاعة.. أما ما تجاوز محله صار تهورا.
والتهور عموما يرتبط بردة الفعل السريعة، الغضب، عدم التفكير، وغيرها من الصفات السلبية التي تمنع الشخص من التفكير بعقلانية؛ بينما ترتبط الشجاعة بالعقل، والرزانة والهدوء وتسطير حدود للنفس واحترامها.
أرى أن كلها معايير مشتركة بين السجاعة التهور يا صديقي. الشجاعة أيضا تحتاج إلى ردة فعل سريعة، فقد كنت أنحدث وأصدقائي حول هذا الأمر بأن الاشتراك الشجاع في الموقف لا يتطلب التفكير العميق من الشخص، بل هو مجرد ردة فعل سريعة واستثنائية لا يفكر فيها الشخص كثيرا أو يحلل نتائجها أو يتخذ حيالها قرارا معقولا، وإنما يندفع نحوها بحدسه فورا، تماما كالتهور. إذا ما الفرق؟
التعليقات