إذا أردت شيئًا بشدة فأطلق سراحه، فإن عاد إليك فهو ملكك إلى الأبد، وإن لم يعد فهو لم يكن لك منذ البداية".
.
فأطلق سراحه .. و إن لم يعد فهو لم يكُن لك
و إن كان إطلاق السراح في الوقت الخاطئ و كان لي من البدايه ..
اعطوني رأيكم في مصداقية تِلك المقوله؟
لا أصدق هذه المقولة ولا اقتنع بها أبدا، وأجدها نوع من الاستسلام والتراخي عن أحلامنا أو الهدف الذي نعمل عليها، فأنا أتمسك بهدفي وأحاول عدة مرات حتى أصل ربما كل هذه المحاولات تكون مهدرة للوقت والطاقة أحيانا لكن بالنهاية سأصل، المهم أن يكون هناك دراسة للمؤشرات التي تشجع على الاستمرار بالمحاولة من عدمه، وألا تكون محاولتي هكذا وفقط من أجل الوصول والذي قد يكون مستحيل ببعض الأوقات أو هناك ما هو أفضل منه
لا أعتقد أن المقولة تطبق على الاهداف أو الطموحات بالفعل لأن تحققها مرتبط بدوام الجد والاجتهاد من قبلنا، ولكن تلك المقولة وضعت لتطبق على الأشخاص أكثر، وإذا ما نظرت لها في هذه الحالة فهي صحيحة، لأن من يحب أو يهتم بحق يعود طواعية لمن يحب فمهما كانت الظروف سيسعى بكل جهده.
غير صحيحة بالمرة، هذا لا يناسب قانون الحياة، الحياة تعطي من يمسك ويلتقط، من يسعى، من يصرّ ويصبر ويجاهد نفسه للحصول على ما يريد لا العكس، ولذلك أنا لا أومن نهايئاً بهذه المقولة، ما أومن به الصراحة هو أمر قريب إليها وإن لم يكن بذات السياق والجرأة، وهو أننا إذا أردنا شيء يجب أن لا نركض وراءه بسرعة، لا أن نجري وراءه وكأنه الشيء الوحيد الذي نريده بالحياة، هذا خطأ، هذا التطرف سيجعل هذا الهدف يفرّ منّا ويهرب، ويمكننا أن نرى ذلك في الحياة بكل سهولة، حاولي أن ترمي مثلاً مرة في مسبح، ومن ثم حاولي أن تسبحي وراءها بسرعة عالية ستبتعد عنك بذات السرعة، ولكن اذا قمت بالسباحة وراءها بخفة وسهولة وسعي مستمر واثق ثابت هادئ سوف تحصلين عليها، أعتقد أن كوانين الكون تمشي بذات الطريقة وبذات الريثم وأن هذا العرض وهذه القوانين الفيزيائية لم تأتي إلا لكي تعلمنا الطريقة الصحيحة لملاحقة أهدافنا.
المقولة أعجبتني وأتفق نوعا ما معها، إذ أنها تحمل فكرة قوية وحسبما فهمته في تدور حول الاعتماد على إطلاق سراح الأمور التي نسعى جاهدين لتحقيقها. فقد يكون الإفراج عن الشيء المرغوب فيه في الوقت المناسب فرصة للحصول على ما نريد، ولكن يجب أن يتم بحكمة وتقدير للظروف. لأنه قد يكون القرار بإطلاق سراح شيء معين في الوقت الخاطئ خطأ جسيما.
لا يمكن للقاعدة أن تكون صحيحة في جميع الحالات أو إعتمادها بشكل كلي، فالحياة معقدة ومركبة وتتطلب تقديرًا للسياق والظروف المحيطة، فلا توجد قواعد ثابتة للجميع، لأنه قد يكون هناك أوقات تتطلب فيها الإبقاء على شيء بشدة والتمسك بها لأسباب مهمة، فيكون الحفاظ على بعض الأمور ذات أهمية خاصة بغض النظر عن مدى الرغبة في التخلي عنها، لذلك لا يمكن تبني نظرة واحدة لجميع سياقات الحياة ومواقفها، فالتمسك بعلاقة سامة مثلا لا يمكن ان يجلب إلا المتاعب النفسية والجسدية، لذلك فترك بعض الأمور وإن كانت مهمة لنا فيها راحة لنا.
لكثير من الوقت كانت تتبدى هذه المقولة أمام ناظري... و فكرت فيها بجدية و لا زال يمكنني القول بأن مصداقية القولة نسبية، تتداخل كثير من العوامل و تتحكم في سير حياتنا... أحيانا قد نأخذ نحن أنفسنا - و قد نضطر إلى ذلك - طرقا تجعل مصداقية هذه المقولة منعدمة... ما هو لك سيكون لك و سيبقى، لأنها الأقدار المدبرة من عند الله و في بعض الأحيان حتى لو عملت بجد من أجل شيء و رغبت فيه من اعماق قلبك و دواخلك... فأنت لن تحصل عليه و لن يتفاعل الكون ليحقق لك ذلك... الخير دائما فيما اختاره الله، عمرا، شيئا، صحة، شخصا، عملا...
لو تعاملنا مع فكرة القدر أنها حتمية، سنجلس مكانا وننتظر ما لنا ليكون لنا، وما ليس لنا لن يكون لنا، لكن هذا ليس صحيح، لابد أن يكون هناك سعى واجتهاد من أجل الوصول
هناك أشياء بقدر ما تريدها بقدر ما ستبتعد عنك فعلا، الفعل و قوة الفعل و الإرادة عامل مهم في بلوغ بعض الأمور و أعتقد بذلك لكنه ليس كل شيء... فالحتمية هنا ليس حتمية قدر و لكن حتمية نتيجة بتفاعل مجموعة من العناصر، و أن رغبته في شيء توازي رغبات عدد هائل من البشر الآخرين... يحصل أن الانسان ينسى أنه ليس القوة الفاعلة و الأساسية حتى في حياته في بضعة أمور...
أعتقد أن هذه المقولة توحي بالاستسلام والتخلي، لأن بعض الأهداف قد تتطلب الالتزام والعمل المستمر، والاستسلام هنا هو نهج غير مناسب لأن النجاح يعتمد على التوازن بين السعي والتحديات، وقد يكون التمسك بالهدف وتحقيق التغييرات الضرورية أمورًا حيوية أحيانًا.
التعليقات