"الرجل يُحضر الأطفال مسّببا لهم وله التقدم في السن والشيخوخة والموت ،فلو فكّر لوهلة وأدرك حجم المُعاناة التّي سيزيدها بتصرفه ،لكان قد امتنع عن الإنجاب ،وبذلك يوقف دورة الشيخوخة والموت" بوذا في الخمسين سنة الأخيرة ،انتشرت فلسفة اللاإنجابية ،والتي تقوم على رفض فكرة الإنجاب بقرار شخصي كعمل لا أخلاقي ،بعيدًا عن أي عوارض إجبارية كالعقم مثلًا ،أو الرهبنة والتعفف ،القائمة على الامتناع عن الجنس. ولكنها ليست فكرة جديدة ،إذ يمكن رؤية ذلك ضمن معتقدات بعض الحضارات القديمة ومنها الإغريقية ،ككتابات
مصدرية الأخلاق
ندعي دائمًا أننا نمارس حياتنا وفق قيم ومبادئ أخلاقية رصينة، بل ونتفاخر أيُّنا يقيم هذه الأخلاق -الصائبة بالنسبة لنا- بشكلٍ صارم أكثر ونشيد به، ولكن ماهي مصدرية الأخلاق؟! وما مدى صحة اعتقادنا. سنقوم في هذه المساهمة بجولةٍ بين آراء عدّةٍ من المدارس الفلسفية، والتي بقي هذا السؤال، ولازال موضع حيرةٍ بينهم. تكلم أرسطو عن هذا الموضوع بشكلٍ غير مسهب، إذ يقول بأنه من الممكن اختصاره في فئتين من القيم الإنسانية: -الشخصية الأخلاقية -العقل الأخلاقي وكان يقول بأن الأخلاق موضوعية، ولها
إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ (43)
“الأحلام هي رسوم توضيحية من الكتاب الذي تكتب فيه روحك عنك” هكذا عبر الطبيب والمفكر ،ومؤسس علم التحليل النفسي سيغموند فرويد عن الأحلام في كتابه الشهير المُصدر عام ١٨٩٩ (تفسير الأحلام). فماهي الأحلام ؟! وهل هي مجرد خيالات أم هي محاولةٌ يدس فيها اللاوعي رسائله في وعينا؟ولو كانت الأحلام مجرد خيالات، فما الذي يجعل حلمًا معينًا يتكرر باستمرار؟ يقول محمدٌ النبي: أن الرؤيا الصادقة هي جزءٌ من خمسين جزءًا من أجزاء النبوة، ويستدرك في قولٍ آخر أن أحلام الناس ثلاثة
التزامن، كيف نفسر الصدف والتزامنات؟
كان المبدأ المتعارف عليه في الفيزياء الكلاسيكية، أن أي شيء يحدث، لابد أن يكون له سبب محدد، في إطار مايطلق عليه بالسببية، ولكن هناك ظواهر محيرة لأصحاب النمط الميكانيكي في تفسير الكون، وبقيت الصدفة واحدة من هذه الظواهر أو النماذج المصاحبة لحيرة المجتمع العلمي. فما هي الصدفة؟! أم أنه لا وجود لها؟! قبل وفاته في عشرينات القرن الماضي، ظهر عالم الأحياء النمساوي باول كاميرر بنظرية قانون السلسلة، والذي عدّه نوعًا خاصًا من القصور الذاتي الذي يدفع بالحوادث المتشابهة نحو التكرار،